مع استمرار المجازر الإسرائيلية فى قطاع غزة واستهداف المدنيين الفلسطينيين، زادت الضغوط على حلفاء إسرائيل فى الغرب خاصة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى الذين أبدا دعما غير مشروطا للاحتلال الإسرائيلى.
وقالت صحيفة "فايننشال تايمز" الأمريكية إن مساعى وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن من أجل "وقف مؤقت" للهجوم الإسرائيلى على غزة سلطت الضوء على كيفية تحول الحلفاء من الدعم غير المشروط لإسرائيل إلى التركيز على الأزمة الإنسانية فى الأراضى الفلسطينية.
وقالت الصحيفة إنه فى الأسابيع التى تلت هجوم 7 أكتوبر الذى شنه مسلحو حماس فى غزة والذى أسفر عن مقتل 1400 إسرائيلى، تجنب حلفاء إسرائيل إلى حد كبير الحث على ضبط النفس فى ردها العسكرى.
ولكن على مدى الأيام العشرة الماضية، وسط ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين والصور الوحشية للهجوم الجوى والبرى الإسرائيلى على غزة، حدث تحول كبير فى اللهجة والخطاب، حيث دعا الحلفاء الغربيون إلى وقف الصراع من أجل المساعدة فى حماية القطاع وغير المقاتلين، وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى الفصائل.
وقال بلينكن الجمعة فى تل أبيب بعد لقائه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: "نحن بحاجة إلى بذل المزيد لحماية المدنيين الفلسطينيين"، مضيفا أنه قدم "نصيحة لا يمكن إلا لأفضل الأصدقاء تقديمها" " حول كيفية قيام إسرائيل بحماية المدنيين أثناء المضى فى عمليتها العسكرية.
واعتبرت الصحيفة أن تحول كبير الدبلوماسيين الأمريكيين يعكس موجة متزايدة من الضغوط العامة والخاصة من عواصم أوروبية وأمريكية لاتينية وعواصم أخرى على إسرائيل للسماح بـ "هدنة إنسانية"، خاصة بعد قصف مخيم جباليا للاجئين هذا الأسبوع.
ودعا الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون الجمعة إلى مثل هذه التوقفات، مضيفا أن "الحرب ضد الإرهاب لا تبرر التضحية بالمدنيين". وتستضيف فرنسا مؤتمرا للمساعدات الإنسانية لغزة خلال أيام.
كما ركزت كل من أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، وريشى سوناك، رئيس وزراء المملكة المتحدة، فى اجتماع يوم الخميس على "الأزمة الإنسانية فى غزة"، بحسب تصريحاتهما التى لم تذكر إسرائيل. كما اتفق سوناك ورئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلونى على "دعم المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين الآن وفى المستقبل."
وأعرب زعماء الاتحاد الأوروبى المجتمعون فى بروكسل الأسبوع الماضى عن أسفهم "لكل الخسائر فى أرواح المدنيين" ودعوا إلى "حماية جميع المدنيين" و"فتح ممرات إنسانية وتوقف مؤقت لتلبية الاحتياجات الإنسانية".
وفى تلك القمة، قال رئيس الوزراء الإسبانى بيدرو سانشيز أن التركيز القوى على الحماية الإنسانية ليس نهجا مناهضا لإسرائيل ولكنه سيساعد إسرائيل، وفقا لأشخاص مطلعين على المناقشة. وقال سانشيز لزملائه من زعماء الاتحاد الأوروبى إنه من مصلحة إسرائيل ضمان أن ردها العسكرى لن يجعل الإسرائيليين منبوذين دوليا.
ويأتى التحول الأوروبى فى الوقت الذى يعرب فيه زعماء أمريكا اللاتينية عن قلقهم المتزايد إزاء الهجوم الإسرائيلى على غزة. وفى البرازيل، صاحبة الثقل الدبلوماسى فى المنطقة، وصف الرئيس لويس لولا دا سيلفا الأحداث الجارية بأنها "إبادة جماعية".
وانضمت المكسيك إلى البرازيل فى الدعوة إلى وقف فورى لإطلاق النار فى غزة، حيث تجاهل الرئيس اليسارى أندريس مانويل لوبيز أوبرادور انتقادات إسرائيل لفشله فى إدانة الفصائل. وأضاف: "لا نريد العنف، نحن مسالمون".