لا يزال جوف الأرض يموج بالغضب، معلنا احتجاجا غير مسبوق على أفعال الإنسان الضارة بالبيئة والتي ترتب عليها تغيرات كبيرة في المناخ ، وتضاعف أعداد الكوارث الطبيعية التي أضحت أمرا متكررا بشكل يومى في مختلف بقاع كوكبنا.
في سياق تلك الكوارث ، هز زلزال بقوة 6.2 درجة ضرب نيبال ، مساء الجمعة، وأكد مركز الأبحاث الألمانى لعلوم الأرض أن الزلزال كان على عمق 35كيلومترا.
وقد هز الزلزال أيضا مبانيا فى نيودلهى الهندية، وذكر المركز الأوروبي المتوسطي لرصد الزلازل، أن مركز الزلزال كان على بعد 36 كيلومترا جنوب شرق مدينة جوملا النيبالية التي يبلغ عدد سكانها نحو 9 آلاف نسمة، وعلى بعد 166 كيلومترا شمال شرق مدينة باهريش الهندية التي يسكنها نحو 182 ألف نسمة. وعلى عمق 35 كيلومترا.
الخسائر
تزداد حصيلة ضحايا الزلزال ساعة تلو الأخرى، فقد بلغت حتى الآن 157 شخصا إضافة إلى عشرات الجرحى، فيما توقع قال هاريش شاندرا شارما المسؤول في منطقة جاجاركورت أن يصل عدد المصابين إلى المئات والوفيات أيضا، وأعرب المسؤولون عن تخوفاتهم بشأن احتمال ارتفاع عدد الضحايا، لأنهم لم يتمكنوا من الاتصال بالمنطقة الجبلية القريبة من مركزه التي تقع على بعد 500 كيلومتر غربي العاصمة كاتماندو.
كما تسبب الزلزال فى انهيار عشرات المنازل وانقطاع الاتصالات في كثير من القرى، فيما لا تزال عمليات البحث والإنقاذ مستمرة لانتشال المصابين وجثامين الضحايا، وأشارت السلطات في نيبال إلى أن الانهيارات الأرضية في بعض المناطق تسببت في قطع الطرق.
وقد توجه رئيس الوزراء بوشبا كمال داهال على متن إحدى طائرات الإغاثة والمساعدات إلى موقع الزلزال لتفقد المناطق المتضررة.
ومن جانبه، قال الناطق باسم وزارة الداخلية نارايان براساد بباتاراي ، إن 92 شخصا لقوا حتفهم في جاجاركوت و40 في روكوم، وهما أكثر إقليمين تضررا جراء الزلزال في مقاطعة كارنالي الحدودية.
وأضاف الناطق باسم الشرطة الوطنية كوبر كاتايات إن السلطات أحصت إصابة أكثر من مئة شخص آخرين بجروح في الإقليمين.
وتم نش تعزيزات للقوى الأمنية للمساعدة في عمليات البحث والانقاذ، وفق تصريحات غوبال شاندرا بهاتاراي المتحدث باسم شرطة مقاطعة كارنالي لوكالة فرانس برس، مضيفا: "نقل المعلومات صعب كون هذه المناطق نائية. بعض الطرقات مقطوعة بسبب الأضرار اللاحقة لكننا نحاول الوصول إلى المنطقة بسبل أخرى".
وتظهر مقاطع فيديو وصور نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي سكانا يفتشون بين الأنقاض في الظلام لانتشال ناجين من بين أنقاض المباني المنهارة.
ويمكن رؤية منازل طينية مدمرة أو متضررة وناجين بقوا في العراء لحماية أنفسهم من انهيارات محتملة بينما كانت تُسمع صافرات سيارات الإسعاف.
وأعقبت الزلزال بعد ساعات عدة هزات ارتدادية بقوة 4 درجات في المنطقة نفسها وفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية شعر بها سكان نيودلهي الواقعة على بعد 500 كيلومتر من مركز الزلزال.
ومن جانبه، أعرب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عن "حزنه العميق" للخسائر البشرية في النيبال.
وأضاف "الهند متضامنة مع الشعب النيبالي ومستعدة لتوفير أي مساعدة ممكنة". وغالبا ما تشهد النيبال زلازل إذ تقع على فالق جيولوجي كبير تغوص فيه الطبقة التكتونية الهندية بالطبقة الأوراسية لتشكل سلسلة جبال هملايا.
فيما أعرب رئيس الوزراء النيبالي بوشبا كمال الذي وصل ، اليوم، السبت إلى المنطقة المتضررة عن "حزنه العميق للأضرار البشرية والمادية الناجمة عن الزلزال".
وعلى صعيد متصل ، اعربت الإمارات عن تعازيها وتضامنها مع نيبال في ضحايا الزلزال الذي ضرب غرب البلاد، ما أسفر عن مقتل وإصابة المئات. وفق "البيان" الإماراتية
وأعربت وزارة الخارجية الإماراتية عن خالص تعازيها ومواساتها إلى جمهورية نيبال وشعبها الصديق وإلى أهالي وذوي الضحايا في هذا المصاب الأليم، وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين.
تاريخ الزلازل في نيبال
تعد الزلازل أمرا متكررا في نيبال، فقد شهدت نيبال 17 زلزالا عبر تاريخها ، كان أشدها أثرا زلزال 2015 ، حيث راح ضحيته 9 آلاف شخص وبلغت قوته بقوة 7.8 درجة فيما تضرر مليون مبنى، فقد كان الزلزال الأقوى خلال 8 عقود.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة