تحل اليوم، الاثنين، الذكرى الثانية عشرة على رحيل محمد إبراهيم المزانى الشهير بـ"بوبو"، نجم دفاع الاتحاد السكندرى فى العصر الذهبى، الذى وافته المنية فى مثل هذا اليوم عام 2011 بعدما ظل حاملًا لهموم نادى الاتحاد على كتفه حتى الأيام الأخيرة، قبل تعبه الشديد ودخوله المستشفى، ليلقى ربه وينتقل إلى مثواه الأخير، رحل بوبو ولكن يبقى اسمه محفورًا داخل قلب كل إسكندرانى بذكراه الطيبة وسيرته العطرة.
بوبو بدأ مشواره الكروى عندما التحق بنادى حى الأزريطة فى نهاية الخمسينيات، ثم انتقل بعدها إلى فريق دار السودان.
تقدم "بوبو" للاختبارات بنادى الاتحاد السكندرى، ولكن فى كل مرة يفشل فى إثبات ذاته ويتم رفضه بداعى أنه لا يصلح للعب كرة القدم، ويأس "بوبو" من تحقيق حلمه، إلى أن توسط له المقاول محمد عباس لدى إدارة النادى لينضم إلى الاتحاد، ثم يتم اكتشافه عن طريق كمال الصباغ، المدير الفنى حينها، ويبدأ من وقتها مشواره مع الفريق السكندري، بعد أن حصل الاستغناء الخاص به من دار السودان.
فى أواخر عام 1964 شارك بوبو مع زعيم الثغر وذلك فى مباراة الاتحاد السكندرى أمام اتحاد السويس، والتى انتهت بالتعادل بهدف لكل فريق، ليسطر اسمه كواحد من أفضل مدافعى الاتحاد وقتها وينضم بعدها إلى المنتخب الوطنى ولم يخرج منه إلا عند اعتزاله فى الثمانينيات، واستمر مع الفريق حتى عام 1984.
ونجح طوال مسيرته فى الفوز بلقبين لكأس مصر مع "سيد البلد" كانت الأولى عام 1973 عندما فاز الاتحاد على الأهلى بنتيجة 2-1 وعام 1976 أيضًا على حساب الاهلى فى المباراة التى انتهت بنتيجة 1-0
ونجح فى الحفاظ على موقعه الأساسى بتشكيلة الفريق طوال سنوات طويلة وهو ما فعله مع المنتخب الأول، واشتهر "بوبو" بأنه كان يشارك فى مهرجانات اعتزال نجوم مصر، وكانت اللقطة الأشهر تتمثل فى حمل لاعب الاتحاد السكندرى الأسبق للاعب المعتزل لتحية الجماهير.
من الوقائع الطريفة فى كرة القدم المصرية عموما ومشوار بوبو على وجه التحديد هى مشاركة الأخير فى مباراة مع منتخب مصر أمام السودان بحذاء يتكون من "فردتين شمال"، وأخذ بوبو الحذاء إلى الملعب ليكتشف هذا الخطأ فى ملعب المباراة، حيث رفض الإفصاح عن ذلك للمدير الفنى للمنتخب حينها محمد الجندى حتى لا يتم استبعاده من التشكيل، وقدم اللاعب الكبير واحدة من أفضل مبارياته بقميص الفراعنة.
رغم تعرضه لإصابة قوية بسبب "بوبو" إلا أن محمود الخطيب لاعب منتخب مصر والاهلى السابق، وصف نجم الاتحاد بأنه "أطيب شخص قابله طوال مشواره الكروي"، وسرد رئيس الأهلى الحالى قصة الإصابة التى تعرض لها بسبب بوبو، حيث قال إنه فى إحدى المباريات التى جمعت بين الأحمر والاتحاد السكندري، كانت هناك كرة مشتركة بينهما ليقوم لاعب زعيم الثغر برفع قدمه نحو الكرة إلا أنها اصطدمت فى عظمة الترقوة لنجم القلعة الحمراء، وأدت تلك الضربة إلى سقوط الخطيب أرضاً ليُفاجأ وقتها بأن بوبو يمازحه مؤكدا أنه أسقط الثروة القومية، ما أدى لدخولهما فى نوبة ضحك هستيرية.
خاض بوبو تجربة احتراف وحيدة فى نادى الطائى السعودى عام 1977، بناء على رغبة محمود القاضى رئيس نادى الاتحاد السكندرى فى ذلك الوقت بعد أن تسبب بوبو فى إصابة قوية لمحمود الخطيب، ولم تستمر التجربة سوى موسم واحد فقط، وأطلقت عليه الجماهير السعودية حينها لقب (الفك المفترس) بسبب أدائه القتالى فى الملعب.
شارك بوبو مع المنتخب الوطنى فى الفترة من 1965 وحتى 1984 وكان خيارا اساسيا لمعظم مدربى الفراعنة.