تستعد الولايات المتحدة بعد عام لإجراء الانتخابات الرئاسية، التى يبدو حتى الآن أن المنافسة فيها ستكون بين الرئيس الحالى جو بايدن وسلفه دونالد ترامب، فى تكرار لما شهده سباق 2020.
ولا يبدو أن بايدن فى موقف قوى يسمح له بالبقاء فى المنافسة مطمئنا، حيت تتفاقم أزماته يوما بعد يوم. فمع استمرار الانتقادات الموجهة إلى عمره، مع تجاوزه الـ 80 عاما، إلى جانب إدارته للاقتصاد، أصبحت سياسته الخارجية، ولاسيما دعما المطلق لإسرائيل فى حربها على غزة نقطة ضعف جديدة.
وقالت مجلة بولتيكو الأمريكية إن المخاوف تزداد بين الديمقراطيين حول موقف الرئيس جو بايدن قبل عام على موعد الانتخابات الرئاسية القادمة. وأوضحت المجلة إلى أن هناك قلق جديد من أن دعمه لإسرائيل فى حربها على غزة قد أضعفه بين أجزاء رئيسية لقاعدة الحزب الشعبية.
وذهبت المجلة إلى القول بأن اتجاهات الأمريكيين تتحول بشكل سريع بشان الحرب، كما أن الكثير يمكن أن يتغير من الآن وحتى نوفمبر المقبل. لكنه مع استمرار عدوان إسرائيل على غزة، فإن الحزب الديمقراطى يزداد انقساما حول الحرب.
وتوقعت المجلة أن تشعل نتائج استطلاعات للراى أجرتها صحيفة نيويورك تايمز، وكشفت عنها أمس الأحد القلق بشكل أكبر بين الديمقراطيين بشأن التداعيات السياسية لتعامل بايدن مع الصراع. حيث أظهرت الاستطلاعات أن بايدن متخلف عن منافسه المتوقع دونالد ترامب فى خمس من ست ولايات رئيسية بين الناخبين المسجلين.
ووفقا للاستطلاعات، فإن ناخبى الولايات المتأرجحة لديهم انطباعات سيئة عن إدارة بايدن للاقتصاد، وهو أمر أكثر أهمية للناخبين من الشئون العالمية، وأيضا عمره. إلا أن السياسة الخارجية أيضا نقطة ضعف لبايدن. ويعتقد بعض الديمقراطيين أنها تفاقم من نقاط ضعف بايدن الأخرى، لاسيما بين الناخبين من الشباب وغير البيض.
ووجد استطلاع التايمز أن الناخبين المسجلين فى الولايات الرئيسية يثقون فى ترامب أكثر من بايدن بشان إدارة الصراع الفلسطينى الإسرائيلى بفارق 11 نقطة مئوية.
ونقلت بولتيكو عن جون ديلا فولب، مدير الاستطلاعات بمعهد السياسات التابع لكلية كينيدى بجامعة هارفارد، والذى قدم المشورة لحملة بايدن فى 2020، ولا يزال صوت خارجى موثوق به لدى البيت الأبيض: كيف لا يكون للحرب تأثير على الطريقة التى يفكر فيها الناس، خاصة الشباب الأمريكى، عن أنفسهم ورئيسهم والبلاد.
من ناحية أخرى، قال موقع إكسيوس الأمريكى إنه لم يكن هناك قضية هددت بكسر التحالف الديمقراطى الهش للرئيس جو بايدن مثلما كانت إسرائيل وردها على عملية السابع من أكتوبر.
وأشار الموقع إلى أن الخلافات تتفشى ببطء، وإن كانت بشكل واضح، فى كل أنحاء الحزب الديمقراطى حول دعم بايدن التام لإسرائيل، كما ظهر الأمر بشكل أكبر فى احتجاجات الطلاب أو التصريحات العرضية من قبل بعض المسئولين المنتخبين.
الديمقراطيون المؤيدون للفلسطينيين غاضبون من ارتفاع عدد الشهداء فى قطاع غزة، وهو الامر الذى أصبح ممكنا بسبب موقف بايدن، فى حين أن بعض اليهود الليبراليين غاضبون من أن العديد من الديمقراطيين التقدميين لم يغضبهم ما أحدث لأقاربهم فى إسرائيل فى عملية طوفان الأقصى، ويهدد بعضهم بترك الحزب.
ويتفاقم التوتر فى إدارة بايدن وحملته السياسية، كما أنها تزداد انقساما. فقد وقع نحو 20% من موظفى اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطى على خطاب يطلب من رئيس اللجنة المطالبة بوقف إطلاق النار. كما أن مسئولا بالشئون الخارجية بوزارة العدل أرسل رسالة بريد إلكترونى داخلية هائلة لتنظيم رسالة معارضة على سياسة الإدارة صوب إسرائيل، وقال على السوشيال ميديا إن بايدن متواطئ فى الإبادة الجماعية فى غزة.
ويزداد الانقسام حدة بين الديمقراطيين فى الكونجرس، فيوما بعد يوم يوجه مزيد من أعضاء مجلس النواب من الديمقراطيين انتقادات لإسرائيل لتوسيعها عمليتها البرية، ويطالبون بوقف إطلاق النار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة