يكون هواة الفلك على موعد خلال ليالى نوفمبر مع عدد من الظواهر الفلكية الهامة المرتقبة والتى تزين سماء المساء ويشاهد الكثير منها بالعين المجردة وتتنوع ما بين اقترانات بديعة وشهب وكواكب براقة .
الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، كشف بالتواريخ عن أهم الظواهر الفلكية المرتقبة حتى نهاية الشهر والتى فى مقدمتها زخات شهب واقترانات بين القمر والكواكب .
القمر والزهرة فى مشهد بديع
ومع يوم الخميس المقبل 9 نوفمبر، نشهد ظاهرة اقتران القمر مع كوكب الزهرة، حيث يشرق القمر مقترنا مع كوكب الزهرة Venus (ألمع كواكب المجموعة الشمسية) في ذلك اليوم.
ونراهما متجاوران في السماء باتجاه الشرق بحلول الـ 2:50 صباحا تقريبا ، ويظلا مرئيان إلى أن يختفي المشهد من شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
القمر والنجم سبيكا
أما مع يوم السبت المقبل 11 نوفمبر، يشرق القمر هلالا رقيقا مقترنا مع النجم سبيكا Spica السماك الأعزل أو السنبلة (ألمع نجوم برج العذراء) ، ويمكن رؤية هذا المشهد بالعين المجردة السليمة بغضون الـ 4:30 صباحا تقريبا إلى أن يختفي المشهد من شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
و نجم سبيكا (السنبلة) أو السماك الأعزل هو نجم من النجوم المتغيرة يبلغ حجمه 8 مرات تقريبا مثل حجم الشمس ، وتقدر كتلته بـ 11 مرة تقريبا مثل كتلة الشمس ، ولمعانه مثل لمعان الشمس بـ 13.5 مرة ، ويبعد عن الأرض بـ 260 سنة ضوئية.
13 نوفمبر القمر الجديد محاق جماد الأول
أما فى يوم 13 نوفمبر، لن يكون القمر مرئيا في السماء طوال الليل في ذلك اليوم إيذانا ببدء ميلاد القمر الجديد ، حيث يشرق القمر مع الشمس ويغرب معها تماما فيكون وجهه المضيء مواجها للشمس ووجهه المظلم مواجها للأرض.
وتعتبر هذه الليلة هي أفضل الليالي الليلاء خلال الشهر عموما والتي يفضلها الفلكيون كثيرا لرصد الأجرام السماوية الخافتة مثل المجرات والحشود النجمية ونجوم الكوكبات البعيدة.
أورانوس في وضع التقابل مع الشمس 13 نوفمبر
وفى يوم 13 نوفمبر، سيكون كوكب أورانوس المميز بلونه الأزرق والأخضر في أقرب نقطة له من الأرض حيث يضاء وجهه بالكامل بواسطة الشمس ، فيكون مرئيا طوال الليل وأكثر إشراقا من أي وقت آخر في السنة .
وهذا الوقت هو أفضل وقت لرصد وتصوير أورانوس ، علما بانه لا يُرى بالعين المجردة ، ولذلك يستلزم الأمر استخدام تلسكوب متوسط الحجم ، علما بان أورانوس يظهر كنقطة في جميع التلسكوبات باستثناء الكبير منها فقط.
16 نوفمبر عطارد وأنتاريس
وفى يوم 16 نوفمبر يُرى القمر مقترنا مع النجم أنتاريس Antares أو قلب العقرب بالعين المجردة السليمة بعد غروب الشمس مباشرة في ذلك اليوم ، ويظل المشهد مرئيا لعدة دقائق فقط حتى غروبهما سريعا بغضون الساعة 5:45 مساء تقريبا.
والنجم أنتاريس (قلب العقرب) هو نجم عملاق أحمر تبلغ كتلته 10 أضعاف كتلة الشمس ويبعد عنا 600 سنة ضوئية.
17- 18 نوفمبر/ زخة شهب الاسديات
بينما فى يومى 17- 18 نوفمبر سنكون على موعد مع زخة شهب الأسديات، وهي زخة شهابية متوسطة يبلغ عدد الشهب فيها حوالي 15 شهاب في الساعة ، وتشتهر هذه الشهب بأن لها ذروة إعصارية كل 33 سنة حيث يمكن رؤية مئات الشهب في الساعة الواحدة عند حدوثها.
وقد حدث هذا الأمر أخيرا عام 2001، وتنتج شهب الاسديات من حبيبات الغبار التي يخلفها مذنب تمبل - تتل الذي تم اكتشافه عام 1865 .
وتستمر هذه الزخة من 6 إلى 30 نوفمبر ، وتبلغ ذروتها هذا العام ليلة 17 وفجر 18 نوفمبر ، و أفضل مشاهدة ستكون بعد منتصف الليل من مكان مظلم تماما بعيد عن أضواء المدينة حيث تظهر الشهب كما لو كانت آتية من برج الأسد وهو سبب تسميتها ، كما يمكن أن تظهر الشهب في أي مكان أخر بالسماء.
20 نوفمبر/ القمر و زحل
وفى 20 نوفمبر، يُرى القمر مقترنا مع كوكب زحل (لؤلؤة المجموعة الشمسية) حيث نراهما متجاوران بالسماء بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل في ذلك اليوم ، ويظلا مرئيان حتى يبدأ المشهد في الغروب بحلول الـ 23:30 مساء تقريبا .
25 نوفمبر/ القمر والمشتري
أما فى 25 نوفمبر ، يتراءى القمر مقترنا مع كوكب المشتري (عملاق المجموعة الشمسية) في ذلك اليوم ، حيث نراهما متجاوران في السماء بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل ، ويظلا مرئيان حتى يبدأ المشهد في الغروب بحلول الـ 4:20 تقريبا صباح اليوم التالي .
27 نوفمبر/ القمر وبلايدس
وفى 27 نوفمبر، يتراءى القمر مقترنا مع الحشد النجمي بلايدس Pleiades (الثريا) أو الأخوات السبع في برج الثور ، حيث نراهما متجاوران في السماء بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل ، ويظلا بالسماء طوال الليل حتى يبدأ المشهد في الغروب بحلول الـ 6:00 من صباح اليوم التالي.
و الثريا هو أحد ألمع وأشهر الحشود النجمية المفتوحة في السماء الشمالية ، والذي يقع على بعد 440 سنة ضوئية من الأرض، و يتكون هذا الحشد من عدة مئات من النجوم ولكن ألمع نجومه هم 7 فقط التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة السليمة ، ولذلك يطلق عليه الأخوات السبع.
27 نوفمبر/ اكتمال القمر (بدر جماد الأول)
وفى 27 نوفمبر ، يكتمل قرص القمر ويصبح بدرا كامل الاستدارة في ذلك اليوم ، فيشرق بعد غروب الشمس مباشرة ويظل بالسماء طوال الليل إلى أن يغرب مع شروق الشمس في صباح اليوم التالي وتبلغ نسبة لمعانه 100 %.
و يبدوا لنا القمر كما لو كان بدرا في الفترة من 25 إلى 28 نوفمبر ، وهذا لأن العين المجردة لا تستطيع تمييز النقصان البسيط في استدارة قرص القمر بسهولة.
ويُعرف هذا البدر عند القبائل الأمريكية باسم قمر القندس حيث توضع مصائد القندس قبل تجمد الأنهار ، كما يُعرف أيضا باسم القمر المتجمد والقمر المظلم ، علما بأن وقت اكتمال القمر هو أفضل وقت لرؤية التضاريس والفوهات البركانية والحفر النيزكية على سطح القمر باستخدام النظارات المعظمة والتلسكوبات الصغيرة.
28 - 30 نوفمبر/ الزهرة وسبيكا
ومع نهاية الشهر يشرق كوكب الزهرة (ألمع كواكب المجموعة الشمسية) مقترنا مع النجم سبيكا Spica السماك الأعزل أو السنبلة (ألمع نجوم برج العذراء) ، ويمكن رؤية هذا المشهد بالعين المجردة السليمة بغضون الـ 3:25 صباحا تقريبا في الفترة من 28 الى 30 نوفمبر حتى يختفي المشهد من شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
و نجم سبيكا (السنبلة) أو السماك الأعزل هو نجم من النجوم المتغيرة يبلغ حجمه 8 مرات تقريبا مثل حجم الشمس ، وتقدر كتلته بـ 11 مرة تقريبا مثل كتلة الشمس ، ولمعانه مثل لمعان الشمس بـ 13.5 مرة ، ويبعد عن الأرض بـ 260 سنة ضوئية .
وأكد الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، أن أفضل الأماكن لمشاهدة الظواهر الفلكية عموما هي البعيدة عن التلوث الضوئي ، مثل السواحل والحقول والصحاري والبراري والجبال .
وأشار أستاذ الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، إلى أنه ليس هناك علاقة بين حركة الاجرام السماوية ومصير الإنسان على الأرض فهذا ليس من الفلك في شيء بل من التنجيم ، والتنجيم من الأمور الزائفة المتعلقة بالعرافة والغيبيات مثل قراءة الكف والفنجان وضرب الودع وفتح الكوتشينة وخلافه .
كما أكد تادرس أنه ليس هناك علاقة بين اصطفاف واقترانات الكواكب في السماء وحدوث الزلازل على الأرض ، فلو كان ذلك صحيحا لتم اكتشافه من قبل الفلكيين منذ مئات السنين، موضحا أن الظواهر الفلكية مشاهدتها ممتعة ويحبها الهواة لمتابعتها وتصويرها بشرط صفاء الجو وخلو السماء من السحب والغبار وبخار الماء.
وأشار إلى أن الظواهر الليلية ليس لها أي أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض ، أما الظواهر النهارية المتعلقة بالشمس فقد تكون خطيرة على عين الإنسان لأن النظر إلي الشمس بالعين المجردة عموما يضر العين كثيرا.