يتميز الفيروز المصري بمظهر مميز للغاية حتى أنه كان يحتل مكانة مرموقة بين مجموعة مجوهرات عند العديد من الفراعنة، فالحزام النحاسي الأحمر الذي يقطع الحجر الأزرق يجعله مثاليا لترصيعه بالذهب، لذلك كان وما زال من بين أكثر المجوهرات المفضلة لدى الكثير، ويحصل على الفيروز من شبه جزيرة سيناء، وهي واحدة من أهم المصادر التاريخية في العالم للأحجار الكريمة وشبه الكريمة .
ويعتبر الفيروز المصري مرغوبًا عالميًا اليوم، كما أوضح خبير الأحجار الكريمة معتز أحمد في حديثه لـ "اليوم السابع"، حيث قال إن سيناء تتميز بحجر الفيروز، لذا سميت بأرض الفيروز تيمناً به، كما استخدمه قدماؤنا المصريون لأغراض تجميلية وعلاجية وحماية من الطاقة السلبية".
الفيروز
تاريخ الفيروز في مصر
وتابع يُعتقد أن استخراج الفيروز في شمال إفريقيا يعود إلى الأسرة الأولى للفراعنة و استخرجه المصريون من المناجم الساحلية في شبه جزيرة سيناء، ومن الواضح أن المظهر المذهل لحجر الفيروز المصري جعل استخدامه شائعًا جدًا لدى الفراعنة.
جبال سيناء
وتابع أنه يُعتقد أن الحجر كان يستخدمه الفراعنة كحامي وجالب للحظ السعيد لأي شخص يرتديه، لذلك كان الحجر الذي يفضل كل شخص أن يمتلكه في العصور القديمة، والدور الذي لعبه الحجر الكريم في الثقافة المصرية القديمة كان يدعمه الفراعنة الذين يُعتقد أنهم كانوا يرتدونه بشكل يومي، حتى كان الملك توت عنخ آمون نفسه من محبي اللون الفيروزي، لدرجة أنه وضع عدد من الحجارة في قناع الموت الشهير الخاص به، إلى جانب صخرة أخرى في مصر القديمة، وهي اللازورد.
وأردف خبير الأحجار الكريمة أنه غالبًا ما كان يُشار إلى إلهة الفرح والخصوبة، حتحور، باسم "سيدة الفيروز" لأنها كانت تراقب عمال المناجم الذين يعملون في المناجم في جنوب سيناء، علاوة على ذلك، ارتبطت إلهة العدل ماعت ارتباط قوي بالفيروز لأنها ترمز إلى وحدة الكون، لذلك كان الحجر الكريم حقًا في قلب أنظمة المعتقدات في مصر القديمة.
سيناء
وكان الفيروز المصري منتشرًا جدًا في المجتمع لدرجة أن شبه جزيرة سيناء كانت تُعرف باسم "بلد الفيروز"، وكان هناك ستة مناجم عاملة في المجمل، فى الموقعان الرئيسيان هما سرابيط الخادم ووادي المغارة في الجنوب الغربي.
وأضاف أنه أطلق المصريون القدماء على المناطق المحيطة بوادي المغارة اسم "مدرجات الفيروز" وترجم اسمها حرفيًا إلى "وادي الكهوف". وعند إعادة اكتشافه في عام 1809، أعيدت عمليات التنقيب المتعددة في الموقع إلى العمل مرة أخرى، ولكن كمية الفيروز قد استنفدت عمليًا بحلول الوقت الذي وصلنا فيه إلى القرن الحادي والعشرين. يمكن رؤية المنحوتات الفرعونية هناك فوق الكهوف الرئيسية، وهي من بين الأسباب العديدة التي جعلتها واحدة من أهم المواقع الأثرية في مصر كلها.