كشف تحقيق لمركز إعلام الأمم المتحدة إلي قيام المستوطنين الإسرائيليين بتهديد العائلات بالقتل في المجتمعات التي تعمل بالرعي جنوب الضفة الغربية في حاله رفضهم ترك منازلهم والمنطقة بأكملها، حيث يقوم المستوطنون الإسرائيليون المسلحون بعمليات تهجير جماعي قسري لعدد كبير من الأسر والتي تضم مئات الأطفال.
وقال تقرير لمكتب الأمم المتحدة للشئون الإنسانية " أوتشا " إنه في أواخر شهر أكتوبر، اضطر الأهالي في جنوب الضفة الغربية إلى ترك نحو 50 مبنى وإخلاء المنطقة بمواشيهم التي يبلغ عددها خمسة آلاف رأس، وكان المكتب قد وثق في السابق هجمات المستوطنين على هذا المجتمع، آخرها نهاية أكتوبر، وبهذا أصبح حوالي ثلثي الأسر التي يتألف منها المجتمع الرعوي نازحة.
وأكد التقرير الأممي أن التهجير الذي يقوده المستوطنون غير مرتبط بما حدث من الفصائل الفلسطينية في 7 أكتوبر الماضى، لافتا الي انه في سبتمبر، كشف مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن 1,105 أشخاص من 28 تجمعاً هُجروا من مناطق إقامتهم منذ عام 2022.
وأعرب التقرير عن مخاوف أممية كبيرة بشأن الأسر التي بقيت في مناطقها وما زالت تواجه هجمات المستوطنين حيث تم تهجير أربعة مجتمعات بالكامل لتصبح فارغة تماما، وفي ستة مجتمعات أخرى، نزح أكثر من 50 في المائة من السكان.
ووفق مركز إعلام الأمم المتحدة اضطر 141 فلسطينيا- نصفهم من الأطفال- إلى النزوح من خربة زتونة جنوب الضفة الغربية حيث يضطر المهجرين الي ترك منازلهم لحمايه أطفالهم من القتل، وقال تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، تم تهجير ما يقرب من ألفي فلسطيني منذ عام 2022 وسط عنف المستوطنين.
تهجير الفلسطنيين من منازلهم
وقال التقرير إنه في 9 أكتوبر، نزح أربعون شخصاً من مجتمع الجنوب الرعوي. وكان مستوطنون إسرائيليون مسلحون قد داهموا المنطقة وهددوا السكان بالقتل إذا لم يخلوا المكان خلال ساعة كما فرض المستوطنون إجراءات علي الفلسطينيين بالمنطقه تمنعهم من الخدمات الأساسية وسبل العيش، وفي بعض الحالات، ألحق المستوطنون الضرر أيضاً بموارد المياه التي تعتمد عليها المجتمعات الرعوية، مما حرمهم من الضرورة الأساسية للحياة.
في 12 أكتوبر، تم تهجير ثماني أسر تضم 51 شخصاً من تجمع شحدة وهملان الرعوي في نابلس، بعد أن هددهم المستوطنون بالقتل وبإضرام النار في خيامهم أثناء الليل ووفق التقرير " تعتمد المجتمعات الرعوية الفلسطينية اعتماداً كبيراً على المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الخدمات الصحية والتعليمية. ومنذ تشديد القيود، توقفت العديد من الخدمات"
وقال تقرير الأمم المتحدة ان ما يحدث في خربة زنوتة بجنوب الضفة الغربية ليست حوادث منفردة للمستوطنين الاسرائيلين، لافتا إلي أنه تم تهجير ما لا يقل عن 98 أسرة تضم 828 شخصاً، بما في ذلك 313 طفلاً، من 15 مجتمعا رعوياً في جميع أنحاء الضفة الغربية وسط عنف المستوطنين أو زيادة القيود على الحركة، وذلك فقط منذ 7 أكتوبر
ولفت تقرير أوتشا إلي زيادة عنف المستوطنين الإسرائيليين بشكل ملحوظ، حيث بلغ المعدل اليومي سبع حالات، أي أكثر من ضعف المعدل المرتفع بالفعل لعام 2023 والذي كان يبلغ ثلاث حالات عنف يومياً سجل مكتب الأوتشا 171 هجوماً شنه المستوطنون ضد الفلسطينيين، ما أدى إلى وقوع إصابات بين الفلسطينيين وإلحاق أضرار بممتلكاتهم.
وأكد المكتب أن هذه الإحصائيات لا تتضمن حالات المضايقة والتحرش والتعدي والترهيب التي لا تؤدي إلى أضرار أو إصابات، على الرغم من أنها تزيد أيضاً من الضغط على الفلسطينيين للمغادرة.
ولفت تقرير الأمم المتحدة إلي أن القوات الإسرائيلية ترافق المستوطنين اثناء مهاجمه منازل الفلسطينيين وتم قتل واصابة العشرات من الفلسطينيين خلال حوادث تهجيرهم القسري من منازلهم
وأكد التقرير أن العدد الإجمالي للنازحين وسط عنف المستوطنين قد بلغ 1,933 شخصاً منذ عام 2022، بالإضافة إلى 84 شخصاً نزحوا من مسافر يطا بسبب القيود المتزايدة على الحركة التي فرضتها قوات الاحتلال الإسرائيلية. كما أدت عمليات هدم المنازل التي نفذتها السلطات الإسرائيلية إلى تهجير 1,032 فلسطينياً آخر عام 2022، و1,352 فلسطينياً حتى الآن عام 2023.