أكد عدد من الروائيين العرب أنه لا يمكن اختزال تاريخ الواقعية السحرية بما قدمه الروائى جابرييل جارسيا ماركيز، موضحين أنه مفهوم حاضر فى آداب وثقافات الشعوب تاريخياً، ومتجذر بصورة واضحة فى التراث الحكائى العربى، لكن إعادة تصديره من أمريكيا اللاتينة لفتت أنظار العالم إليه وكأنه تيار مستحدث وجديد.
وبدأت الدكتورة عائشة الدرمكى من عمان حديثها بالوقوف عند جذور مصطلح الواقعية السحرية، وبدايته في مانهايم بألمانيا، على يد مجموعة من الفنانين التشكيليين، ثم وصول المصطلح لأمريكا اللاتينية واشتغال الأدباء عليه في أعمالهم السردية، إلى أن صدرت رواية جابرييل جارسيا ماركيز "مئة عام من العزلة"، مشيرة إلى أنه منذ ذلك التاريخ أصبحت الواقعية السحرية إحدى تقنيات الإبداع السردي البارزة في العالم وامتد حضورها حتى وصلت إلى المنطقة العربية.
وأوضح الروائي طارق إمام، المرشح في القائمة القصيرة في جائزة البوكر العربية عن روايته "ماكيت القاهرة"، أن مصطلح الواقعية السحرية ليس لأحدٍ أسبقية صكه، لأنه مصطلح مغروس في الذات الإنسانية منذ أن وجدت، قائلاً: "لو أردنا الدقة، لقلنا أن الواقعية السحرية موجودة في ألف ليلة وليلة، أي قبل الألمان بقرون عديدة، وماركيز نفسه صرح من قبل أنه قرأ في بداياته ألف ليلة وليلة وتأثر بها، لذلك لا أرى لأحد الفضل ولا الأسبقية في صك المصطلح.
ومن جانبها لخصت الروائية والأكاديمية التونسية الدكتورة أميرة غنيم لجمهور الجلسة مصطلح الواقعية السحرية فى سطر واحد، قائلة: الواقعية السحرية هي تمويه الكاتب عمداً الحدود الفاصلة بين ما هو عقلاني وغير عقلاني" لكنها ترى أن الرواية الناجحة هي التي يستطيع كاتبها أن يجعل القارئ يقبل الغرائبي وغير الواقعي حين يصطدم به أثناء قراءته للواقعي.
وأضافت أميرة غنيم، إذا تحقق هذا الشرط، قلنا هذا الكاتب نجح في كتابة عمل واقعي سحري، واتفقت مع إمام حول مسألة وجود المصطلح فى شتى الثقافات العالمية منذ قرون، وخاصة ثقافتنا العربية.
وقالت فى هذا السياق، نحن فى الوطن العربى تربينا على مفهوم المعجزة، وهذا أول درس تعلمناه عن الواقعية السحرية، لكنها في ختام حديثها تساءلت هل نجح الكاتب العربي أن يجسد المفهوم في أعماله بسلاسة، أم أصبح سجيناً للمصطلح والقالب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة