لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن تمديد الهدنة في غزة بإطلاق سراح عشرات الأسرى الإسرائيليين الذى احتجزتهم فصائل المقاومة في هجومها المباغت في السابع من أكتوبر مقابل إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، ما دفع الولايات المتحدة لإطلاق سلسة من الدعوات التي تطالب إسرائيل بضبط النفس والحد من الخسائر في صفوف المدنيين وتجنب أزمة إنسانية من الممكن أن تصبح غير قابلة للاحتواء.
وأشار وزير الخارجية الأمريكي إلى ضرورة حماية المدنيين وحذر إسرائيل وحكومة نتنياهو من استمرار عمليات النزوح الجماعي، وقال: "يجب أن تضع إسرائيل خطط إنسانية لحماية المدنيين تقلل من وقوع المزيد من الضحايا بين الفلسطينيين الأبرياء"
وقال إن ذلك يجب أن يتم "من خلال تحديد مناطق وأماكن في جنوب ووسط غزة بشكل واضح ودقيق، حيث يمكن أن تكون آمنة وبعيدة عن خط النار"، وأضاف إن هذا يعني تجنب المزيد من "النزوح الكبير للمدنيين داخل غزة" وكذلك الإضرار بالحياة أو البنية التحتية الحيوية مثل المستشفيات، مثل محطات الطاقة، مثل مرافق المياه".
وتابع: "ويعني ذلك إعطاء المدنيين الذين نزحوا في جنوب غزة خيار العودة إلى الشمال بمجرد أن تسمح الظروف بذلك"، وأضاف أنه لا ينبغي أن يكون هناك "نزوح داخلي دائم".
كما حذرت الولايات المتحدة إسرائيل من أنها يجب أن تقاتل عملياتها العسكرية في غزة يجب ان تكون موجهة أكثر وأن تتجنب المزيد من التهجير الجماعي في حربها لتتجنب أزمة إنسانية تفوق قدرة العالم على الاستجابة لها، وفقا لمسئولين في إدارة بايدن.
قال مسئولون بإلادارة الامريكية ان البيت الأبيض اخبر إسرائيل ان تكرار حجم القصف في شمال غزة في جنوب القطاع المتوقع أن تقوم قوات الاحتلال بمهاجمته ما أن تنتهي الهدنة الإنسانية سيتسبب في أزمة إنسانية أكبر من قدرة أى سلاسل دعم على احتوائها، وبالفعل قالت الأمم المتحدة إن الحرب تسببت في نزوح معظم سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة.
وكشف مسئولان أمريكيان أن الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل تقليص منطقة القتال والإعلان عن المناطق التي يمكن أن يلجأ إليها المدنيون الفلسطينيون خلال العمليات العسكرية في جنوب قطاع غزة مع انتهاء فترة الهدنة الإنسانية، لمنع تكرار سقوط آلاف الضحايا المدنيين مثل ما حدث في شمال القطاع.
ووفقا لرويترز، دعا البيت الأبيض إسرائيل لتبني نهج أكثر حذرا يشمل عمليات عسكرية موجهة، اذا ما وسعت هجومها جنوب القطاع وأوضح المسؤولان أن واشنطن تتفهم رغبة إسرائيل في القضاء على فصائل المقاومة في جنوب غزة لكنها تعتقد أن هناك حاجة لمزيد من الحذر في المنطقة المزدحمة بالسكان.
وقال أحد المسئولين الذى رفض الكشف عن اسمه ان العديد من المخططين لعملية طوفان الأقصى مختبئين في الجنوب، وأضاف: "بالنظر الى ان مئات الآلاف من المدنيين فروا الى الجنوب بناء على طلب إسرائيل فاننا نعتقد انه لاينبغي لإسرائيل ان تستمر في القصف الا بعد ان يأخذ المسئولين عن التخطيط للعمليات في الاعتبار وجود العديد من المدنيين في المنطقة"
وقال مسؤول آخر إنه عندما كانت إسرائيل تخطط لهجومها على شمال غزة، نصح المسؤولون الأمريكيون نظرائهم الإسرائيليين باستخدام قوة أصغر مما كان مخططا له، وتوخي الحذر فيما يتعلق بالتكتيكات والتحركات وحجم الوحدات وقواعد الاشتباك.
كان سناريو تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة هو الهدف الأول لإسرائيل منذ أكثر من 50 عاما كما كشفته وثائق بريطانية سرية، وهو ما رفضته مصر منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على القطاع، ورفضت أى محاولات لإخراج الفلسطينيين من أراضيهم إلا أن المؤامرات الإسرائيلية لتهجير أهالي غزة إلى سيناء لم تتوقف مزاعمه أن النقل سيكون مؤقتا وهو أمر غير مقبول تحت أى ظرف.
وكشفت صحيفة نيويورك تايمز عن أن إسرائيل حاولت سرا بناء دعم دولى فى الأسابيع الأخيرة لنقل عدة مئات من الآلاف من المدنيين من غزة إلى مصر خلال فترة حربها على القطاع، وفقا لما أفاد به ستة دبلوماسيين أجانب رفيعى المستوى.
وأوضحت الصحيفة أن القادة والدبلوماسيين الإسرائيليين اقترحوا سرا الفكرة لعدد من الحكومات الأجنبية، ووضعوها فى إطار "مبادرة إنسانية" للسماح للمدنيين بالهروب بشكل مؤقت من المخاطر فى غزة إلى مخيمات لاجئين فى صحراء سيناء عبر الحدود فى مصر.
وتم رفض الاقتراح من قبل أغلب من استمعوا إلى الإسرائيليين، ومنهم الولايات المتحدة وبريطانيا، بحسب الصحيفة، بسبب مخاطر أن يصبح هذا النزوح الهائل دائما، وذكر التقرير أن هذه الدول تخشى أن يؤدى هذا التطور إلى تقويض استقرار مصر وغياب أعداد كبيرة من الفلسطينيين عن أراضيهم، بحسب الدبلوماسيين الذين رفضوا الكشف عن هويتهم، كما تم رفض الفكرة بشدة من قبل الفلسطينيين، الذين يخشون أن تستغل إسرائيل الحرب، لنقل أكثر من مليونى شخص يعيشون فى قطاع غزة بشكل دائم.
وقالت نيويورك تايمز أن أكثر من 700 ألف فلسطينى تم تهجيرهم أو طردهم من منازلهم فى حرب عام 1948. ويحذر العديد من أحفادهم من أن الحرب الدائرة حاليا ستنتهى بنكبة أخرى، وأشارت الصحيفة إلى أن مصر رفضت فكرة النزوح المؤقت، ناهيك عن الدائم.
وكان الرئيس السيسى قد قال أن مصر أكدت وكررت رفضها التام للنزوح القسرى للفلسطينيين وتهجيرهم إلى الأراضى المصرية فى سيناء، مشيرا إلى أن هذا لن يؤدى إلا إلى تصفية القضية الفلسطينية.