تستمر قوات الاحتلال الإسرائيلى منذ العدوان على غزة أكتوبر الماضى وحصارها، فى استهداف العاملين بالمجال الإنسانى وكذلك المنشآت الصحية ومراكز إيواء النازحين واللاجئين والتى بموجب القانون الدولى هى محمية من الهجمات فى الصراعات إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلية تضرب بكل القوانين الدولية عرض الحائط وامام العالم تنتهك كافة القوانين وحقوق الإنسان وتعتدى بشكل صارخ على المدنيين الفلسطينيين فى كل مكان.
عدد من المنظمات الإنسانية والدولية أصدرت بيانا رافضا لما يحدث فى غزة وأعربت عن قلقها الشديد إزاء مساندة الولايات المتحدة الأمريكية لما تقوم به قوات الاحتلال ضد المدنيين فى الأراضى الفلسطينية المحتلة من خلال استخدام حق الفيتو فى مجلس الأمن ضد قرار إنهاء إطلاق النار والحصار على غزة، والذى أيده عدد كبير من الدول الأعضاء فى مجلس الأمن.
وقالت المنظمات الإنسانية فى بيانها المشترك "نشعر بالفزع إزاء فشل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فى إصدار قرار يطالب بوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية والإفراج غير المشروط عن الرهائن المحتجزين فى غزة. ولو تم تنفيذ ذلك، لكان من شأنه أن يوفر الراحة التى يحتاجها بشدة المدنيون فى غزة الذين يتعرضون للقصف المستمر. وكانت هذه فرصة ضائعة لوقف العنف".
وأضاف البيان: لقد مر شهران على الأزمة والحصار الكامل على غزة. لافتا إلى أن غزة الآن هى المكان الأكثر دموية للمدنيين فى العالم ولا يوجد بها مكان آمن، مشيرا إلى أن العاملين فى المجال الإنسانى غير قادرين على العمل بفعالية وأمان فى ظل الظروف الحالية وأن إمدادات المساعدات مقيدة بشدة، والسبيل الوحيد لحماية أرواح المدنيين وتقديم المساعدة الإنسانية الكافية هو وقف القتال.
وقال البيان "من غير المبرر أن يستخدم أعضاء مجلس الأمن حق النقض ضد قرار يدعو إلى وقف القتال فى حين أن الحالة الإنسانية لوقف إطلاق النار واضحة للغاية، ولا يستطيع الناس الحصول على الغذاء والماء، فيما انهار نظام الرعاية الصحية، بعد لهجمات المتكررة على المستشفيات"
وأشار البيان إلى أنه لا يجوز لأعضاء المجلس أن يتجاهلوا الظروف المروعة فى غزة، ندعو مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى الانعقاد بشكل عاجل وإصدار قرار يطالب بوقف مستدام لإطلاق النار، وأن تفى الأطراف بالتزاماتها بموجب القانون الدولى وأن تخلق الظروف اللازمة لتمكين المساعدات الإنسانية من الوصول إلى المدنيين.
ومن جانبها قالت تلالينج موفوكينج، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعنية بالحق فى الصحة" أعلنت إسرائيل "حربًا بلا هوادة" على النظام الصحى فى غزة، فيما تعرضت المستشفيات، بما فى ذلك مستشفى مخصص لعلاج الأطفال، لقصف جوى فى الأسابيع الأخيرة وأضافت المقررة الأممية "لقد قُتل الكثيرون أثناء علاج مرضاهم".
وأضافت المقررة الأممية، تم تسجيل ما لا يقل عن 364 هجومًا على خدمات الرعاية الصحية فى الأرض الفلسطينية المحتلة منذ 7 أكتوبر 2023، مما أدى إلى مقتل المئات من المدنيين والاطفال كما تأثر أكثر من 50 منشأة صحية و190 سيارة إسعاف.
ولفتت المقررة الأممية "لقد تم تدمير البنية التحتية للرعاية الصحية فى قطاع غزة بالكامل" مشيرة إلى انه توفى ما لا يقل عن خمسة أطفال حديثى الولادة فى مستشفى الشفاء قبل أن تتم عملية الإخلاء المخطط لها من قبل قوات الاحتلال.
وأكدت المقررة الأممية "نحن فى أحلك الأوقات فى حياتنا بالنسبة للحق فى الصحة ونشهد حرباً مخزية على العاملين فى مجال الرعاية الصحية.