تسجل الكتب الطبية في العصور الوسطى وعصر النهضة العديد من الحالات الغريبة للمرضى الذين اعتقدوا أنهم مصنوعون من مواد أخرى غير اللحم البشري، مثل الفخار أو الزبدة، وربما كان أشهرها – وأغربها على الإطلاق – هو الوهم الزجاجي.
تم تسجيل إحدى هذه القصص في سجلات الطبيب الملكي الفرنسي أندريه دو لورينس (1558-1609)، الذى كان يعتقد أنه مصنوع من زجاج، وفقا لما ذكره موقع هيستورى اكسترا.
وفي جميع النواحي الأخرى، كان أندريه دو لورينس عقلانيًا تمامًا وكان يستمتع بصحبة أصدقائه، "لكنه أرادهم ألا يقتربوا منه" ويعتقد مرضى آخرون أنهم لا يمكنهم الجلوس؛ أصبح أحدهم مقتنعًا بأن صدره كان شفافًا ويمكن للآخرين رؤيته مباشرة.
وربما كان أشهر من عانى من الاعتقاد المرضى، هو شارل السادس ملك فرنسا (1368-1422). رفض الملك السماح لأي شخص بالاقتراب منه أو لمسه، وارتدى ملابس معززة خصيصًا حتى لا يتشقق جسده الهش.
وأشار موقع هيستورى اكسترا، أن مرض الوهمى "الزجاجى" يأتي من شعور المرضى بالخوف من الاغتيال أو المرض المعدي.
بالنسبة لأطباء العصور الوسطى وعصر النهضة، كشف الوهم الزجاجي عن المراسلات العميقة بين شخصياتنا الداخلية والعالم من حولنا، كان يُنظر إليه على أنه أحد أعراض الكآبة، وهو مرض الجسد والعقل.