تشير منظمة الصحة العالمية، إلى أن هناك أكثر من 200 نوع معروف من الأمراض الحيوانية المنشأ، يمكن أن تنتقل إلى الإنسان، وذلك بسبب عدة عوامل منها البكتيرية أو الفيروسية أو الطفيلية، وتُصيب البشر من خلال المخالطة المباشرة أو بواسطة الغذاء أو الماء أو البيئة، وهي تمثل مشكلة كبيرة من مشاكل الصحة بسبب علاقتنا الوثيقة بالحيوانات سواء في مجال الزراعة أو كحيوانات آليفة فى المنازل أو فى البيئة الطبيعية، وقد تُشكل الأمراض الحيوانية المنشأ نسبة كبيرة من جميع الأمراض المعدية المكتشفة حديثا، مثل: فيروس العوز المناعي البشرى، كأمراض حيوانية المنشأ في البداية، ولكنها تتعرض لاحقا لطفرة تحولها إلى سلالات تصيب الإنسان فقط، وهناك أمراض أخرى حيوانية المنشأ يمكن أن تفضى إلى اندلاع موجات متكررة، مثل: مرض فيروس الإيبولا وداء السلمونيلات، في حين يمكن لأمراض أخرى منها، مثل فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد-19، أن تسبب اندلاع جوائح عالمية.
يقول الدكتور أحمد البندارى، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء البيطريين، مقرر لجنة الثروة الحيوانية، إن أبرز الأمراض المشتركة التى تنشط فى فصل الشتاء، هى عائلة الإنفلونزا والتى تضم "الطيور، الخنازير، وكورونا أحدثها"، مشيرا إلى أن أبرز الأمراض التى تنتشر خلال تلك الفترة هى التى تُصيب الجهاز التنفسى سواء فى الإنسان أو الحيوان، خاصة أن تلك الفترة تشهد انتقال أعداد كبيرة من المواشى من مكان لأخر لظروف الاستعداد لعيد الأضحى، وبالتالى الانتقال بشكل كبير بين الحيوانات يؤدى إلى ظهور"حمى النقل" بين المواشى، وهى قد تصيب الإنسان لكنها حالات نادرة جدا.
وأضاف البندارى، فى تصريحات خاصة لليوم السابع: كما ينشط خلال هذه الفترة أيضا فيروس الروتا وهو أحد الفيروسات المشتركة التى تُصيب الإنسان والحيوان معا، وأعرض الإصابة بها عندهما واحدة، حيث يسبب الإصابة بالإسهال، وحمى منخفضة الدرجة، ويصاب الأطفال بهذا الفيروس، ويعتبر من أهم أسباب نفوق الحيوانات حديثة الولادة، وفى الأغلب قد يصيب الإنسان فيروس كورونا مصحوبا بالروتا.
وأشار إلى أن هناك عدة عوامل تؤدى إلى الإصابة بالأمراض الحيوانية المنشأ، من أهمها تربية الحيوانات فى المنازل أو التعامل مع الحيوانات الزراعية أو البرية، بالإضافة إلى الأسواق التي تبيع لحوم الحيوانات البرية أو منتجاتها الثانوية تمثل مصدر خطر كبير، كما يتعرض الذين يعيشون بالقرب من المناطق البرية أو في مناطق شبه حضرية تتواجد فيها الحيوانات البرية بأعداد كبيرة لخطر الإصابة بالأمراض الحيوانية، هذا بالإضافة إلى أن التوسع الحضري وتدمير الموائل الطبيعية تزيد من خطورة الإصابة بالأمراض الحيوانية المنشأ عن طريق زيادة معدلات مخالطة الإنسان للحيوانات البرية.
كما أكد الدكتور عبد العزيز أحمد محمد – أخصائي الميكروبيولوجيا والفيروسات، أمين اتحاد نقابات المهن الطبية بسوهاج، وأمين نقابة الأطباء البيطريين بسوهاج، أن إنفلونزا الطيور H5N1هو أشهر الأمراض المشتركة التى تنشط فى فصل الشتاء، خاصة أنه فيروس أصبح متوطنا فى مصر، لكنه يُصيب الأشخاص المُحتكين بتربية الطيور الحاملة أو المصابة بالمرض، أو العاملين بالأسواق التى يتم تداول طيور مُصابة فيها، لافتا إلى أن أعراض الإصابة هى نفسها أعراض الإنفلونزا الموسمية المعتادة.
وتختلف وسائل الوقاية من الأمراض الحيوانية المنشأ حسب العامل المسبب لها، حيث تقول منظمة الصحة العالمية، أن هناك العديد من الممارسات المسلم بفعاليتها في الحد من خطورة هذه الأمراض، منها ما يتعلق برعاية الحيوانات في قطاع الزراعة لتقليل احتمالات اندلاع موجات من الأمراض التى يمكن أن تنتقل من خلال الأغذية مثل اللحوم والبيض ومنتجات الألبان، وتوفير مياه نظيفة صالحة للشرب وإزالة النفايات بشكل دائم، فضلاً عن حملات التثقيف والتوعية بين المربيين، بالإضافة إلى مضادات الميكروبات.