كتب المواطنون المصريون بمشاركة تاريخية غير مسبوقة واحتشاد أمام لجان الاقتراع على مدار الأيام الثلاثة الماضية - للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية 2024 - فصلاً جديداًً في حكايتهم، "حكاية شعب" جديدة بدأت منذ الثلاثين من يونيو 2013 وصولاً إلى الماراثون الانتخابي 2024 .
وعلى مدار أيام ثلاثة.. سُلطت خلالها أضواء العالم بأسره على أرض مصر - أبهر أبناؤها الجميع بنسبة التصويت التاريخية والإقبال على صناديق ولجان الاقتراع حيث توافدت الحشود في صورة تعكس وعي شعب عظيم صاحب حضارة وتاريخ يدرك متى وكيف يدافع عن وطنه ومقدراته، شعب ناضج سياسياً بفطرته حريص على المشاركة الإيجابية في بناء مستقبل بلاده وبناء الدولة الحديثة والانطلاق صوب الجمهورية الجديدة في نهاية طريق شاق سلكوه وتحديات عدة.
رسالة قوية وجهها المواطنون عبر صناديق الاقتراع إلى الجميع بأنهم لا يفرطون ولا يتقاعسون عن أداء الواجب، رسالة مفادها أن الشعب غير بعيد عن السياسة وحريص على الحفاظ على وطنه في مرحلة هامة يسعى خلالها الجميع إلى ترسيخ مبادىء وأسس الجمهورية الجديدة وبناء مصر الحديثة وحماية الأمن القومي ومساندة الدولة في جميع الأزمات التي تواجهها داخلياً وخارجياً.
مشهد لانتخابات رئاسية التحم فيها الشعب بكافة أطيافه وفئاته فقام بواجبه الدستوري، التحم مع مؤسسات الدولة والقائمين على العملية الانتخابية التي أدت عملها على أكمل وجه، ليخرج المشهد الانتخابي برمته بشكل حضاري يليق بمصر ومكانتها وتاريخها وعظمتها.
فالمصريون أثبتوا مع انتخابات 2024 نجاح تجربتهم الديمقراطية وأنهم من يختاروا ويحددوا مصيرهم وطريق وطنهم للسنوات الست القادمة، وأنهم يصرون على صنع مجد دولتهم لتبقى شامخة وقوية واستكمال المشوار من أجل هدف واحد يجمعهم هو مصر.
الاصطفاف في الانتخابات الرئاسية 2024 جاء تتويجاً لحلقات متكاملة ومترابطة من الاصطفافات الأخرى وقف خلالها شعب مصر الأبى خلف دولته ومؤسساتها للدفاع عنها والحفاظ عليها.
ولم يكن مشهد الاصطفاف الوطني هذه المرة استثنائياً مغايراً لمشاهد اصطفاف على نفس المسار بدأت مع الثلاثين من يونيو 2013 حددت ثبات بوصلة المسيرة التي اختارها الشعب بعد ثورته العظيمة التي شهد لها العالم بأسره.
شعب يثبت في كل مرة يستشعر فيها الخطر أن يقف خلف دولته بوعي سياسي شعبي لا مثيل له.
ومع تنامي التحديات الهائلة خلال السنوات العشر الماضية..قال الشعب كلمته خلال الأيام الثلاثة الماضية باصطفاف في طوابير طويلة داخل وخارج لجان الاقتراع خلف دولته ليؤكد أنه يختار مصيره بنفسه ويرسم خارطة طريق بلاده بنفسه لست سنوات قادمة.
أبهر الشعب العالم في الثلاثين من يونيو عندما رفض حكم قوى الاستبداد والظلام فاستنفر ونزل واصطف بالملايين لاقتلاعهم من جذورهم ووضع لهم نهاية بلا رجعة، فضرب المصريون بالثورة أروع مثال في الانتماء والارتباط بالوطن وهويته.
وبعد حوالي عام، وفي 2014 احتشد نفس الشعب واصطف أمام لجان الاقتراع لاختيار رئيسه بعد الثورة المجيدة، الرئيس الذي انتخبوه انطلاقاً من قناعاتهم الحرة بأنه القادر على حماية البلاد ومجابهة الإرهاب وتحقيق الاستقرار والتنمية، ليلتف مرة أخرى ذات الشعب في عام 2018 في الانتخابات الرئاسية خلف ذات القائد لاستكمال المسيرة في البناء والنهضة والتنمية، كما كان الشعب حاضراً بقوة في جميع الاستحقاقات الدستورية التي جرت على مدى السنوات الماضية.
الشعب ذاته اصطف أمام اللجان في نهاية 2023 في الداخل والخارج لانتخاب الرئيس الذي يقود البلاد من 2024 ولمدة ست سنوات، ولكن هذه المرة تصدر صفوفه جيل جديد من شباب مصر الواعد رمز المستقبل الذي سيحمل راية البلاد، هذ الجيل الذي ربما كان في عمر الطفولة قبل عشر سنوات فتفتحت عيناه وشب وترعرع على الوعي والإدراك.
سنوات عشر وأكثر قليلاً حققت خلالها الدولة بعد الثلاثين من يونيو إنجازات عديدة ومشروعات عملاقة وشهدت الحياة السياسية والعامة في مصر خلالها حراكاً كبيراً تكلل بإنجاز كافة الاستحقاقات الدستورية التي كفلت ومهدت الطريق للشعب للتعبير عن إرادته بحرية، عَقْد من الزمان ركزت خلاله الدولة على تعزيز الوعي، وعي الإنسان لاسيما وعيه السياسي ليجنى المواطن ثماره وينعكس ذلك على مشهد الاصطفاف الانتخابي .
ومع الانتخابات الرئاسية 2024 التي انتهت ملحمتها مساء أمس الثلاثاء يروي الشعب المصري فصلاً جديداً من "حكاية شعب" يعشق تراب وطنه..ولكنه أبداً لن يكون الفصل الأخير في حب هذا الوطن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة