تعمل بحب فتصبح مدير فريقها.. قصة "زينب" فتاة من ذوى الهمم تبدع فى أعمال التطريز بمدينة قنا.. تعلمت الحياكة وفنون التطريز فى عمر مبكر.. واتجهت للعمل لشغل أوقات فراغها.. وتؤكد: "ربنا بيحب اللى بيشتغل".. صور

رغم صعوبة النطق والاستماع، إلا أن تعابير وجهها تصف ما بداخلها من إصرار على المواصلة والتحدى والانطلاقة إلى غد ومستقبل أفضل رسمته الفتاة بأيديها، وحرصت على التميز وتنمية موهبتها فى مجال التطريز والرسومات على الأقمشة، فعند مشاهدتك أشكال التطريز للمرة الأولى ستشعر أنك أمام شخص محترف أحب ما يقوم به ليعكس فى النهاية ذلك الحب على عمله، فمنذ نعومة أظافرها أحبت الفتاة ذلك المجال عندما شجعها معلميها فى المدرسة على الرسم والخياطة والتطريز واستمرت فى تطويع وتطوير موهبتها، لاسيما أنها تحتاج إلى أن تشغل وقت فراغها لوجودها بصفة مستمرة فى المنزل.

ومن طاقة الضوء الخافتة داخل غرفتها إلى باب ملئ بالأنوار قررت الفتاة من ذوى الهمم أن تخوض تجربة العمل مع أحد الجمعيات بمدينة قنا التى تهتم بالفتيات والسيدات المعيلات وتوفر لهم فرص عمل مناسبة وبدأت العمل فى الخياطة والتطريز حتى أصبحت تشرف وترأس الفتيات وتعلهم فنون التطريز، فالفتاة لديها القدرة على الإبداع وابتكار رسومات جديدة من تلقاء نفسها ودائمة التجديد، كما إنها حرصت على مواصلة مشوارها التعليمى والحصول على الدبلوم الفنى بقريتها.

قالت زينب عبد الكريم، إن حكايتها مع التطريز بدأت مبكرًا وهى فى عمر صغير، وذلك لمشاهدتها أعمال التطريز وتشجيع المعلمات لها فى المدرسة بعد اكتشاف موهبتها وبدأت فى تعلمه ذاتيًا داخل المنزل وفى أوقات فراغها لاسيما أنها تتواجد فترة كبيرة داخل المنزل لخوف أسرتها عليها من الخروج، وبعد الالتحاق بالتعليم الفنى استمرت الفتاة فى تنمية موهبتها وذلك مع المحافظة على دراستها واستكمال مشوارها التعليمى الذى اختتم بحصولها على مؤهل متوسط بالتعليم الفنى.

وأوضحت زينب، أنه منذ عامين التحقت للعمل فى إحدى الجمعيات التى تهتم بعمل المرأة والسيدات المعيلات والتحقت بمشروع الحياكة والتطريز وتميزت فى ذلك المجال حتى أصبحت تشرف على الفتيات وتقوم بتعليمهم أصول التطريز وتشاركهم الرأى فى اختيار الرسومات وألوانها، كما أنها تقوم بتطريز الأقمشة والشنط والملابس بخيوط تحاكى الشكل الأصلى وتميل إلى ابتكار رسومات من تلقاء نفسها فى بعض الأوقات، لافتة أنها تستغرق وقت كبير فى التطريز لأنه عمل يدوى ويحتاج إلى مهارة ودقة والصبر أيضا، كما أنه العمل يحبه الله لذلك اتجهت إلى أن تعمل فى مكان يوفر لها مصروفاتها الشخصية ويساعدها على تعلم الجديد دون إهدار وقت فراغها فيما هو لا يفيد.

وأشارت زينب عبد الكريم، إلى أن الأدوات التى تستخدم فى التطريز أدوات بسيطة تعتمد على الخيط والخيوط الملونة وأداة تثبت لقطة القماش تمكنها من الكتابة عليها والتطريز، ومن أشهر الأشكال التى تقوم بها هى تطريز أقمشة الغطاء الخارجى للوسادة وكتابة أسماء عليها ويطلبها الزبائن وسائد مزدوجة بنفس الرسومات والأسماء المطلوبة، وتستطيع تنفيذ الأشكال التى تطلب منها فى العمل، كما أنها تعمل أثناء تواجدها فى المنزل أيضًا لسهولة حملها الأدوات المستخدمة والقدرة على العمل فى المنزل.

وقالت أسماء عيد، مسئول بالجمعية، إن المميز فى زينب والذى جعلها مدير فريق بعيدًا عن كونها من ذوى الهمم أو من الأسوياء، إنه تطور من نفسها وتعلم الفريق الغرزة الجديدة المميزة فى الرسمة، كما أن رسوماتها مبهجة والقطعة التى تخرج من منها مميزة بألوان مبهجة وكأنها تخرج من روحها، وللفتاة طابع خاص تجعل الفرق يحبها فهى تقدم لهم المشروبات وتساعدهم فى الاختيار والتشاور والرأى.

زينب من ذوى الهمم تبدع فى أعمال التطريز (1)

زينب من ذوى الهمم تبدع فى أعمال التطريز (2)

زينب من ذوى الهمم تبدع فى أعمال التطريز (3)

زينب من ذوى الهمم تبدع فى أعمال التطريز (4)

زينب من ذوى الهمم تبدع فى أعمال التطريز (5)

زينب من ذوى الهمم تبدع فى أعمال التطريز (6)

زينب من ذوى الهمم تبدع فى أعمال التطريز (7)