أوضاع إنسانية "تخطّت الانهيار".. يدمر العدوان الإسرائيلى الأخضر واليابس فى قطاع غزة، يستهدف المنازل والمدارس والقطاع الصحى، يرتكب أبشع المجازر البشرية وتسقط أرقام قياسية من الشهداء والمصابين، قصف مدفعى كثيف وزيادة التوغلات، والتجريف والتخريب، وصعوبات التنقل بين الشوارع التى دمرت بشكل كامل، من آليات الاحتلال.
واضطرار 1.9 مليون شخص للفرار من المعارك وانتقلوا الى جنوب قطاع غزة الذي يبلغ عدد سكانه 2.4 مليون نسمة، بحسب أرقام الامم المتحدة.
غزة
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) إن عشرات الآلاف من النازحين "يواجهون ظروفًا كارثية فى أماكن مكتظة بالسكان داخل وخارج الملاجئ".
وأضاف "تنتظر حشود لساعات حول مراكز توزيع المساعدات والفلسطينيون في حاجة ماسة إلى الغذاء والماء والمأوى والرعاية والحماية"، فى حين أن "غياب المراحيض يزيد من مخاطر انتشار الأمراض" خصوصًا عندما تسبب الأمطار فيضانات.
من جهته شبّه المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازارينى الوضع في غزة بأنه "جحيم على الأرض"، ووصف بـ"المروع" تسجيلا مصورا يظهر نسف مدرسة تابعة للوكالة، وذلك بعد أكثر من شهرين على اندلاع الحرب على غزة.
وأكد لازارينى على منصة إكس أن "جميع المرافق العامة ومن بينها المستشفيات ومدارس الأمم المتحدة يحميها القانون الدولي".
ووفقا لأحدث حصيلة نشرتها وزارة الصحة في قطاع غزة، أدّى القصف الإسرائيلي الى استشهاد 18608 أشخاص، نحو 70% منهم نساء وأطفال.
من جانبها قالت وزيرة الصحة الفلسطينية مى الكيلة، اليوم الخميس، إن الوضع الصحى فى مستشفيات محافظة جنين صعب للغاية، فى ظل عدوان الاحتلال الإسرائيلى المتصاعد على المحافظة لليوم الثالث على التوالى.
الدمار فى غزة
وأوضحت الوزيرة - فى بيان صحفى - أن مستشفيات محافظة جنين تتعرض فى هذه الأثناء لهجمة شرسة من قوات الاحتلال الإسرائيلى التى تحاصرها وتعرقل وصول الجرحى إليها وتقوم بتفتيش واعتقال كوادر عاملة فيها، كما تعتدى على مركبات الإسعاف وتطلق النار عليها وتقوم بتفتيشها وعرقلة حركتها.
وجددت وزيرة الصحة مناشداتها لمنظمة الأمم المتحدة والمؤسسات الحقوقية الدولية بالضغط على سلطات الاحتلال من أجل وقف عدوانها على مراكز وطواقم العلاج والإسعاف.
قصف غزة
فيما تشهد محافظة جنين عدوانًا مستمرًا من قوات الاحتلال الإسرائيلى لليوم الثالث على التوالى، ما أدى إلى استشهاد 12 فلسطينيًا وإصابة 34 آخرين، بينهم ثلاثة بجروح حرجة.
كما أعدمت قوات الاحتلال الإسرائيلى، اليوم الخميس، أسرتين كاملتين على الأقل رميا بالرصاص، داخل إحدى مدارس الإيواء التابعة لوكالة "أونروا" فى مخيم "جباليا" شمال قطاع غزة.
وقالت مصادر صحفية فى قطاع غزة، إن قوات الاحتلال اقتحمت مربع مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" فى مخيم جباليا، وحاصرتها، وأعدمت أسرتين كاملتين رميا بالرصاص، بينهم أطفال ونساء وكبار بالسن فى 3 غرف، تعودان لعائلتى صالح وخليل.
غزة
وقصفت طائرات الاحتلال مدرسة "أبو حسين" التابعة لوكالة الغوث فى جباليا، ما أدى إلى استشهاد 25 شخصا على الأقل، أغلبيتهم من عائلة أبو عودة وكفارنة، النازحين من بيت حانون.
وأضافت المصادر، أن قوات الاحتلال اعتقلت 40 شخصا على الأقل بينهم أطفال وفتيه ونساء، من مدرسة "شادى أبو غزالة" فى المخيم، بعد عصب أعينهم، وتجريد أغلبهم من الملابس.
بينما استهدفت طائرات الاحتلال 6 منازل فى حى الشجاعية شرق مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد 25 شخصا على الأقل، وإصابة العشرات بجروح، دون أن تتمكن سيارات الإسعاف من الوصول، بسبب كثافة القصف، وصعوبة التنقل بين الشوارع التى دمرت بشكل كامل، بسبب التجريف والتدمير والتخريب من آليات الاحتلال.
العدوان على غزة
واستهدفت طائرة مسيرة للاحتلال شبانا فى الحى المذكور، مما أدى إلى استشهاد 6 على الأقل. وجرفت آليات الاحتلال مقبرة الفالوجة فى جباليا بالكامل، فى انتهاك صارخ لحرمة الأموات.
وفى منطقة الرمال الشمالى، قصفت طائرات الاحتلال 4 منازل، ما أدى إلى سقوط 10 شهداء على الأقل، وإصابة العشرات بجروح، ولا يزال هناك مفقودون تحت الأنقاض.
واقتحمت تلك القوات عددا من المنازل فى هذه المنطقة، واعتقلت 35 مواطنا، تتراوح أعمارهم من 15-70 عاما، بعد تعصيب أعينهم، وتجريدهم من ملابسهم، كما اقتحمت عددا من المنازل فى محيط مستشفى "كمال عدوان" شمال قطاع غزة، وأعدمت عددا من المواطنين الآمنين فى بيوتهم، وأصابت آخرين، دون تمكن سيارات الإسعاف من الوصول لنقلهم.
العدوان الإسرائيلى
وفى وسط القطاع، قصفت طائرات الاحتلال منزلين فى دير البلح، يأويان نازحين من غزة، ما أدى إلى سقوط 10 شهداء على الأقل، وإصابة آخرين بجروح.
وفى "خان يونس" جنوب قطاع غزة، استشهد 40 شخصا على الأقل، وأصيب العشرات بجروح، جراء قصف الاحتلال بالمدفعية 10 منازل بشكل عشوائى فى السطر الغربى، ومنطقة الشيخ ناصر، تحديدا فى خزاعة، وعبسان، والقرارة.
واستشهد ثلاثة أشخاص، وأصيب آخرون، وعدد من المصابين، فى قصف مدفعى على خان يونس.
وفى رفح، قصفت طائرات الاحتلال منزلين فى حى "تل السلطان"، وآخرين فى مخيم الشابورة، ما أدى إلى استشهاد 15 شخصا على الأقل، وإصابة العشرات بجروح.
وانتشلت جثامين 10 شهداء من تحت أنقاض منازل قصفها الاحتلال فى مخيم يبنا برفح.
ويعانى سكان غزة شحا شديدا يكاد يكون انقطاعا تاما للمواد التموينية، بسبب الحصار المفروض عليها، وعدم تمكن المساعدات من الوصول، فضلا عن عدم تمكنهم من سحب الأموال من الصرافات الآلية، بسبب خروجها عن العمل، بعد توغل آليات الاحتلال الواسع. وتوجه المواطنون إلى المناطق الغربية فى مدينة غزة، بسبب القصف الشديد فى المناطق الشرقية، حيث يشهد مربع مجمع الشفاء والرمال الغربى اكتظاظا كبيرا فى أعداد النازحين.
