المفتى لطلاب حلوان: الانتحار من الكبائر ومن يشعر بميوله يذهب للطبيب النفسى

الخميس، 14 ديسمبر 2023 02:50 م
المفتى لطلاب حلوان: الانتحار من الكبائر ومن يشعر بميوله يذهب للطبيب النفسى الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية
كتب - لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، إن مرحلة الشباب هى أهم فترات العمر لما تتميز به من قوة البدن والعقل والقدرة على العطاء والإنتاج، مشيرًا إلى أن الشباب هم عماد أى أمة من الأمم وسر نهضتها وبناة حضارتها وهم حماة الأوطان والمدافعون عن حياضها.

 

وأضاف خلال ندوة "الشباب والتحصين ضد المخاطر الفكرية" التى نظمها اتحاد طلاب جامعة حلوان، تحت رعاية رئيس الجامعة الدكتور السيد قنديل، أن الإسلام اهتم باغتنام فترة الشباب واستثمارها فيما ينفع الإنسان وأسرته ومجتمعه ووطنه، وفى ذلك قال صلى الله عليه وسلم: «اغْتَنِمْ خَمْسًا قبلَ خَمْسٍ: شبابَكَ قبلَ هَرَمِكَ، وصِحَّتَكَ قبلَ سَقَمِكَ، وغِناءكَ قبلَ فَقْرِكَ، وفَراغَكَ قبلَ شُغلِكَ، وحياتَكَ قبلَ موتِكَ».

 

وأوضح المفتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم اهتم بالشباب اهتمامًا كبيرًا؛ وعندما ننظر لمسيرة رسول الله نجد أنه اعتبرهم قادة المستقبل، ومن ثم على الشباب أن يدركوا هذه المسؤولية الكبيرة التى قد يتحملونها فى المستقبل، لذلك كان النبى صلى الله عليه وسلم يهتم ببناء الشباب وقدراتهم فعمل فى مراحل الإسلام الأولى على بناء الإنسان وعزَّز فيه الرقابة الذاتية والضمير لكى يكون رادعًا للإنسان عن فعل المحرمات.

 

وأضاف: نريد من شبابنا أن يكون الباعث والمحرك لكل أفعالهم هو الضمير والأخلاق، كما خاطبهم قائلًا: "حصنوا السلوك بالإيمان والأخلاق؛ فالنبى قال: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، ذلك لأن قضية القلب السليم هى قضية محورية فى حياة المسلم، وقد عبَّر النبى عن ذلك بقوله: «ألا وإن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله؛ ألا وهى القلب».

 

وتابع المفتى مؤكدًا أننا نواجه فى وقتنا المعاصر الكثير من التحديات الكبيرة التى قد تؤدى إلى تزييف الوعى، ودار الإفتاء حللت الكثير من النصوص التى وضعها المتطرفون ووجدنا أنهم يلوون عنق النصوص لنشر أفكارهم المتطرفة، كما ذكر قصة مناظرة سيدنا عبد الله بن عباس مع الخوارج التى تعد دليلًا وقاعدة يجب السير عليها وفقًا لأن الفكر يواجه بالفكر، حيث رصد ابن عباس ما عند الخوارج من أفكار وشبهات، وقال لهم: جئتكم من عند أمير المؤمنين -التى تدعو إلى التمسك بالدولة- ومن عند صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم -التى تدعو إلى المنهج السديد فى مقابل منهجهم المزيف-، ثم بعد أن رصد الشبهات التى لديهم قام بتفنيدها والرد عليها.

 

وأشار المفتى إلى تطبيق دار الإفتاء المصرية منهج عبد الله بن عباس منذ عام 2014 مع بداية ظهور داعش، فأنشأت مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة الذى يعمل على مدار الساعة، وأصدر ما يزيد عن ألف تقرير وتم تطويره ليصبح مركز سلام لدراسات التطرف والإسلاموفوبيا.

 

وشدَّد على ضرورة انتباه الشباب لمخاطر التكنولوجيا الحديثة والتحقق من المعلومات التى يتلقونها من خلال وسائل التواصل الاجتماعى باللجوء إلى المتخصصين والمصادر الرسمية المعتمدة للتثبت من المعلومات، مؤكدًا أن التخصص واللجوء إليه من واجبات الإسلام، وأن دار الإفتاء المصرية تستعين بالمتخصصين فى كافة المجالات المختلفة الطبية والاقتصادية والعلمية وغيرها، واستفادت كثيرًا من علماء الطب خلال جائحة كورونا، ناصحًا للطلاب: "لا تدخل المعلومات إلى عقلك دون تثبت أو فلترة، واحذر من خطر نشر المعلومات أو إعادة نشرها دون تثبت".

 

وفى سياق آخر أشار المفتى إلى أن دار الإفتاء استقبلت العديد من الأسئلة ذات الطبيعة الوجودية تتعلق بالإلحاد من الشباب، خاصة منذ عام 2014، فأنشأت وحدة حوار التى تستقبل هذه الأسئلة وتناقش أصحابها فى جلسات مطولة للإجابة عن تساؤلاتهم فى القضايا المختلفة من شبهات وغيرها.

 

وردًّا على تساؤلات الطلبة حول حكم الانتحار قال المفتي: أن الانتحار كبيرة من الكبائر، ووجَّه نصيحة لمن يشعر بأن لديه ميولًا انتحارية أن يذهب للطبيب النفسى وأن يحضر كذلك لدار الإفتاء للنقاش ـ

 

وحول مسألة الطلاق، قال إن الطلاق علاج لاستحالة العِشرة، ومع ذلك ينبغى أن يتم فى إطار الإحسان؛ حيث يقول المولى عزَّ وجلَّ: {وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۚ وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ۚ أن اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}، موضحًا أنه لا يجوز للزوج أن يعنِّف زوجته بحال من الأحوال، وقد واجه الإسلام كافة أشكال العنف الذى يمكن أن تتعرض له المرأة من عنف جسدى أو نفسى أو اجتماعى أو اقتصادى وغيره.

 

وفى ختام الندوة قال المفتي: نفتقد الآن إلى اللحظات الأسرية ونريد أن نرجع مرة أخرى إلى الأخلاق والتماسك الأسرى، كما وجَّه نصيحة إلى الشباب والطلاب بأن يكونوا نموذجًا حضاريًّا إنسانيًّا يتحرك الدين من خلاله ويطبَّق تطبيقًا عمليًّا بحسن الخلق والمعاملةـ مشيرًا إلى أن الإسلام انتشر فى العديد من الدول من خلال حسن المعاملة من المسلمين الذين هاجروا هناك.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة