اتفق الزعماء الأوروبيون على بدء محادثات بشأن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبى، ولكن تلك القمة الأوروبية التي بدأت أمس الخميس وتستمر حتى اليوم الجمعة، أثارت الجدل ، وكشفت عن انقسام أوروبى جديد، وذلك بعد معارضة المجر على الموافقة على حزمة مساعدات حاسمة لكييف واستخدام "الفيتو".
وقالت صحيفة لابانجورديا الإسبانية في تقرير لها إن القادة الأوروبيون فشلوا من الموافقة على حزمة مساعدات مالية بمليارات الدولارا لأوكرانيا، بعد أن كانت المجر الدولة الوحيدة التي اعترضت، وفقا لرئيس الوزراء الهولندى مارك روته.
المجر
وذكر أوربان على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، أنه استخدم الفيتو على الأموال الإضافية لأوكرانيا، خلال جلسة الليلة الماضية، وفيتو على مراجعة الميزانية الأوروبية المتعدّدة السنوات، مضيفًا: سنعود إلى هذه القضية العام المقبل بعد استعدادات مناسبة.
وإثر منشور أوربان، أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن دول الاتّحاد الأوروبى ستستأنف "مطلع العام المقبل" المفاوضات حول تقديم مساعدة جديدة لأوكرانيا.
ومن جانبه، قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال " سأعمل في الأيام والأسابيع المقبلة مع زملائي للتحضير لقمّة في بداية العام المقبل". بدوره، قال رئيس وزراء هولندا مارك روته "لقد توصلنا لاتّفاق ضمن 26 دولة. ليس هناك اتفاق من جانب المجر في الوقت الحالي".
ويأتي إعلان المجلس الأوروبي بعد عامين تقريبًا من قبول الكتلة لأوكرانيا كدولة مرشحة، على الرغم من أن البلاد تسعى للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي منذ أكثر من عقد من الزمن.
وقال روته إنه تم الاتفاق على استئناف محادثات التمويل في أوائل عام 2024، وأنه "بالنظر إلى حالة المحادثات، أنا واثق تمامًا من أننا قادرون على التوصل إلى انفراجة في أوائل العام المقبل". لكنه أضاف أن ذلك "ليس ضمانا".
وقال روته إنه من بين الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي، وافقت 26 دولة على تمويل أوكرانيا، لكن "فيكتور أوربان المجري ليس قادرا على القيام بذلك بعد. وآمل أن يكون ذلك في العام المقبل".
القمة الاوروبية
وقد احتفل العديد من الزعماء الأوروبيين بإعلان يوم الخميس، بما في ذلك المستشار الألماني أولاف شولتز، الذي كتب في منصة إكس أنه "من الواضح أن هذه الدول تنتمي إلى الأسرة الأوروبية".
ووصفت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، القرار بأنه "استراتيجي" و"يوم سيتم تسجيله في تاريخ" الاتحاد الأوروبي.
إلا أن المجر تعتبر الدولة الوحيدة التي اعترضت على مفاوضات الانضمام ، حيث أشار إلى أن بلاده لا توافق على القرار وأنه اتخذته الدول الـ 26 الأخرى في الكتلة المكونة من 27 دولة.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، صرح أوربان أنه لا يزال يتعين على أوكرانيا تلبية ثلاثة من الشروط السبعة اللازمة لإعطاء الضوء الأخضر لمحادثات الانضمام، وبالتالي قال إنه لا توجد أسباب حالية للتفاوض على انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، ووصف أوربان الإعلان عن بدء أوكرانيا مفاوضات الانضمام بأنه "قرار لا معنى له على الإطلاق وغير عقلاني وغير صحيح"، مضيفا أن بلاده "لم تشارك في القرار ".
ومن ناحية آخرى، دعا المستشار الألمانى أولاف شولتس، رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان إلى مغادرة القاعة عند تصويت زعماء الاتحاد الأوروبي على بدء المفاوضات بشأن عضوية أوكرانيا ، وقالت صحيفة لابانجورديا الإسبانية إنه وفقا لمصادر فإن المستشار الألمانى شولتس طلب منه التوجه لتناول القهوة.
وأشارت الصحيفة إلى أن المجر رفضت الموافقة على بدء المفاوضات مع أوكرانيا حول العضوية المستقبلية للاتحاد ، ووصلت المناقشات معه حول هذه القضية إلى طريق مسدود، ولذلك فقد تم الاتفاق مع أوربان مسبقا على الخروج من القاعة قبل التصويت .
واقترح شولتس أنه إذا كان أوربان لا يريد حقا الموافقة على بدء المفاوضات مع أوكرانيا، فعليه أن يفكر في مغادرة القاعة لبعض الوقت. ويعتقد المستشار الألماني، أن ذلك سيسمح لزعماء 26 دولة أوروبية باتخاذ قرار لصالح بدء المفاوضات مع كييف، وسيتمكن الزعيم المجرى من القول إنه لم يصوت لصالحه.
وذكرت الصحيفة، أنه بعد حوالي ثلاث ساعات من توقف المناقشات بين زعماء الاتحاد الأوروبي حول انضمام أوكرانيا إلى الكتلة، اقترح شولتس على أوربان: "ربما من الأفضل، أن تأخذ القهوة وتشربها خارج القاعة".
وتؤكد الصحيفة أن استراتيجية شولتس أثارت الاستغراب والدهشة في بروكسل وخارجها، لأن أداء المستشار على المسرح الأوروبي منذ تعيينه في عام 2021 ، تم انتقاده من قبل الكثيرين ووصفوه بأنه أقل دبلوماسية من المستشارة السابقة أنجيلا ميركل.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأوكرانى فلاديمير زيلينسكي أراد أن يحضر شخصيا قمة مجلس الاتحاد الأوروبي في بروكسل، لكن زيارته ألغيت قبل يوم واحد من بدء الفعالية.
أما رئيس حكومة إسبانيا ، بيدرو سانشيز ، فقد احتفل بالاتفاق الذى توصل إليه زعماء الاتحاد الأوروبى لفتح المفاوضات حول الانضمام مع الاتحاد الأوروبى لأوكرانيا ومولدوفا ، وأشار إلى أنه "يوم تاريخى لأوروبا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة