أكد الفنان الفلسطيني الكبير غنام غنام، أن عرضه المسرحي القادم سيكون بعنوان "فاطمة الهواري لا تصالح"، وهو من حصيلة زيارته لفلسطين ولن يكون عرض مونودراما مثل ثلاثيته الأخيرة "(عائد إلى حيفا) و(سأموت في المنفى) و( بأم عيني 1948).
وبسؤاله عن من تكون فاطمة الهواري التي يحمل العرض اسمها قال: فتاة فلسطينية كان عمرها 18 عامًًا عام 1948، وكانت تستعد لأن تكون عروسة ، وهي من مدينة اسمها "ترشيحه" وهذه الصبية بعد قصف مدينتها من قبل الكيان الصهيوني أصيبت بالشلل وفقدت اباها وأمها وعمتها وخالتها وكل أسرتها، وحاولت الحصول علي علاج لكنهم رفضوا.
وأضاف : استكمالاً لتلك القصة في عام 1966 ، كان هناك طيار إسرائيلي اسمه "أبينا تام" هبط في بورسعيد وحاول أن يقابل الرئيس جمال عبد الناصر ليدعوه إلي السلام وعدم الحرب مع إسرائيل ولكن الرئيس طرده من مصر وطالبه بالمغادرة وإلا لسوف يعتقله فغادر، وهذا الطيار فيما بعد أصبح داعية سلام، وفي عام 1995 كان هذا الطيار يقدم محاضرة عن السلام في الولايات المتحدة ويعلن أنه هو الطيار الذي قصف مدينة "ترشيحه"، وبالصدفة أحد أبناء تلك المدينة كان حاضرًا في الندوة فطالبه بالاعتذار لفاطمة الهواري وحكي له حكايتها، فذهب هذا الطيار لفاطمة الهواري مصطحبا قناة الـCNN وذهب لمنزلها وقال لها: أنا متأسف لأنني الطيار الذي قصف مدينتك، فقالت له: ماذا افعل بأسفك؟ هل ستعيد لي أبي وأمي؟ هل ستعيد لي أسرتي وكل من هجروا أسرا من ترشيحة؟، فقال لها: أنا لا استطيع. فقالت له: لماذا إذن تتأسف أنا لا أريد أسفك، أنا أطلب من الله أن أراك علي كرسي متحرك مثلما أنا الآن.
وأضاف غنام استكمالا لتلك القصة: بعد فترة يذهب مجموعة من الشباب إلي هذا الطيار ليوقع لهم علي ورقة من التأمين الصحي لصرف تعويض لفاطمة، ولكن المفاجأة أنهم وجدوا هذا الطيار علي كرسي متحرك لا يتكلم ولا يتحرك، فتقول له فاطمة: أنا لا أريد منك شيء ولكن الحمد لله أن الله استجاب لدعائي.
وأكد غنام: هذه هي قصة مسرحيتي الجديدة "فاطمة الهواري لا تصالح" وهي مسرحية يجسدها ممثلين "ديو دراما " وقد اخترت الممثلين وسوف أبدأ قريبا البروفات، وهذا العمل سوف أعرضه في كل مكان ، وسيكون وثيقة أخري من وثائق القضية الفلسطينية.
جدير بالذكر أن الفنان الفلسطيني الكبير غنام غنام شارك بعرضه "بأم عيني 1948 " من تأليفه وإخراجه وأدائه أيضا في الدورة 24 بمهرجان أيام قرطاج المسرحية ضمن برنامج مسرح العالم، والعرض يتعمق في القضية الفلسطينية بأسلوب وأداء مؤثر وصادق لفنان فلسطيني يوثق ويرصد زيارة حقيقية (غير معلنة) للأرض المحتلة منذ 1948 والتي قام بها عام 2017، حيث رصد انتصارات يومية يحققها الفلسطينيون البسطاء لينتصروا على احتلال وطنهم وحقهم، وشواهد حياتية يومية، وزيارة للبيت الذي ولد فيه غسان كنفاني عام 1936 وهُجِرَ منه عام 1948 ورغم عشرات السنوات من الاحتلال لا زال يسمى ببيت غسان، كل حجر في عكا يقول "الأرض بتتكلم عربي"، العرض يتحدث عن هشاشة الاحتلال، وبالتالي يطرح أكثر من سؤال.
العرض يعد حلقة ثالثة بعد عرضين قدمهما الفنان غنام غنام وهما (عائد إلى حيفا) و(سأموت في المنفى) ، والعروض الثلاثة لها منهجية هي أنها تقدم في فضاء قاعة مفتوحة وليس خشبة مسرح.