فى مثل هذا اليوم 17 ديسمبر من عام 1267 تمت إقامة صلاة الجمعة لأول مرة في الجامع الأزهر في القاهرة وذلك في عهد السلطان الظاهر بيبرس، بعد ما يقرب من قرن من غلق المسجد، حيث أهمل المسجد خلال حكم السلالة الأيوبية لمصر، وحظر القاضى صدر الدين بن درباس، الصلاة فيه، فكم مرة تم إغلاق الجامع؟.
كان أول مرة أغلق فيها الجامع حسب ما جاء في كتاب "الأزهر جامع وجامعة" للدكتور محمد عبد العزيز الشناوى، عندما جاء صلاح الدين الأبوبى سنة 589 هـ، وقرر غلق الأزهر، بهدف منع دراسة المذهب الشيعى، حيث أفتى قاضى القضاة فى مصر، وكان على المذهب الشافعى، بعدم جواز إقامة خطبتين للجمعة فى بلدة واحدة، فأبطل صلاة الجمعة فى الجامع الأزهر، واكتفى بها فى جامع الحاكم بأمر الله.
وفى كتاب "تاريخ الجامع الأزهر" للدكتور محمد عبدالله، يقول أنه بعد سقوط الدولة الفاطمية، صدرت الفتوى على يد صلاح الدين الأيوبى، وجاءت ضمن مخططه لإحياء المذهب السنى فى مصر والقضاء على المذهب الشيعى مذهب الدولة الفاطمية، أنه حين انهارت دعائم الدولة الفاطمية أيام العاضد لدين الله آخر الخلفاء الفاطميين، وتولى صلاح الدين وزارة العاضد باسم الملك الناصر، واستأثر بالأمر، عمد إلى إزالة شعائر الدولة الفاطمية وكل رسومها وآثارها المذهبية، وظل الجامع مغلقا منذ ذلك الوقت أكثر من قرن من الزمان، حتى عادت إليه الدراسة على أساس المذهب السنى فى عهد الظاهر بيبرس سنة 672 هـ.
أما المرة الثانية التي تم فيها إغلاق الجامع كانت ما بين 1730–1731، عندما قامت الوالى العثمانى بمضايقة السكان المقيمين بالقرب من الأزهر أثناء ملاحقة بعض الهاربين، وأغلقت البوابات فى الأزهر احتجاجا على ذلك، وأمر الحاكم العثمانى بالامتناع عن الذهاب قرب منطقة الأزهر، خوفاً من قيام انتفاضة كبرى، وقد حدث اضطراب آخر فى عام 1791 تسببت فيه مضايقات الوالى قرب مسجد الإمام الحسين، ثم ذهب إلى الأزهر لتبرير موقفه، وقد أقيل الوالى بعد ذلك من منصبه.
وفى يوينو 1880 كلنت المرة الثالثة لإغلاق أبواب جامع الأزهر، وحدث ذلك عقب اغتيال الجنرال الفرنسى كليبر على يد سليمان الحلبى، وهو طالب فى الأزهر، وبعد عملية الاغتيال، قام الجنرال مينو قائد الحملة حينها، بإغلاق المسجد، ليظل أبواب الجامع مغلقة حتى عام 1801، عقب وصول المساعدات العثمانية والبريطانية .