اتُهم ريشى سوناك بتبني الخطاب "السام" الذى استخدمته وزيرة داخليته السابقة سويلا برافرمان، بعد أن حذر من أن الهجرة "سوف تطغى" على الدول الأوروبية إذا لم يتم اتخاذ إجراءات حازمة، وفقا لصحيفة "الأوبزرفر" البريطانية.
وفى تصريحات من شأنها أن تزيد من تأجيج الخلاف بين حزب المحافظين بشأن الهجرة المستمر منذ أسابيع، قال رئيس الوزراء أن "الأعداء" "يدفعون الناس عمدًا إلى شواطئنا لمحاولة زعزعة استقرار مجتمعنا".
وأدلى سوناك بهذه التصريحات خلال مهرجان فى روما نظمه حزب إخوة إيطاليا اليمينى المتطرف بقيادة رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني. وقال أنه وميلونى، التى أقام معها علاقة وثيقة بشأن سياسات الهجرة المتشددة، كانا يستلهمان تطرف مارجريت تاتشر الراسخ فى سعيهما للقيام "بكل ما يلزم" "لإيقاف القوارب".
وقال: "العصابات الإجرامية تجد أبشع الطرق لاستغلال إنسانيتنا ولا تجد مشكلة فى تعريض حياة الناس للخطر من خلال وضعهم على متن القوارب. إذا لم نعالج هذه المشكلة، فإن الأعداد سوف تتزايد. وسوف يطغى ذلك على بلداننا وقدرتنا على مساعدة أولئك الذين هم فى أمس الحاجة لمساعدتنا".
وقال رئيس الوزراء أيضًا أنه قد تكون هناك حاجة لإجراء تغييرات على قواعد اللجوء بعد الحرب لحل المشكلة. وأضاف: "لأنه إذا لم نحل هذه المشكلة الآن، فسوف تستمر القوارب فى القدوم وستفقد المزيد من الأرواح فى البحر".
واعتبرت الصحيفة أن هذه التعليقات ستثير قلق المحافظين المعتدلين الذين يشعرون بالقلق بالفعل من الموقف المتشدد الذى تبناه سوناك بشأن المهاجرين الذين يعبرون القناة.
ويأتى ذلك بعد أسبوع تجنب فيه سوناك تمرد نوابه بشأن مشروع قانون يهدف إلى ضمان قدرته على إرسال بعض طالبى اللجوء إلى رواندا. ومع ذلك، فإن هذه المعركة سوف تمتد الآن إلى العام المقبل، عندما يعتقد كل من الجناح الليبرالى واليمين أنهما قادران على سحب التشريع فى اتجاههما. كما يأتى ذلك مع قلق النواب بشأن التهديد الانتخابى الذى يلوح فى الأفق من حزب الإصلاح فى المملكة المتحدة، الذى يخطط لإطلاق حملة فى أوائل يناير لتحويل المنافسة المقبلة إلى "انتخابات الهجرة".
وأوضحت الصحيفة أن علاقة سوناك مع ميلونى، أول رئيسة وزراء لإيطاليا، ازدهرت بسبب نهجهما المتشدد المشترك تجاه الهجرة من خلال السياسات التى تجاوزت حدود الشرعية. وأضافت أنهما اشتركا أيضًا بإعجابهم بتاتشر.
وقال سوناك خلال اجتماع فى داونينج ستريت – مجلس الوزراء - فى أبريل : "كانت مارجريت تاتشر جادة بشأن الحكم ولم تتهرب قط من القضايا الكبرى، واليوم القضية الكبرى هى الهجرة غير الشرعية". "يجب أن نطبق نهجها الجذرى [لمكافحة هذا]".
وفى الوقت نفسه، أشاد سوناك بميلونى، التى أصبحت واحدة من أكثر السياسيين نفوذًا فى أوروبا منذ توليها السلطة فى أكتوبر من العام الماضى، "لإحياء بلادها على الساحة المحلية والدولية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة