ودعت الكويت ، أمس السبت، حاكمها الـ16، لتستقبل الحاكم الـ17 فى تاريخها، وفق الدستور وقانون توارث الإمارة ، الأمير مشعل الأحمد الجابر الصباح ، الذى أعلنه مجلس الوزراء، أمس السبت، خلفا للأمير نواف فى جلسة استثنائية، جاءت في سياق إجراءات عملية انتقال الإمارة بشكل سلس كما عهدتها الكويت عند تولي حكامها الإمارة خلفا لأسلافهم، ليتولى الشيخ مشعل مسئولية استكمال خطة التنمية بالبلاد التى بدأها الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح.
وهو الابن السابع لحاكم الكويت العاشر الشيخ أحمد الجابر المبارك الصباح الذي حكم البلاد في الفترة ما بين عامي 1921 و1950.
نهجه
يسير الشيخ مشعل الأحمد على نفس النهج الذي سار عليه أسلافه أمراء الكويت السابقون فهو حريص على توطيد علاقات الكويت مع أشقائها وتعزيز التعاون المشترك والتنسيق مع قادتها فيما يتعلق بالشؤون التي تهم المنطقة والقضايا العربية والعالمية لضمان الأمن والأمان والاستقرار في المنطقة وتحقيق الحياة الكريمة للشعوب الخليجية.
وبالنسبة لعلاقات الكويت مع الدول العربية الشقيقة ينتهج نفس النهج الذي سارت عليه الكويت طوال العقود الماضية، والتي أثمرت نتائج طيبة كان لها الأثر الكبير في تعزيز وحدة الصف العربي وتنسيق المواقف المشتركة ورأب الصدع وحل النزاعات وحول علاقات الكويت مع دول العالم حرص على تعزيز الصلات والتعاون في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك إضافة إلى التعاون والتنسيق مع المنظمات الأممية لتحقيق الأهداف المنوطة بها.
مسيرة حافلة
قبل أن يصبح الشيخ مشعل حاكما للكويت، تولى العديد من المناصب الرسمية على امتداد 6 عقود، ومرت مسيرته المهنية بعدة محطات متميزة، كان آخرها تعيينه وليا للعهد فى الثامن من أكتوبر عام 2020 ، حيث جرت مبايعته في جلسة خاصة عقدها مجلس الأمة و أدى اليمين الدستورية أمام الأعضاء بعد أدائها أمام أمير الكويت الراحل وفقا لقانون توارث الإمارة ودستور الكويت.
ومنذ ذلك التاريخ كان الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح مشاركا في صنع القرار ونائبا عن أمير الكويت الراحل في العديد من الأوقات، وحمل إلى جانبه مسئوليات الدولة وتحقيق وقاد معه البلاد لتكون في ركاب الدول المتطورة ولتعزيز الأمن والأمان والازدهار فيها.
كما أن الأمير الشيخ مشعل الصباح لم يكن خلال العقود الستة الماضية بعيدا عن المناصب الرسمية أو المواقف الوطنية ؛ إذ تولى عددا من المناصب الأمنية والعسكرية في وزارة الداخلية والحرس الوطني فضلا عن مرافقة حكام الكويت أو تمثيلهم في العديد من الزيارات والمهمات الرسمية.
ولد الشيخ مشعل في الكويت عام 1940 وبدأ مرحلة التعليم في بيت الحكم في مرحلة مبكرة على يد أبويه وأفراد عائلته الذين تعلم على أيديهم مبادئ القراءة والكتابة ثم انطلق في مرحلة التعليم المدرسي الأساسي فانتسب إلى المدرسة المباركية التي كانت أول مدرسة نظامية أهلية في الكويت ، واستمر في تلك المدرسة مدة طويلة درس فيها جميع المراحل التعليمية النظامية إلى أن تخرج من المرحلة الثانوية.
واستكمل الأمير دراسته في المملكة المتحدة حيث تخرج في كلية (هندن) للشرطة عام 1960 ثم التحق بوزارة الداخلية التي كانت حديثة النشأة آنذاك فتدرج في العديد من المناصب الإدارية واستمر فيها نحو 20 عاما عمل خلالها في قطاعات مختلفة.
وواصل الشيخ مشعل تدرجه في مناصب وزارة الداخلية حتى أصبح في عام 1967 رئيسا للمباحث العامة برتبة عقيد واستمر في ذلك المنصب حتى عام 1980 حيث عمل على تطوير أداء أجهزتها وتحولت في عهده إلى إدارة أمن الدولة.
وفي 13 أبريل 2004 عين الشيخ مشعل بموجب مرسوم أميري نائبا لرئيس الحرس الوطني بدرجة وزير حيث أسهم في تطوير ذلك الجهاز العسكري الأمني الحساس وعزز دوره في حفظ أمن البلاد وأمانها.
مناصب فخرية
وإضافة إلى المناصب الرسمية التي شغلها طوال العقود الستة الماضية ، تولى الشيخ مشعل الأحمد عددا من المناصب الفخرية منها تزكيتة رئيسا فخريا لجمعية الطيارين ومهندسي الطيران الكويتية خلال الفترة (1973 – 2017) كما كان أحد مؤسسي الجمعية الكويتية لهواة اللاسلكي والرئيس الفخري لها.
وفي عام 1977 عين أمير الكويت الراحل ، الشيخ مشعل الأحمد رئيسا لديوانية شعراء النبط التي أنشئت بهدف المحافظة على تراث الأجداد من الشعر النبطي وتعليمه للأجيال الحالية وغرس ما يتضمن من عادات وموروثات في نفوس الأبناء.
وفي الرابع من ديسمبر 2018 ، قلدت وزير الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي الشيخ مشعل الأحمد (وسام قائد جوقة الشرف) من الجمهورية الفرنسية باعتباره أحد الرجال المميزين الذين بنوا الكويت وساعدوا على مد روابط الصداقة المتينة بين الكويت وفرنسا.
اهتماماته
الشيخ مشعل الأحمد دائم الحرص على تعزيز التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية لتحقيق الأهداف المنشودة من كل منهما والسير بخطوات متسارعة نحو تحقيق تطلعات القيادة الحكيمة والشعب الكويتي بنهضة وطنية تشمل جميع المجالات وترتقي بمكانة البلاد في جميع المؤشرات التنموية وتستفيد من أفضل التجارب الحاصلة في دول العالم وتطبقها على أرض الوطن.
وعقب تزكيته وليا للعهد أولى كل اهتمامه بالشؤون المحلية التي تهم المجتمع والمواطنين ، لا سيما مع الإغلاقات التي شهدتها دول العالم بسبب انتشار فيروس كورونا وضرورة متابعة الإجراءات الكفيلة بالحد من تأثير هذه الجائحة على صحة المواطنين والمقيمين والتخفيف من تداعياتها على جميع القطاعات في البلاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة