تستمر أوروبا في دعم فلسطين، ووجه البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان نداء جديدا فى مواجهة الحرب فى قطاع غزة وطلب، يحظى المشهد الدولى فى القضية الفلسطينية تحولا لافتا لدعم أهالى غزة، وذلك بسبب المجازر الإسرائيلية والهجمات العشوائية فى غزة.
وتستمر أوروبا فى إظهار دعمها وانتقادها لإسرائيل بسبب المجازر الدامية التى يقوم بها الاحتلال فى قطاع غزة وقتل المدنيين وخاصة الأطفال، وآخر تلك مظاهر الدعم هو تصويت غالبة دول الاتحاد الأوروبى، لصالح قرار وقف إطلاق النار فى قطاع غزة فى التصويت الذى تم بالهيئة التى تضم جميع الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة وعددها 193.
وأعرب البابا فرانسيس عن أسفه لـ "عيد الميلاد الألم" الذى ستشهده الأراضى المقدسة هذا العام بسبب الهجوم الإسرائيلى على قطاع غزة، وطالب المجتمع الدولى بـ"عدم ترك الفلسطينيين "وحدهم"، جرحى جراء النزاع، معربا عن قلقه على "الإخوة والأخوات فى بيت لحم اليوم" وعلى "جميع سكان الأرض التى ولد فيها يسوع وعاش ومات وقام من جديد"، حسبما نقلت إذاعة الفاتيكان.
وقال البابا فى بداية مؤتمر فى كاتدرائية سانتا ماريا لا الرومانية فى قاعة بولس السادس: "نحن نعرف ما هو الوضع بسبب الحرب، ونتيجة للصراع المستمر منذ عقود".
وحث البابا المشاركين فى احتفالات عيد الميلاد "بالتضامن مع هؤلاء الإخوة والأخوات الذين يعانون كثيرًا" فى تلك المنطقة من العالم التى أصبحت تعانى من الصراع والحرب، قائلا "سيعيشون عيد ميلاد ملئ بالألم والحداد، دون احتفالات، فلا نريد أن نتركهم بمفردهم، ونكن قريبين منهم بالصلاة والمساعدة الملموسة".
وكان البابا فرانسيس جدد الدعوة لوقف فورى إطلاق النار فى غزة، داعيا إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، كما دعا البابا فرنسيس، إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين فى غزة على الفور.
وقال البابا فى تصريحات سابقة: "يجب بذل كل ما فى وسعنا لمعالجة أسباب الصراعات والقضاء عليها، والأمر ليس سهلاً، نحن نعلم، ولبعض الصراعات جذور تاريخية عميقة، ولكن لدينا أيضًا شهادة رجال ونساء عملوا بحكمة وصبر من أجل التعايش السلمى. دعونا نتبع مثاله، وأضاف: "فى هذه الأثناء، وبالحديث عن حقوق الإنسان، دعونا نحمى المدنيين والمستشفيات ودور العبادة ونطلق سراح الرهائن ونضمن المساعدات الإنسانية".
وفى السياق ذاته، وقالت قناة "ار تى فى " الإسبانية أن الجوع أكبر سلاح للحرب فى غزة، مشيرة فى تقرير لها أن فى غزة هناك طريقتان للموت، الأسرع القصف الإسرائيلى ولكن الفلسطينيين يعانون أيضا من عذاب بطيء بسبب الظروف اللاإنسانية التى يعيشوها، حتى أصبح نقص المياه أكثر من القنابل.
فقالت القناة فى تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى إنه منذ بداية الحرب، يستيقظ القطاع كل يوم منهكاً، مثل مدينة أشباح فى الشمال أو مثل محيط به أكواخ مصنوعة من الملابس والبطانيات أو البلاستيك فى الجنوب، وتكدست عائلات بأكملها فى مخيمات اللاجئين أو خرجت مباشرة إلى العراء.
وأشارت الموقع إلى أن الأطفال إضافة إلى معاناتهم من القصف والموت، فهناك صبية وفتيات يرتجفون من البرد، طوابير طويلة من الناس يبحثون عن البقالة، وآخرون ينتظرون ساعات وساعات لقضاء حاجتهم، بينما الأكثر تعاسة يندبون عمليات بتر الأطراف أو الجروح التى ليس لها مكان للشفاء.
ويكثف الجيش الإسرائيلى هجومه على القطاع منذ أيام، بينما يضع فى الوقت نفسه العراقيل فى طريق المساعدات. ولم يعد المدنيون يخشون القنابل فقط.
وأوضح ريكاردو مارتينيز، مدير اللوجستيات فى وحدة الطوارئ التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود، أن "الافتقار إلى المياه والنظافة والصرف الصحى يقتل بقدر القنابل أو أكثر". وتحذر الأمم المتحدة من أن نصف السكان يعانون من الجوع، تسعة من كل عشرة أشخاص لا يستطيعون تناول الطعام يومياً، وفقاً لبرنامج الأغذية العالمى.
وتدين المنظمات الإنسانية الموجودة على الأرض استخدام الجوع "كسلاح حرب" وتصر على ضرورة وقف فورى لإطلاق النار.
ويصف مارتينيز، الذى عاد من القطاع السبت الماضى بعد أن أمضى شهرًا هناك. ويكرر: "لا يوجد مكان آمن"، ويتطلب القانون الدولى تسليم المساعدات الإنسانية دون قيود أو عقبات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة