دخلت مصر عهدَا جديدا، "الجمهورية الجديدة" التى شارك المصريون بأنفسهم فى كتابة أولى عهدها، من خلال المشاركة الفاعلة فى الاستحقاق الدستورى للانتخابات الرئاسية 2024، وخرج للعالم مشهد اصطفاف مبهر سواء فى داخل مصر أو خارجها، وهو ما يعد دلالة واضحة على حيوية وفاعلية المجتمع المصرى بكافة أطيافه وفئاته وتأكيدا على أن إرادة المصريين هى النافذة.
الرسائل التى حملها المشهد، وما أحاط بها من ظرف إقليمى ودولى شائك، كانت أكثر أهمية وأبعد أثرًا، فقد أفرزت تلك المشاركة الفاعلة عن اختيار حكيم وواع للأخطار التى تحيط بعالمنا وفى القلب منه الاقليم "دول الجوار المصري"، اختيار يدل على قوة المصريين ووعيهم ورغبتهم فى الحفاظ على أمنهم القومى، حيث جاء فى وقت حاسم تشهد فيه المنطقة حربَا مستعرة على حدود مصر الشرقية على قطاع غزة، تهدد بشكل مباشر أمن مصر القومى وسلامة أراضيها.
لذا جاءت المشاركة بمثابة رسالة بمثابة رسالة من جانب المصريين لرفض الحرب فى غزة، وسجل المصريين نسبة مشاركة تاريخية فى الانتخابات الرئاسية 2024، مقارنة بالانتخابات السابقة بنسبة 66.8%، وهى تتناسب مع التحديات التى يشعر بها المواطن المصرى فى الداخل، والمخاطر التى تحيط بنا من الخارج.
ومن بين الرسائل التى بعث بها المصريون من خلال المشاركة، تأتى تجديد الثقة فى الدولة المصرية ومؤسساتها فى الملف الفلسطينى الذى تدميه منذ قرابة 3 اشهر الحرب الدائرة فى قطاع غزة، والتى عكست بالأدلة القاطعة مركزية القاهرة، ودورها الاستراتيجى فى التصدى لمؤامرات الأعداء، خلال وقوفها حائط صد أمام المؤامرة الإسرائيلية، وشعر المصريون بأن لهم قيادة تحمل "درعا وسيف".
ولعل اصطفاف المصريين فى مشهدا مبهج أيام الاقتراع حرصين على الإدلاء بأصواتهم باعتباره واحب وطنى بمثابة دعم شعبى لمؤسسات الدولة المصرية فى موقفها من الحرب على غزة، تلك المؤسسات التى تضافرت جميع جهودها منذ اندلاع عدوان السابع من أكتوبر الغاشم على غزة، وجائت علامة عرفان وتأييد لجهود الدبلوماسية المصرية التى نجحت فى التخفيف عن معاناة سكان غزة لما يتعرضون له من مجازر بشعة على يد كيانَا إجرامى لا يعرف العهود ولا المواثيق.
وتأييدا أيضا لموقف الدولة المصرية التى وقفت حائط صد لما يحاك لها من مؤامرات إسرائيلية، تسعى لتوسيع رقعة الصراع والدفع به نحو الأراضى المصرية، عبر مخطط تهجير خبيث، لسكان قطاع غزة، وتوطينهم داخل سيناء، وهو ما دفع الدولة المصرية لرفضه بقوة واستخدام كل أدواتها الدبلوماسية وغيرها لحماية اراضيها وتهدئة قطاع غزة وسلب إسرائيل حججها الواهية لتهجير سكان القطاع، أمرًا لم تخطئه عينا، ورفع القاصى والدانى للدولة المصرية القبعة نتيجة لمواقفها المشرفة.
أما أعين الإعلام العالمى فلم تكن تلك المشاركة القياسية غائبة عن صفحاته، حيث رصدتها وسائل الإعلام العربية والعالمية على امتداد الخرائط والقارات، وجاء حرص الشعب المصرى على المشاركة فى الانتخابات الرئاسية أيضًا ليقدم رسالة شكر وعرفان على جهود الدولة المصرية فى الداخل، خاصة على ما قدمته ولا تزال من عملية تنمية شاملة فى سيناء التى سال على رمالها دماء المصريين، وأصبحت خطا أحمرا لكل من تسول له نفسه المساس بأمنها القومى من مخططات ابتلاع جزء منها ومنحه لسكان غزة لتصفية القضية الفلسطينية، فى أروع ملحمة مصرية للحفاظ على الأرض والقضية.
فمن خلال مسارات عدة ومتوازية، حيث حظيت سيناء على مدار السنوات الماضية، باهتمام بالغ من الدولة، فحرصت على تنميتها بمشروعات مختلفة من معالجة للمياه وزيادة مساحة الأراضى الزراعية، إلى جانب تسهيل ربط شبه الجزيرة بباقى المحافظات المصرية، وعلى مسار مواز حافظت على أمنها القومى برفض مخطط إسرائيلى لتهجير الفلسطينيين وتوطينهم فى سيناء.
ولا يجب أن ننسى الدور الإنسانى الذى قامت ولاتزال تقوم به الدولة المصرية وجنودها المرابطون على الحدود على معبر رفح الأشهر الماضية، لإدخال أطنان من المساعدات الإنسانية المصرية، موقف لاقى تأييد الشعب المصرى الذى اقام حملات تبرعات وساهمت منظمات المجتمع المدنى بجمع المساعدات للأشقاء فى غزة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة