كان الموت الأسود الذي وقع في الفترة من أكتوبر من عام 1347 إلى عام 1352 واحدًا من أسوأ الكوارث في التاريخ المسجل، وهو الطاعون الدبلي القاتل الذي اجتاح المجتمعات في جميع أنحاء أوروبا، وغير نسيجها الاجتماعي والاقتصادي إلى الأبد.
ولكن ما مدى معرفتك بالطاعون الأسود؟ كم مات؟ هل قضى الوباء فعلا على ثلث سكان أوروبا؟ وهل أصابت كل بلدة وقرية؟، وفقا لما ذكره موقع هيستورى اكسترا.
وصل الطاعون إلى أوروبا الغربية عام 1347 وإلى إنجلترا عام 1348 وتلاشى في أوائل خمسينيات القرن الرابع عشر، وشملت أعراض الموت الأسود التورمات - الأكثر شيوعًا في الفخذ والإبطين والرقبة؛ وظهور البقع داكنة، وسعال الدم.
لاحظ مراقبو العصور الوسطى ونظرائهم المعاصرين في الصين في القرن التاسع عشر وفيتنام في القرن العشرين، الذين لاحظوا تفشي المرض في الآونة الأخيرة أن سلالات مختلفة من المرض تستغرق من خمسة أيام إلى أقل من نصف يوم للتسبب في الوفاة.
في أوروبا، يُعتقد أن حوالي 50 مليون شخص ماتوا نتيجة للموت الأسود على مدار ثلاث أو أربع سنوات. وانخفض عدد السكان من حوالي 80 مليونًا إلى 30 مليونًا. وقتل ما لا يقل عن 60% من السكان في المناطق الريفية والحضرية.
واعتقد سكان العصور الوسطى أن الموت الأسود جاء من الله، فاستجابوا له بالصلوات والمواكب، أدرك بعض المعاصرين أن العلاج الوحيد للطاعون هو الهروب منه.
لم يكن هناك علاج معروف، لكن الناس أرادوا الأدوية، وتم التعرف على بكتيريا الطاعون في آسيا في تسعينيات القرن التاسع عشر، وتم إثبات علاقتها بالحيوانات والبراغيث.
والمدن التي تمكنت من إبقاء الطاعون خارج حدودها هي تلك التي ابتكرت ونفذت الحجر الصحي: مراقبة الحدود عند بوابات المدينة، والموانئ، والممرات الجبلية؛ جوازات السفر الصحية الفردية (التي تحدد هوية الشخص وتثبت مصدره)، وغيرها من التدابير ذات الصلة
يشار إلى أن الطاعون لم يختف المرض أبدًا، وتسبب تفشي المرض في سورات بالهند في أوائل التسعينيات في إثارة الذعر في جميع أنحاء العالم.