قال مرصد الأزهر في تقرير له إن جنود الاحتلال وثقوا أثناء اقتحامهم البرى لقطاع غزة لحظات احتفالهم بوضع الـ(مزوزا- تميمة البيت) على أحد البيوت الفلسطينية فى قطاع غزة، وقالوا سنضع الـ (مزوزا) على كل المنازل التي سنستولى عليها في غزة، تمهيدًا لتصبح المدينة يـهودية الطابع تمامًا.
والـ (مزوزا- تميمة البيت) وصية تعلق على أبواب البيوت والحجرات التي يسكنها اليـ هـ ود. ويعد نص الـ (مزوزا) وصية شرعية، حيث ورد: "وَاكْتُبْهَا عَلَى قَوَائِمِ أَبْوَابِ بَيْتِكَ وَعَلَى أَبْوَابِكَ " (سفر التثنية: الإصحاح 6/ الفقرة 9). وهي على شكل صندوق صغير أسود اللون بداخله قطعة من جلد حيوان طاهر بحسب الشريعة اليهودية، ومنقوش عليها الفقرتان الأوليان من صلاة الـ (شِمَاع): "اسمع يا إسرائيل. الرب إلهنا رب واحد. فتُحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك، ومن كل قوتك"، ومكتوب على ظهرها كلمة (شَدَّاي- שַׁדָּי) هي الأحرف الأولى من كلمة "شومير دلاتوت يسرائيل"، أي "حارس أبواب إسرائيل"، وهي أيضًا أحد أسماء الإله عند اليهود. وتثبت (المزوزا- تميمة البيت) على الأبواب الخارجية، وعلى أبواب الحجرات، في وضع مائل مرتفع قليلًا في الثلث الأول من الإطار الأيمن عند الدخول.
يشار إلى أن (المزوزا) بمنزلة تميمة ضد الشياطين، ولها قوة سحرية -على حد تصور الصهـاينة-، وقد جرت العادة بين اليـ هـ ود المتدينين تقبيل المزوزا عند الدخول والخروج، ولكن بالإمكان الاكتفاء بلمسها ثم لثم أصابع اليد بعد ذلك إذا كان تقبيلها سيسبب إزعاجًا للشخص طويل القامة أو قصيرها.
وقد اتبع اليـهود الصهـاينة عادة وضع المزوزا على الأبواب في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فشملت المباني الحكومية أيضًا، وبعد حرب 1967م، عُلقت المزوزا على أبواب مدينة القدس القديمة، باعتباره الإجراء النهائي لكي تصبح المدينة المقدسة يهودية الطابع تمامًا.
ويلفت مرصد الأزهر إلى أن هذا التصرف يشير إلى رغبة الاحتلال لصبغ غـ زة بالطابع اليـهـودي، في محاولة من جنود الاحتلال لإنشاء علاقة وجدانية روحية تربطهم بالأرض والبيوت عليها، حتى يترسخ في نفوسهم مع الوقت حنينًا وانتماءً مزيفًا يبيح لهم ارتكاب المزيد من جرائم الإبا دة الجماعية والتهجير القسري والتطهير العرقي لأصحاب الأرض الأصليين.
ويؤكد المرصد أن تعليق المزوزا هو أحد صور الاحتلال المقيتة الممزوجة بالتنطّع الديني.