رغم دخول مجازر الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين فى غزة يومها الـ 74 يوما وسقوط آلاف الشهداء من المدنيين، لا تزال القيادة البريطانية ترفض الدعوة إلى إطلاق نار دائم فى القطاع. ومع ذلك، تغيرت اللهجة من رفض الدعوة لوقف إطلاق النار، إلى الدعوة لوقف إطلاق النار بشكل مستدام ولكن ليس فوريا.
انضم السير كير ستارمر زعيم حزب العمال، إلى ريشي سوناك رئيس الوزراء البريطاني، في الدعوة إلى وقف إطلاق نار مستدام في غزة، حيث يستمر الخطاب السياسي في التحول بعيدًا عن الدعم غير المشروط للهجوم الإسرائيلي بما يتماشى مع تحركات الولايات المتحدة وغيرها من الدول الداعمة، وفقا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
وكان بعض كبار المحافظين أكثر وضوحا. وقال بن والاس، وزير الدفاع السابق، إن "الغضب القاتل" الذي تمارسه إسرائيل يهدد بخسارة الدعم الدولي، وقالت أليسيا كيرنز، التي ترأس لجنة الشئون الخارجية في مجلس العموم، إنها تعتقد أن إسرائيل انتهكت القانون الإنساني الدولي.
وقال زعيم حزب العمال إن هناك حاجة "للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن"، بدءا بوقف القتال الذي يمكن خلاله إطلاق سراح الرهائن المتبقين الذين احتجزتهم الفصائل في 7 أكتوبر ويمكن إدخال المساعدات إلى غزة.
وأضاف: "يجب أن تكون عملية سياسية، قائمة على حل يتم تنفيذه على مرحلتين، وهو في النهاية السبيل الوحيد لحل هذا الأمر".
وقال رئيس الوزراء في وقت سابق إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ، لكن "يجب عليها أن تفعل ذلك بما يتوافق مع القانون الإنساني".
وقال سوناك: "من الواضح أن الكثير من أرواح المدنيين قد فقدت ولا أحد يريد أن يرى هذا الصراع يستمر ليوم أطول مما ينبغي".
وأضاف: "ولهذا السبب كنا متسقين - وقد أوضحت هذه النقطة في البرلمان الأسبوع الماضي - في الدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار، يتم بموجبه إطلاق سراح الرهائن، ووقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل من قبل حماس، ونستمر في الحصول على المزيد من المساعدات".
وردا على سؤال حول معنى وقف إطلاق النار المستدام، قال المتحدث الرسمي باسم سوناك إن ذلك لا يعني مطالبة إسرائيل بوقف هجومها على غزة على الفور.
وأضاف: "لا نعتقد أن الدعوة الآن إلى وقف عام وفوري لإطلاق النار، على أمل أن يصبح وقف إطلاق دائم - هي الطريق للمضي قدمًا." وقال: "نحن بحاجة إلى الظروف المناسبة لضمان استمرارها لأطول فترة ممكنة".
وعندما سُئل عما إذا كان رئيس الوزراء يوافق على تعليقات والاس، التي وردت في مقال لصحيفة ديلي تلغراف، لم يرفض المتحدث وجهة نظر وزير الدفاع السابق.
وأضاف: "نحن نشعر بالقلق، كما أوضحنا من قبل، من أن عدداً كبيراً جداً من المدنيين يُقتلون في غزة وأن البنية التحتية الحيوية يتم تدميرها".
وفي مقال شديد اللهجة، قال والاس إنه يتفق مع حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، لكن هذا لا يأتي بلا حدود: "إن ملاحقة حماس أمر مشروع، أما محو مساحات شاسعة من غزة فهو أمر ليس كذلك. إن استخدام القوة المتناسبة أمر قانوني، لكن العقاب الجماعي والتهجير القسري للمدنيين ليس كذلك."
وكتب والاس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان مخطئاً في إغفال التحذيرات بشأن هجوم حماس: "لكن إذا كان يعتقد أن الغضب القاتل سيصحح الأمور، فهو مخطئ للغاية. وأساليبه لن تحل هذه المشكلة. في الواقع، أعتقد أن تكتيكاته ستغذي الصراع لمدة 50 عامًا أخرى."
ورددت كيرنز هذه النقطة، في حديثها إلى راديو بي بي سي 4 وقالت: "إن حماس أيديولوجية.. والقنابل لا تمحو أيديولوجية، ولا يمكن بناء دولة مستقرة من الفراغ".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة