فاتورة "الدم الفلسطينى" تٌثقل كاهل العالم.. إسرائيل تقتل 5 أطفال كل ساعة و300 مدنى يوميا.. ضحايا مجازر الاحتلال في 75 يوما تجاوزت تدمير أفغانستان فى 20 عاما.. والخسائر تعود لوحشية "حرب فيتنام"

الأربعاء، 20 ديسمبر 2023 04:00 م
فاتورة "الدم الفلسطينى" تٌثقل كاهل العالم.. إسرائيل تقتل 5 أطفال كل ساعة و300 مدنى يوميا.. ضحايا مجازر الاحتلال في 75 يوما تجاوزت تدمير أفغانستان فى 20 عاما.. والخسائر تعود لوحشية "حرب فيتنام" الحرب على غزة
كتبت آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

** خبراء: نتنياهو يقود حرب تطهير عرقى ضد الفلسطينيين

 

** إسرائيل انفقت على حرب غزة ميزانية "الدفاع الأمريكية" فى أفغانستان خلال عام

 

** خبير عسكرى فى البنتاجون: إسرائيل استخدمت أسلحةأمريكية يبلغ وزنها 907 كيلو جرام

 
 
 
"أيها الموت انتظر حتى أُعد حقيبتى".. تلك الجملة حينما قالها الكاتب الفلسطيني محمود درويش لم يكن يدر بخلده ما سيراه أهالى غزة من أهوال الاحتلال الاسرائيلى في الألفية الجديدة، حروب متوالية ومجازر لا نهاية لها ولا تفرق بين طفل وامرأة وكهل ضعيف، حتى أنها لم تمهلهم الوقت لإعداد حقائبهم قبل الموت ولا حتى توديع الأحباء، بل حرمت البعض – الذين واروا الثرى تحت أنقاض بيوتهم - من متعة قبر يحضن الجثمان بعد الموت.
 
الكارثة الإنسانية التى ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين فى غزة، تركت  خلفها - حتى كتابة هذه السطور- أكثر من20 ألف شهيد و50 ألف جريح، كما أن أحياء بالكامل تم تسويتها بالأرض ومفقودون تحت أنقاض مبانيها المهدمة، كل ذلك حدث فى 75 يوما من الحرب على قطاع تبلغ مساحته 365 كم مربع فقط.
وإذا قورنت الأرقام السالف ذكرها بخسائر أخر حروب شهدتها الألفية الجديدة فسيتبين أن حرب غزة هي الأكثر دموية من حيث الضحايا المدنيين خاصة الأطفال والنساء، كما أنها الأعلى من حيث التكلفة الاقتصادية، رغم أنها الأقصر من حيث المدى الزمنى.
 
 
خبراء عسكريون أكدوا أن الأرقام الصادمة للحرب الإسرائيلية في غزة لا يمكن مقارنتها بحرب أخرى، لافتين إلى أنه لايوجد حرب فى التاريخ الحديث تضاهى حجم الخسائر البشرية، ويمكن مقارنتها فقط "بحرب فيتنام والحرب العالمية الثانية"، وأكدوا أن حجم الدمار والخسائر وكيمة القنابل والذخائر التي أٌلقيت على القطاع في هذه الفترة القصيرة تكشف عن نيه مبيته لدى الاحتلال الصهيوني بشن حرب إبادة وتطهير عرقى ضد الشعب الفلسطيني، بل ذهب التفكير إلى أن تلك الحرب التي يخوضها الاحتلال عن عمد هدفها تصفية القضية الفلسطينية ودفنها مع الشهداء المدنيين تحت الأنقاض .
 
فى الألفية الجديدة شهد العالم ثلاثة حروب، بدأت بحرب أفغانستان في 2001 ، تلتها حرب العراق في 2003 ، و فى عام 2022 اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية، لكن وتيرة قتل المدنيين في تلك الحروب وفقا للاحصائيات الرسمية أقل بكثير من وتيرة القتل للمدنيين وخاصة النساء والأطفال في قطاع غزة.

ضحايا 75 يوم حرب في غزة فاقت حرب عامين في أوكرانيا

وزارة الصحة الفلسطينية  أعلنت في آخر احصائياتها أن حرب الـ75يوما في غزة، أدت إلى استشهاد 20 ألف مدنى، بينهم ما لا يقل عن 6150 طفلا و4 آلاف امرأة " 5 أطفال فى الساعة"، فيما تجاوز عدد المصابين 50 ألفا منهم أكثر من 9000 طفل المئات منهم مصابون بتشوهات وإعاقات دائمة.

 
 
الأرقام الصادمة للشهداء والجرحى أقل من التقديرات الحقيقية، حيث أنها لا تشمل آلاف لم يتسن انتشال جثثهم من تحت الأنقاض، حيث أن أكثر من 6 آلاف مفقود على الأرجح لازالوا تحت الأنقاض، بينهم 1700 طفل.
 
قبل عامين سمع العالم أجمع صرخات الغاضين من الوحشية الروسية وقتلها المدنيين والأطفال، وبين لغة التهديد وفرض العقوبات الاقتصادية، تحرك المجتمع الدولى بصورة سريعة لإنقاذ أوكرانيا المنكوبة، والمجتمع نفسه وقف متفرجا أمام الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وبين الموقفين المتناقضين تكشف لغة الأرقام والإحصائيات غياب الإنسانية عن الغرب، وكشفت بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في تقرير حديث صدر نوفمبر الماضى إن عدد المدنيين الذى راحوا ضحية الحرب خلال 20 شهرا أقل بكثير من الضحايا المدنيين في غزة، حيث بلغوا 10 آلاف مدني، بينهم أكثر من 560 طفلا، وأصيب أكثر من 18,500.

ضحايا حربى العراق وأفغانستان في عام أقل من شهداء غزة في 75 يوما

مشاهد الهروب متشابهة، دمار وقتل وضحايا أبرياء، ومشاهد الحرب في العراق عام 2003 لازالت عالقة في أذهان الجيل الحالي الذى عاصرها منذ أول ضربة عسكرية للتحالف الدولى حتى سقوط صدام حسين، حزن خيم على العالم العربى وهو يرى أرض عربية تٌنتهك حرمتها، ورغم هذا الحزن العالق في ثنايا القلوب العربية إلا أن لغة الأرقام تكشف أن الجرائم التي ارتكبتها قوات التحالف لا يمكن مضاهاتها بما حدث في غزة.
 
الحرب على بغداد والتي دامت ثماني سنوات لم تقتل هذا الكم من المدنيين الذين دهستهم إسرائيل بوحشية في قطاع غزة، وفقا لـ"هيئة إحصاء القتلى العراقيين" التي جمعت ودققت أرقام الضحايا من المدنيين، حيث أكدت أن عدد القتلى العراقيين خلال 8 سنوات يتراوح بين 97461 و106348 شخصا، بمعدل 13 ألف شخص في العام الواحد.
 
 
ليست العراق وحدها من تكبدت خسائر بشرية ومادية، فقد سبقتها أفغانستان التي لازالت تتوجع جراء الحرب الأمريكية، نتذكر وكأنها البارحة، فقد أعلن الرئيس الأمريكى جورج بوش عن غزو أفغانستان في أكتوبر 2001 للإطاحة بطالبان، التي اتهمتها واشنطن بإيواء أسامة بن لادن وشخصيات أخرى في القاعدة مرتبطة بهجمات 11 سبتمبر.
 
حرب أفغانستان استمرت 20 عاما وبلغ عدد الضحايا المدنيين من الأفغان، وفقا لتقدير مشروع البدائل الدفاعية الذى رصد ضحايا الحرب، في الثلاثة شهورٍ الأولى من الحرب قُتل 1.300 مدني على الأقلّ نتيجةً لحملة القصف الجوي بقيادة الولايات المتحدة، وفى الـ20 شهرًا الأولى للحرب قتلت القوات التي تقودها الولايات المتحدة من 3.100 إلى 3.600 مدنيًا على الأقل.
 

أهداف الحرب الإسرائيلية إبادة الشعب الفلسطيني

أهداف الحرب الإسرائيلية على غزة تجاوزت المعلن ووصلت إلى حرب إبادة للشعب الفلسطيني، هذا الوصف بدأ به اللواء أركان حرب نصر سالم، الخبير العسكرى وصفه للمشهد في حديثه لـ"اليوم السابع"، وقال أن وتيرة قتل المدنيين في غزة عندما نقارنها بما حدث في حروب آخرى يحمل هدفا واحدا وهو إبادة الشعب الفلسطيني، لافتا إلى أن هذا الهدف واضح للحرب التي تجاوزت الـ75 يوم وكل يوم يشهد العالم وفاة ما لا يقل عن 500 طفل وامرأة،  فالحرب التي توجه فيها المدافع والقنابل تجاه المدنيين وتهدم البيوت على رؤسهم  هي حرب إبادة.
 
 
وأضاف اللواء سالم أن أمريكا في أفغانستان لم تكن تضرب المدن والقرى، كانت تقوم بتتبع الانفاق في جبال أفغانستان للوصول لأهدافها، مشيرا إلى أن إسرائيل تستخدم الأسلحة ذاتها التي فجرت بها أمريكا الجبال في أفغانستان ضد المباني السكنية والمدنيين في غزة، موضحا أنه كان بإمكانها تعقب الانفاق ومواقع حماس ولكنها قصدت الإضرار بالمدنيين، والدليل ضرب المستشفيات والمدارس والمساجد وعمال الإغاثة والصحفيين بالقنابل الفسفورية، والتي تحتوى الفسفور الأبيض، وتلك المادة مهما استخدمنا معها وسائل إطفاء لا تنطفئ، وهو قنابل غير مشروعة.
 

أكبر خسارة بشرية فى تاريخ الحروب بعمال الإغاثة والصحفيين

ووفقا للاحصائيات دمرت إسرائيل 60% من البنية التحتية في غزة، بما يشمل 56 ألف وحدة سكنية بشكل كامل، و240 ألف وحدة بشكل جزئي وتحتاج ترميمًا، مما أدى إلى نزوح أكثر من 1.5 مليون فلسطينى داخل غزة.
 
ولم يرحم القصف الإسرائيلى حتى العاملين في مجالات الإغاثة والاعلام رغم أن القوانين الدولية تٌحتم على تل أبيب حمايتهم، حيث قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إن 102 من موظفي الأمم المتحدة على الأقل قتلوا في غزة حتى منتصف نوفمبر الماضى، أما بالنسبة للصحفيين، الذين يجب حماية سلامتهم وعملهم بموجب اتفاقية جنيف لعام 1949، فقد قُتل ما يقارب الـ90صحفى وإعلامى ومصور وفقا لنقابة الصحفيين الفلسطينيين.
 
فى حين بلغت خسائر عمال الإغاثة فى حرب أفغانستان 444 قتيلا، في حين لقي ما لا يقل عن 72 صحفيا حياتهم على مدار 20 عاما حتى انسحبت أمريكا بشكل كامل.
 
وقال اللواء نصر :"يوجد عدم تكافؤ واستخدام مفرط للقوة، فالحروب الأخرى كانت ضد جيوش أما في حرب غزة الحرب ضد الشعب الفلسطيني، والواضح ان هناك تعمد للقضاء على الفلسطينيين وابادتهم وتصفية القضية، هناك نية مبيته لذلك".
 
 
وشدد على أن إسرائيل حتى الآن لم تقم بعمل قوى أو يٌذكر ضد حماس، فالجيش الإسرائيلي لا يستطيع المواجهة مع حماس، ووصفه بالـ"جبان ويخشى الخسائر"، وكل حربها ضد المدنيين، وقال :"الجيش الاسرائيلى لا يقوى على المواجهة المباشرة وأى عملية اجتياح يفشل فيها، الجيش الاسرائيلى اجبن من المواجهة ويبرع في القصف عن بعد فقط".
 

تكلفة الحرب الإقتصادية على غزة فى شهرين توازى ما أنفقته واشنطن فى عام فى أفغانستان

رغم قصر الفترة الزمنية للحرب مقارنة بالحروب الآخرى، إلا أن قوات الاحتلال انفقت ميزانية باهظة مما يكشف حجم الذخيرة والقنابل والمتفجرات المبالغ به الذى استخدمته إسرائيل في هذا المدى القصير، ووفقا لأرقام وزارة المالية الإسرائيلية فإن تكلفة الحرب التي تخوضها إسرائيل أمام حركة حماس في قطاع غزة ستبلغ ما يصل إلى 200 مليار شيكل (51 مليار دولار).

 
وتقدر هذه التكاليف وفقا للمصادر الرسمية 10% من الناتج المحلي الإجمالي، وذلك مع اقتصار الأمر على غزة دون مشاركة كاملة لحزب الله اللبناني أو إيران أو اليمن، وقالت وكالة "بلومبرغ" الاقتصادية أن استمرار الأعمال الحربية يكلف ميزانية إسرائيل حوالي 270 مليون دولار يوميا، أى ما يقارب 17 مليار خلال الـ75 يوم.
 
وفيما يخص الحرب الأوكرانية فقد أفاد تحليل لمجموعة سيتي الأمريكية للخدمات المالية أن الحرب الأوكرانية تكلف روسيا نحو 250 مليون دولار يومياً.
 
فى حين بلغت الكلفة المادية للحرب في أفغانستان، ووفقا لدراسة أجرتها جامعة براون في عام 2019، 978 مليار دولار خلال 20 عام، بما يجاوز 46 مليار سنويا أي أنها تتجاوز تكلفة الحرب في غزة.
 
كما أنفقت واشنطن فى حرب العراق، وفقا لوحدة البحوث في الكونجرس الأمريكي، مبلغا قدره 802 مليار دولار أمريكي بواقع 50 مليار دولار كل ستة أشهر.

التكلفة الإقتصادية العالية تكشف حجم الأسلحة التى استهلكتها تل أبيب فى 60 يوما

قال مارك غارلاسكو، الخبير العسكرى ومحلل استخباراتي سابق في البنتاجون، إن ما يحدث في قطاع غزة يتجاوز أي شيء رأه في حياته المهنية، حيث تشهد الحرب وتيرة قتل أسرع معظمهم من النساء والأطفال من الحروب التي قادتها أمريكا في أفغانستان والعراق والتي تعرضت لانتقادات واسعة من جماعات حقوق الإنسان.
 
وأضاف الخبير العسكرى، وفقا لنيويورك تايمز، أن الأمر لا يتعلق فقط بحجم الضربات، ولكن أيضا بطبيعة الأسلحة ذاتها، مشيرا إلى أن استخدام إسرائيل لأسلحة كبيرة جدا في المناطق الحضرية الكثيفة، بما في ذلك القنابل أمريكية الصنع التي يبلغ وزنها 2000 رطل (907 كيلو جرام) والتي يمكن أن تسوى برجا سكنيا بالأرض، "أمر مفاجئ"، وأنه لإيجاد مقارنة تاريخية للعديد من القنابل الكبيرة في مثل هذه المنطقة الصغيرة، قد "نضطر إلى العودة إلى حرب فيتنام، أو الحرب العالمية الثانية".
 
كما قال بريان كاستنر، محقق الأسلحة في منظمة العفو الدولية والمحقق في مجال الأسلحة في منظمة العفو الدولية، أن القنابل المستخدمة في غزة أكبر من تلك التي استخدمتها الولايات المتحدة عندما كانت تقاتل داعش في مدن مثل الموصل والرقة، وهي أكثر انسجاما مع التركيز على البنية التحتية تحت الأرض مثل الأنفاق.
 
 
 
وأضاف أن القوات الإسرائيلية: "يستخدمون أسلحة كبيرة للغاية في مناطق ذات كثافة سكانية عالية إنه أسوأ مزيج ممكن من الأشياء."
 

اسرائيل تستخدم سياسية الأرض المحروقة

ما تقوم به إسرائيل فى غزة هو "مبدأ سياسة الأرض المحروقة"، هكذا وصف الخبير العسكرى اللواء سمير فرج المشهد فى القطاع، لافتا إلى أن الجانب الاسرائيلى دمر كل المدن بعكس روسيا، عندما هاجمت أوكرانيا لم تقوم بذلك بالتالى الخسائر كبيرة جدا فى غزة ولا يمكن مقارنتها. 
 
وأشار إلى أسلوب استخدام للأسلحة هو الذى أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا المدنيين، فروسيا تهاجم أوكرانيا على مدار عامين ولم تضرب مستشفى ولا أحياء مدنية، وهذا يؤكد أن إسرائيل تهدف إلى تطهير عرقى وتهجير الفلسطينيين من غزة وتدفعهم جنوبا.
 
ولفت إلى أن النقطة الأخرى هى احترام القوانين الدولية، وهو ما قامت به روسيا فى حربها على الرغم أنه كان بإمكان موسكو أن تهدم كل البلاد وتحقق هدفها بشكل سريع كما فعلت إسرائيل في غزة، ولكن إسرائيل لا تحترم القانون الدولى، وظروفها السياسية صعبة ورئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو في موقف محرج للغاية أمام شعبة وحكومته.
 
وأكد على أن الجيش الاسرائيلى حتى الأن هو الطرف المهزوم فى المعركة، فأى حرب لها أهداف وتتوقف عند تحقيق أهدافها، فى حين أن إسرائيل لم تنتصر في الحرب فهى لم تقضى على حماس ولم تقضى على الانفاق ولم تحرر الرهائن وبالتالي لم تحقق أي أهداف في الحرب من البداية.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة