تعيش أوروبا حالة من التأهب القصوى تحسبا لاحتمال وقوع هجمات إرهابية جديدة ، بسبب الغضب الذى يخيم على الأجواء فى القارة العجوز من الوضع في غزة ، في ظل استمرار المجازر الإسرائيلية ضد الفلسطينين وقتل الأطفال، ولذلك فقد قررت إسبانيا، اتخاذ تدابير جديدة لمكافحة الإرهاب ورفع حالة التأهب لتعزيز قوات الأمن وذلك إثر هجمات على فرنسا وبلجيكا.
وقالت صحيفة لابانجورديا الإسبانية في تقرير لها إنه، خلال الشهرين الماضين أدت حرب غزة إلى ارتفاع عدد الهجمات الإرهابية في الدول الأوروبية، والتي أدت إلى ثلاث هجمات إلى مقتل 4 أشخاص.
وفي بلجيكا، قُتل اثنان من مشجعي كرة القدم السويديين بالرصاص في أكتوبر انتقاماً على ما يبدو لحرق المصاحف في بلادهم، وفي فرنسا، تعرض مدرس وسائح للطعن في حادثتين منفصلتين، ورد أن الثاني منهما أقسم بالولاء لتنظيم داعش الإرهابى.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت مفوضة الشؤون الداخلية السويدية إيلفا جوهانسون: "مع الحرب في غزة والاستقطاب الذي تسببه في مجتمعنا، ومع موسم العطلات القادم، هناك خطر كبير من وقوع هجمات إرهابية في الاتحاد الأوروبي".
وفى إسبانيا، ،اعتقلت السلطات 54 شخصا إرهابيا خلال الشهرين الماضيين، حيث وفقا لصحيفة الباييس الإسبانية، فإن السبب هو ارتفاع التهديد الارهابى في البلاد بسبب استمرار الحرب في غزة، ورفعت إسبانيا مستوى التأهب إلى المستوى الرابع، ومنذ ذلك الحين ، نفذت الشرطة الاسبانية عمليات اعتقالات لإرهابين وصل عددهم 54 شخصا خلال شهرين فقط ، وهو زيادة 8 أشخاص عن عام 2022 بأكمله.
وبحسب وزارة الداخلية على موقعها الإلكتروني، فإن مستويات التأهب لمكافحة الإرهاب هي جزء من خطة الوقاية والحماية من الإرهاب، حيث تعمل الخطة كآلية لكشف ومتابعة وتحليل وتقييم مخاطر الهجوم من خلال "التنفيذ والتنسيق" للأجهزة اللازمة، بهدف تطوير الإجراءات "قبل تنفيذ هجوم إرهابي بهدف" لمنع حدوثه".
وحث رئيس حكومة إسبانيا، بيدرو سانشيز على الاعتراف بدولة فلسطين وحل الدولتين وذلك من أجل إنهاء الصراع الفلسطينى الاسرائيلى، وقال إن ذلك "حتى يتمكنوا من التعايش فى سلام وأمن، ولن يتم حل تلك الأزمة الا عند حل الدولتين".
وأعرب سانشيز عن أسفه لأن الصراع يسبب "الكثير من المعاناة والقلق وعدم الاستقرار" سواء فى المنطقة أو فى جميع أنحاء العالم
"الخطر حقيقي"
وتعتبر الصحيفة الإسبانية أن تقييم يوهانسون مثير للقلق والانزعاج، وهى التي تتحكم في تقييم المخاطر، وفي الأشهر الأخيرة، رفعت السلطات في فرنسا وبلجيكا وهولندا والسويد مستويات التأهب، مشيرة إلى خطر الإرهاب (الذي يتركز بشكل عام فى أوروبا الغربية)، ولكن أيضا الإرهاب اليميني المتطرف.
وأعلن توماس هالدينوانج، رئيس وكالة الاستخبارات الداخلية الألمانية (BfV)، في وقت سابق من هذا الشهر أن "الخطر حقيقي وأكبر مما كان عليه منذ فترة طويلة".
في ديسمبر، ألقت السلطات في ألمانيا وهولندا القبض على أربعة أشخاص زُعم أنهم على صلة بالفصائل الفلسطينية للاشتباه في تآمرهم لمدة تسعة أشهر على الأقل للحصول على أسلحة. ووفقاً لمكتب المدعى العام الألمانى، كان من الممكن استخدام هذه الأسلحة لمهاجمة مؤسسات يهودية.
وقال توماس رينارد، مدير المركز الدولي لمكافحة الإرهاب في هولندا، إن حالة التأهب المشددة تجاوزت الصراع في غزة، ويرتبط بعودة جزئية للجماعات المتطرفة مثل داعش والقاعدة.
وقال رينار "إن التهديد الإرهابي أصبح الآن أكبر بكثير مما كان عليه قبل عامين أو ثلاثة أعوام". وبرأيه فإن ارتفاع درجة التأهب يعود أيضا إلى اليمين المتطرف، وهو التهديد الذي كان يتم التغاضي عنه حتى سنوات قليلة مضت. وقال رينار: "إذا وقع هجوم إرهابي غدًا، فمن المرجح أن يكون هجومًا إرهابيا وليس هجومًا يمينيًا متطرفًا. ولكن في الأساس، فهو خطر مماثل تقريبًا".
وأشارت الصحيفة إلى أنه في عام 2022، وقع 16 هجومًا إرهابيًا في الاتحاد الأوروبي، وتم إحباط 12 هجومًا آخر، وفقًا ليوروبول. ولقي أربعة أشخاص حتفهم، اثنان منهم في هجمات إرهابية، وفي الأعوام التي شهدت أكبر نشاط لتنظيم الدولة الإسلامية، 2015 و2016، توفي 151 و142 شخصا على التوالي.
حماية أماكن العبادة المعرضة للخطر
وخصصت المفوضية الأوروبية 30 مليون يورو لحماية أماكن العبادة المعرضة للخطر بشكل خاص من جرائم الكراهية، حذرت مفوضة الشؤون الداخلية، إيلفا جوهانسون، من "الخطر الهائل" للهجمات التى يتم تنفيذها فى الاتحاد الأوروبى خلال عيد الميلاد. وهو خطر يعزى إلى الاستقطاب الكبير الناجم عن الصراع فى الشرق الأوسط. "مع الحرب فى غزة وما تسببه من استقطاب فى مجتمعنا، مع الموسم المقبل.
وقالت مفوضة الشؤون الداخلية بالاتحاد الأوروبى يلفا يوهانسون للصحفيين “مع الحرب فى غزة والاستقطاب الذى تسببه فى مجتمعنا ومع موسم العطلات المقبل، هناك خطر كبير لوقوع هجمات إرهابية فى الاتحاد الأوروبي"، وقالت خلال اجتماع وزراء داخلية الاتحاد الأوروبى فى بروكسل "رأينا ما حدث مؤخرا فى باريس، وللأسف رأيناه فى وقت سابق أيضا"، ولم تقدم أى تفاصيل بشأن أى معلومات قد تكون أدت إلى تحذيرها. ولم يستجب مكتبها على الفور لطلبات الحصول على التفاصيل. بعد ما جرى فى باريس.. أوروبا تخشى "خطرا كبيرا" خلال أعياد الميلاد.