- جلسات المرحلة الأولى انطلقت فى مايو 2023 وناقشت 70 قضية أسفرت عن 129 توصية
يأتى إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسى استكمال جلسات الحوار الوطني بشكل أكثر فاعلية وعملية، والاستفادة من تلك الحالة الثرية التى شهدتها العملية الانتخابية، والتى أفرزت تنوعا فى الأفكار والرؤى نتيجة لتنوع المرشحين واتجاهاتهم السياسية، ليكون بوابة مهمة للتعددية الحزبية والسياسية، ومد جسور التواصل والثقة مع شركاء الوطن من خلال إتاحة المجال العام أمام الجميع، ومن ثم تشجيع الشباب والمرأة بشكل أكبر على التواجد والمشاركة فى صنع القرار.
وجاء إعلان الرئيس فى إطار ما حققه الحوار الوطنى، فى مرحلته الأولى من خطوات جادة بدعم الرئيس عبد الفتاح السيسى له منذ أن انطلق الحوار فى إفطار الأسرة المصرية 26 أبريل 2022، وجاءت الفترة التحضيرية على مدار 23 اجتماعًا وانعقاد دائم لمجلس الأمناء، ثم تلاها انطلاق الجلسات النقاشية للحوار الوطنى فى الأربعاء 3 مايو 2023، لتتم مناقشة نحو 70 قضية فى قرابة 60 جلسة بالمرحلة الأولى تم التوصل فيها لـ129 توصية تم إرسالها لرئاسة الجمهورية.
وأكد المنسق العام للحوار الوطنى ضياء رشوان، فى الكلمة الافتتاحية لانطلاق الجلسات، قائلا: "نحن استغرقنا عاما فى حوار يفتح أبوابا كان بعضها مغلق تماما، وجسور كان بعضها مقطع تماما، وقنوات كانت مسدودة للغاية، عام من الحوار عقدت فيه مئات لجلسات، وخلال هذا العام بنيت من جديد جسور ثقة لن نستطيع أن تقوم بدون أن تكون هناك جلسات، هذا العام لم يضع هباءً ونحن على أعتاب جلسات الحوار وسيتجلى فيه الصراحة، وعدم وجود خطوط حمراء ويتجلى فيه مخرجات تشريعية، ومن هنا برزت أهمية المرحلة التحضيرية وصولا لمرحلة جديدة فى مسيرة الحوار الوطنى بانطلاق الجلسات النقاشية".
وقال النائب إيهاب الطماوى، مقرر لجنة الأحزاب السياسية بالحوار الوطنى وكيل لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، إن اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى وتوجيهاته باستكمال جلسات الحوار الوطنى يثرى الحياة الحزبية ويدعم التنوع السياسى والتعددية ويسهم بشكل كبير فى تطور الأداء داخل الأحزاب السياسية، كما يفتح الباب أمام التعددية الحزبية والسياسية.
وأضاف "الطماوي" فى تصريح لـ"اليوم السابع" أن استمرار حالة الحوار تفيد الحياة الحزبية وتنقل رؤى الأحزاب على مختلف توجهاتها السياسية إلى الرأى العام من ناحية وإلى مؤسسات الدولة من ناحية أخرى، مشيرا إلى أن حالة الحوار تؤدى بالضرورة إلى تقبل الرأى الآخر والاستفادة منه طالما كان متفقا مع الدستور ومحققا للصالح العام.
وأكد الطماوى أن الحوار الوطنى يتسع لكافة الآراء من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار دون إقصاء لرأى أو فكر أو طرح، ابتغاء الوصول لمساحات مشتركة يمكن البناء عليها والانطلاق منها فى مختلف المحاور الرئيسية سياسية واقتصادية واجتماعية.
وثمن "الطماوي" توجيهات الرئيس باستمرار الحوار، مشيرا إلى أن الرئيس أكد رغبته وإرادته فى استمرار الحوار الوطنى فى كلمته فى ختام مؤتمر حكاية وطن الذى أعلن فيه ترشحه للانتخابات الرئاسية استجابة لمطالب الشعب المصرى، وأعاد حديثه بشأن تلك الدعوة فى كلمته عقب إعلان فوزه بثقة المصريين فى انتخابات الرئاسة التعددية التى شهد العالم أجمع بشفافيتها وبرز ذلك أكتر بعد لقاؤه مع مرشحين الرئاسة الثلاث.
ومن جانبها اعتبرت ريهام الشبراوى، مقرر مساعد للجنة الأسرة والتماسك المجتمعى بالمحور المجتمعى فى الحوار الوطنى، أن استكمال الحوار الوطنى ضرورة حقيقية تحتاجها الدولة المصرية فى الوقت الحالى للتعامل مع متطلبات داخلية تتعلق بالسياسة والاقتصاد والأحوال المجتمعية، مؤكدة أن إشارة الاستكمال والاستئناف لأعمال الحوار الوطنى حينما تأتى من جانب الرئيس عبد الفتاح السيسى فهو أمر يستحق الإشادة والتأكيد على أن الرئيس ينظر بأهمية كبرى للحوار الوطنى، وما يمكن أن يسفر عنه من مخرجات يشرف عليها ويخرجها إلى النور مجموعه من أهم وأكبر الخبراء والقامات الوطنية فى جميع التخصصات.
وأضافت فى تصريح لـ"اليوم السابع" أن المواطن المصرى ينظر بعين الاهتمام الشديد لمسألة استكمال الحوار نظرا لأنه كان على قدر كبير من المتابعة والاشتباك الواقعى والفعلى مع مجريات الحوار وجلساته طوال الفترة الماضية، وتفاءل بأن يتمكن الحوار من تحقيق عدد كبير من المنجزات فى المحاور الثلاثة الخاصة بهذا الحوار، منوهة أن الاستفادة من الحوار تتحقق فى حالة التوافق والاصطفاف الوطنى وما حققته من خلق للمساحة المشتركة فى القضايا ذات الأولوية بين عديد من شركاء الوطن الذين يتبنون خلفيات وتوجهات حزبية مختلفة ويعبرون عن شرائح حزبية متنوعة.
وأكدت أن ذلك ساهم فى إثراء الحوار وضمان خروج أكبر قدر من القرارات التى تعبر عن ملايين المصريين، كما تبرز الاستفادة الحقيقية من هذا الحوار متمثلة فى الأجواء الديمقراطية التى تتضمن وصول صوت المواطن فى قضايا شديدة الأهمية متعلقة بأمور الموازنة والتعليم والصحة والتماسك المجتمعى، وتعزيز الهوية الوطنية ومكافحة المشكلات الأسرية التى يعانى منها مجتمعنا منذ سنوات طويلة فى عهود سابقة.
وتطرقت ريهام الشبراوى إلى حصاد ما حققه الحوار الوطنى والذى تتضمن الكثير والكثير من الأهداف التى أرى أنها مطلوبة فى ذاتها حيث انطلق بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسى فى أبريل 2022، واستطاع تشكيل مجلس أمناء على أعلى مستوى وبدورهم حددوا 3 محاور رئيسية تتفرع منها لجان هامة، معبرة عن المواطنين يرأسها مقررين ومقررين مساعدون، ليحظى الحوار بمشاركة واسعة من أطياف العمل السياسى والمجتمعى فى مصر، وعقد أعضاؤه 90 جلسة نقاشية، حول عدد من القضايا فى مقدمتها الوصاية على المال وقانون المجالس المحلية، التأمين الصحى الشامل والاستثمارات، قائلة: "لا يزال لدينا الكثير لكى نقدمه فى الفترة المقبلة حول مكافحة الإدمان والتصدى للعنف ضد المرأة واسترداد حقوقها وحماية المجتمع من الظواهر الضارة والدخيلة عليه".
بينما قال علاء عصام، مقرر مساعد لجنة المحليات بالحوار الوطنى إن إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسى استكمال جلسات الحوار، يؤكد أن برنامج الرئيس هو مخرجات الحوار الوطنى، وأن إعلان التزامه بكل ما سينتج عن الحوار كان أمر دائم حتى بعد فوزه وحصوله على هذه الملايين الضخمة من الأصوات، وهو ما يبرز احترامه وتقديره لكل شركاء الوطن حتى المختلفين معه.
وأضاف عصام فى تصريح لـ"اليوم السابع" أن الحوار الوطنى هو أهم حدث سياسى فى مصر، لافتا إلى أن النقاش بين المختلفين أيديولوجيا يساهم فى تأسيس مجتمع سياسى متنوع ويرسخ قيم التعددية الحزبية والتى أكد عليها الدستور فى مادته الخامسة.
واستكمل: "المحليات والصناعة والتعليم والصحة والتكنولوجيا والبحث العلمى وقضايا الشباب والعدالة الاجتماعية والثقافة من أهم الملفات التى يجب أن تكون لها السبق خلال العامين القادمين، وأن نعمل على تطوير هذه الملفات من أجل تحسين حياة المواطنين، وهو ما سيكون لجلسات الحوار الوطنى فيه دور كبير، والذى سيساهم فى إزالة العقبات داخل المجتمع بشرط تقديم مقترحات جادة"، منوها أنه على مستوى المحليات فقد كان هناك رغبة حقيقة لإجراء انتخابات المحليات لدى كافة المشاركين بالجلسات.
فيما اعتبر باسم لطفى، المقرر المساعد للجنة الاستثمار الخاص "المحلى والأجنبى" بالحوار الوطنى، أن الحوار الوطنى لاقى رغبة شعبية فى إثراء الحياة السياسية من خلال اللقاءات والحوارات المتعددة التى انعقدت، وتبادل الرؤى والأفكار بوجود أرضية مشتركة فى كل القضايا التى تم التباحث فيها.
وأشار فى تصريح لـ"اليوم السابع" إلى أن جلسات المرحلة الأولى خلقت حالة من الثقة والاستقرار الأمر الذى انعكس بشكل كبير فى السباق الانتخابى بدفع 3 أحزاب بمرشحينها وتقديم برامج فى كافة المجالات مما خلق حالة من الارتياح الشعبى فى ظل انتخابات نزيهة ومعبرة عن إرادة الشعب المصرى العظيم.
ونوه بأن إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسى حرصه على استكمال جلسات الحوار الوطنى يعد حالة صحية وسياسية مطلوبة، لأن تبادل الرؤى بين كل الاطراف السياسية سواء حزبية أو منظمات المجتمع المدنى يساعد على تأكيد رغبة الدولة فى إتاحة المجال العام للجميع، وتشجيع الشباب للمشاركة بأراء مختلفة من أجل بناء الجمهورية الجديدة.
ولفت إلى أن جلسات الحوار نجحت فى التوصل لمخرجات عدة توضع أمام الدولة المصرية ليتم العمل بها طبقا للأولوية فى المرحلة القادمة، أهمها تعيين وزير اقتصاد ووضع أدلة استثمار ميسرة ومبسطة فى مختلف المجالات والتوسع فى إنشاء مناطق حرة عامة وخاصة وفض التشابكات، وتفعيل الشباك الواحد واستحداث نموذج تمويل للمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، وغيرها من التوصيات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة