بعد الانتهاء من تحليل الحمض النووى لبقايا شخص دفن بالقرب من قرية أوفورد كلونى فى كامبريدجشير بإنجلترا فى القرن الثانى الميلادى، اكتشف فريق من العلماء أن هذا المقيم فى العصر الرومانى لم يكن من مواطنى الجزر البريطانية، ولم يكن مستوطنًا من روما، بل جاء من مكان بعيد إلى الشرق، ومن المحتمل جدًا من منطقة جبال القوقاز فيما يعرف الآن بروسيا.
البقايا البشرية
بقايا بشرية
ومن المعروف الآن أن هذا المهاجر عاش فى وقت ما بين عامى 126 و228 ميلادية، وتعرفه جيناته الوراثية على أنه ينتمي إلى مجموعة عرقية قديمة تعرف باسم السارماتيين، وجاء ذلك بحسب ما ذكر موقع ancient orgnins.
كان السارماتيون شعبًا بدويًا يتحدثون اللغة الفارسية ويركبون الخيل ويعيشون بشكل رئيسى فى ما يعرف الآن بجنوب روسيا وأوكرانيا أو في القوقاز.
على الرغم من أنه كان معروفًا أنهم يتجولون في آسيا الوسطى وأوروبا الشرقية بسهولة تامة، إلا أن هذا هو أول دليل تم العثور عليه يثبت أن السارماتيين سافروا على طول الطريق إلى بريطانيا في الغرب.
في القرن الثاني الميلادي كانت الحدود الروسية تمثل أقصى الحدود الشمالية الشرقية للإمبراطورية الرومانية ويُظهر وجود السارماتيين في أقصى شرق وأقصى غرب الأراضي الرومانية أنهم سافروا على طول الإمبراطورية وعرضها بحثًا عن المغامرة أو الفرصة.
يقع قبر هذا الشخص بالقرب من مزرعة ريفية قديمة، مما أثار بشكل طبيعي التكهنات بأنه مزارع محلي تم دفنه في حقل بالقرب من منزله الذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني أو الثالث الميلادي. تم العثور عليه مدفونًا بمفرده، وليس في مقبرة يتقاسمها أفراد متوفون آخرون، تم إعطاؤه اسم Offord Cluny 203645، تقديرًا للمكان الذي تم اكتشاف رفاته فيه.