قبل أقل من عام على انتخابات الرئاسة الأمريكية، أظهر استطلاع جديد للرأى أن العديد من الناخبين الشباب لا يوافقون على الطريقة التى يتعامل بها الرئيس الأمريكى جو بايدن، مع الصراع فى غزة. ومع استمرار المجازر الإسرائيلية، ينأى الكثير من الناخبين بأنفسهم عن الرئيس الديمقراطى، مما يشكل تهديدا على فرص إعادة انتخابه.
وأوضح استطلاع "نيويورك تايمز" بالتعاون مع كلية سيينا أن ما يقرب من ثلاثة أرباع الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا لا يوافقون على الطريقة التى يتعامل بها بايدن مع الصراع فى غزة.
ومع حلول نوفمبر المقبل، قد يغرى البعض وضوح وجود مرشح مؤيد لوقف إطلاق النار مثل كورنيل ويست، أو ببساطة قد لا يصوتوا على الإطلاق. ومع تحول المزيد من الديمقراطيين لصالح وقف إطلاق النار وفرض شروط على المساعدات العسكرية، قد يجد الرئيس نفسه معزولا لا يقود بل يتبع.
وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن موقف الإدارة الأمريكية الآن يبدو وكأنه "تسوية فوضوية"، فبعد أسبوع من الجدل، تمكن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أخيرا من التوصل إلى قرار حيث وافق على محاولة مخففة لتعزيز المساعدات لغزة ودعا إلى اتخاذ خطوات عاجلة "لتهيئة الظروف لوقف مستدام للأعمال العدائية."
وامتنعت الولايات المتحدة، الحليف الوثيق لإسرائيل، عن التصويت للسماح للمجلس المؤلف من 15 عضوا بتبنى القرار. وأوضحت الصحيفة أنه رغم أن حلفاء جو بايدن سيزعمون أن ذلك يمثل تقدمًا من نوع ما، إلا أن الكارثة الإنسانية لا تزال تتفاقم مع استمرار القصف الإسرائيلى.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك غضب عالمى متنامى إزاء حملة إسرائيل الغاشمة وغير الدقيقة للحرب، فبسبب مجازر الاحتلال استشهد أكثر من 20 ألف شخص فى غزة، أغلبهم من الأطفال والنساء، كما أجبر السكان على ترك منازلهم، ويقول برنامج الغذاء العالمى أن نصف سكان غزة يعانون من الجوع.
وقالت ليندا توماس جرينفيلد، السفيرة الأمريكية، إن واشنطن تؤيد القرار بأغلبية ساحقة، لكنها امتنعت عن التصويت لأنه لا يتضمن إدانة لهجوم حماس.
وقال السيناتور الأمريكى بيرنى ساندرز فى خطاب ألقاه هذا الأسبوع: "فى حين أنه من الواضح أن لإسرائيل الحق المطلق فى الرد عسكريا على أى هجوم وحشى، فمن الواضح أيضا أن حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة تشن تلك الحرب بطريقة متهورة وغير أخلاقية للغاية. أن السبب العادل للحرب لا يبرر الفظائع التى ترتكب فى إدارة تلك الحرب."
ومع ذلك، من خلال التهديد باستخدام حق النقض، تسببت واشنطن فى تأجيل التصويت والمفاوضات فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لأيام.
واعترضت على مسودة أولية دعت إلى "وقف عاجل ومستدام للأعمال العدائية". كما ضمنت أن القرار لا ينهى سيطرة إسرائيل على جميع المساعدات التى يتم توصيلها إلى 2.3 مليون شخص فى غزة.
وتستمر الولايات المتحدة فى معارضة وقف إطلاق النار، معتبرة أنه لن يفيد سوى حماس. وفى وقت سابق من هذا الشهر، طالبت الجمعية العامة للأمم المتحدة المكونة من 193 عضوا بوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، حيث صوتت 153 دولة لصالح الخطوة التى اعترضت عليها الولايات المتحدة فى مجلس الأمن قبل أيام.
وانتقد بايدن، الذى تمت الإشادة به على التعاطف الذى أظهره خلال الوباء العالمى فى عام 2020، بسبب موقفه من الصراع. وأوضحت الصحيفة أنه بدا منفصلاً بشكل غريب عن محنة المدنيين الأفغان بعد الانسحاب الأمريكى الفاشل. وشكك فى مصداقية عدد القتلى الفلسطينيين فى حين فشل فى إظهار التعاطف للأطفال المحتضرين.
وقالت الصحيفة "لا ينبغى أن تكون تنازلاته على مضض بشأن القرار الأخير مفاجئة، نظراً لإيمانه الدائم بإسرائيل وحقها فى الدفاع عن نفسها - بأى ثمن على ما يبدو."
ولفتت الصحيفة إلى وصف نفسه بأنه "صهيونى فى قلبي" وروى كيف أثر عليه والده بقيمة إنشاء وطن قومى لليهود فى أعقاب المحرقة.
والتقى بايدن بكل رئيس وزراء إسرائيلى على مدى أكثر من نصف قرن فى مناصبه المختلفة، بدءا من جولدا مائير فى عام 1973. وبينما كانا يلتقطان صورة بعد اجتماعهما، كما يتذكر بايدن فى كثير من الأحيان، همست له أن إسرائيل تمتلك "سلاحا سريا" لحمايتهم – "ليس لدينا مكان آخر نذهب إليه."
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة