الكثير من التقاليد والطقوس مرتبطة تقليديا بعيد الميلاد أو الكريسماس فى مختلف أنحاء العالم، ففى المملكة المتحدة، يرتدى السباحون تقليديًا خلال موسم الأعياد ملابس تنكرية مبهجة أثناء غطسهم فى البحر على الشواطئ من إيستبورن، ساسكس، إلى سانت آيفز، كورنوال.
ولكن يبدو أن هذا التقليد مهدد فى عيد الميلاد الحالى، وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن مياه الصرف الصحى غمرت مياه السباحة فى شواطئ بالمملكة المتحدة، تعرف أنها من الشواطئ التى يحتفل فيها البريطانيون بعيد الميلاد بالنزول إلى المياه الباردة احتفالا بقدوم العام الجديد، ما أثار مخاوف من احتمال إصابة السباحين بالمرض.
وقد وجدت الإحصائيات التى حللها حزب الديمقراطيين الليبراليين أن السباحين الاحتفاليين سيستخدمون هذا العام مواقع بالشواطئ شهدت تسرب 4574 ساعة من مياه الصرف الصحى. ومن بين مواقع الأحداث الـ 32 التى قام الفريق بتحليلها، تم اكتشاف حدوث ما يقرب من 1000 تسرب لمياه الصرف الصحى هذا العام.
وقال زعيم الحزب السابق تيم فارون إنه يجب فرض حظر على إلقاء مياه الصرف الصحى فى مناطق السباحة.
ومع ذلك لن يتمكن المحتفلون من المطالبة بالتعويض، حيث قام أعضاء البرلمان من حزب المحافظين فى وقت سابق من هذا الشهر بمنع تعديل الديمقراطيين الأحرار الذى كان من شأنه أن يسمح لأى شخص يمرض نتيجة للتخلص غير القانونى من مياه الصرف الصحى بالمطالبة بالتعويض من شركات المياه.
فى مدينة سيل، مانشستر الكبرى، سيسبح السباحون الذين يحضرون حدثًا خيريًا فى اليوم التالى ليوم عيد الميلاد فى مياه كان بها 94 تصريفًا لمياه الصرف الصحى. وفى نفس اليوم، سيعوم السباحون فى سيرنسيستر، جلوسيسترشاير، فى مياه حدث فيها 67 تصريفًا لمياه الصرف الصحى استمرت لمدة إجمالية 405 ساعة خلال العام الماضى.
تم ضخ مياه الصرف الصحى فى أحد مواقع السباحة فى يوم رأس السنة الجديدة فى ساندرفوت، ويلز، إلى المياه القريبة لمدة 1244 ساعة هذا العام.
قبل عامين، اضطر السباحون فى أوكسفوردشاير إلى إلغاء السباحة فى اليوم التالى للكريسماس بعد أن أعلنت شركة "مياه التايمز" عن مكب لمياه الصرف الصحى فى يوم عيد الميلاد.
وانتقد فارون، وهو الآن المتحدث الرسمى باسم حزب الديمقراطيين الليبراليين بشأن البيئة، "رائحة عيد الميلاد الكريهة" التى خلفها الوزراء المحافظون. وأعرب عن مخاوفه من أن السباحين قد يصابون بالمرض بسبب مياه الصرف الصحى، مع عدم وجود تعويضات من شركات المياه بعد أن منع المحافظون قانونًا جديدًا مقترحًا فى البرلمان فى وقت سابق من هذا الشهر.
ورفض النواب التعديل الذى قدمه فارون لمشروع قانون الضحايا والسجناء بأغلبية 267 صوتًا مقابل 27 صوتًا، بأغلبية 240 صوتًا، ووصف النائب الديمقراطى الليبرالى النتيجة بأنها "وصمة عار مطلقة". وقال أن النواب المحافظين "صوتوا مرة أخرى للسماح لشركات المياه بالإفلات من العقاب."
وأضاف "إنها رائحة عيد الميلاد الحقيقية بالنسبة للكثيرين الذين يأملون فى الاستمتاع بالسباحة الاحتفالية التقليدية. وقال فارون: "يجب أن يكون الماء البارد المتجمد هو الشيء الوحيد الذى يقلق السباحين منه، وليس مياه الصرف الصحى التى تطفو بالقرب منهم".
وأوضح "إنه أمر مثير للاشمئزاز أن تتلوث سواحلنا وبحيراتنا بهذه العادة الكريهة. يجب أن يكون هناك حظر على تصريف مياه الصرف الصحى فى مناطق السباحة. متى سيقوم الوزراء المحافظون أخيرًا بتضييق الخناق على شركات المياه الربحية التى تدمر بيئتنا؟"
وأكد "لقد كان صادمًا أن نرى أعضاء البرلمان المحافظين يعرقلون خططًا لتعويض السباحين الذين أصيبوا بالمرض بسبب مياه الصرف الصحى. لا يقتصر الأمر على السماح لهم بضخ مياه الصرف الصحى فى المجارى المائية، بل إنهم راضون أيضًا عن إصابة السباحين بالمرض."
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة