قال مسئولو صحة فلسطينيون إن غارات الاحتلال الإسرائيلى الجوية قتلت 78 شخصا على الأقل في غزة، في واحدة من أكثر الليالي دموية في القطاع المحاصر خلال الحرب المستمرة منذ 11 أسبوعا.
وقالت وكالة "رويترز" إن الغارات الجوية، التي بدأت قبل ساعات من منتصف الليل، استمرت حتى عيد الميلاد اليوم الاثنين، وقال سكان ووسائل إعلام فلسطينية إن إسرائيل كثفت قصفها الجوي والبري على مخيم البريج في وسط غزة.
وأعرب البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، عن أسفه لأن رسالة المسيح للسلام قد غرقت بسبب "منطق الحرب العقيم" في نفس الأرض التي ولد فيها.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، إن 70 شخصا على الأقل قتلوا في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منطقة المغازي وسط قطاع غزة، مضيفا أن العديد منهم نساء وأطفال.
ونشر الهلال الأحمر الفلسطيني لقطات تظهر جرحى أثناء نقلهم إلى المستشفيات. وقال إن الطائرات الحربية الإسرائيلية تقصف الطرق الرئيسية، مما يعيق مرور سيارات الإسعاف ومركبات الطوارئ.
وقال مسعفون إن غارة جوية إسرائيلية على خان يونس جنوب قطاع غزة أسفرت عن مقتل ثمانية فلسطينيين.
وتم طرد الغالبية العظمى من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم، وتقول الأمم المتحدة إن الظروف كارثية.
منذ انهيار الهدنة التي استمرت أسبوعًا في بداية الشهر، اشتدت حدة القتال على الأرض، مع انتشار الحرب من شمال قطاع غزة إلى كامل القطاع المكتظ بالسكان.
وقال جيش الاحتلال يوم الأحد، إن اثنين من جنوده لقيا حتفهما في اليوم الماضي، ما يرفع عدد القتلى منذ بدء العمليات البرية في 20 أكتوبر إلى 158.
وتتعرض إسرائيل لضغوط من الولايات المتحدة، أقرب حليف لها، لتحويل العمليات إلى مرحلة أقل كثافة والحد من الوفيات بين المدنيين.
ومن ناحية أخرى، ألغى رجال الدين الاحتفالات في بيت لحم، المدينة الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل بالضفة الغربية، حيث تقول التقاليد المسيحية إن يسوع ولد في إسطبل قبل 2000 عام.
وقال بابا الفاتيكان، الذي ترأس احتفالات عيد الميلاد في كاتدرائية القديس بطرس في روما "الليلة، قلوبنا في بيت لحم".
وأقام المسيحيون الفلسطينيون وقفة على ضوء الشموع في بيت لحم مع تراتيل وصلوات من أجل السلام في غزة، بدلا من الاحتفالات المعتادة.
لم تكن هناك شجرة كبيرة، وهي المحور المعتاد لاحتفالات عيد الميلاد في بيت لحم. وتم وضع تماثيل الميلاد في الكنائس وسط الأنقاض والأسلاك الشائكة تضامنا مع أهل غزة.
فيما قالت رولا معايعة وزيرة السياحة والآثار، إن عيد الميلاد المجيد يطل هذا العام الذي يعيش فيه الشعب الفلسطيني في أصعب وأحلك الظروف والأوقات نتيجة ما يعانيه سكان قطاع غزة المحاصر وفي كافة مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية والقدس الشريف جراء العدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني.
وأوضحت في كلمتها أن العالم يحتفل بعيد الميلاد المجيد ومدينة الميلاد حزينة كئيبة متألمة، فأطفالها وشبابها ونسائها ورجالها يعتريهم الخوف والحزن والألم مما يجري وهم لا يعلمون أين ستصل الأمور وكيف ستنتهي هذه المجزرة والمأساة.
من جانبه، أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، عن أمله بأن يكون عيد الميلاد هذا العام موعدا لوقف الحرب والعدوان على الشعب الفلسطيني في غزة، وسائر الأرض الفلسطينية المحتلة، ومناسبة خير وازدهار واستقرار لشعبنا والشعوب كافة.