مع اقتراب موسم الانتخابات الأمريكية 2024، يبدو أن دعم الرئيس الأمريكي ، جو بايدن غير المشروط للاحتلال الإسرائيلي تفقده الكثير من الدعم فى الداخل الأمريكي.
وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن الانقسامات داخل الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة حول الحرب الحالية فى قطاع غزة تهدد فرص الرئيس جو بايدن خلال الانتخابات الرئاسية العام القادم والتى ربما ينافسه فيها الرئيس السابق من الحزب الجمهورى دونالد ترامب إذا فاز بترشيح الحزب الجمهورى.
ويشير كاتب المقال دافيد سميث أن الصراع الحالي بين أنصار اليسار والوسط داخل الحزب الديمقراطى ما بين مؤيد ومعارض للأحداث الحالية في قطاع غزة سوف يصب في مصلحة ترامب – المرشح الأوفر حظا للفوز بترشيح الحزب وفقا للاستطلاعات - خلال منافسات الرئاسة القادمة.
ويلفت المقال إلى أن الحرب في غزة أدت إلى انقسامات داخل الحزب الديمقراطي على نحو لم يسبق له مثيل في تاريخ الحزب، مشيرا إلى أن العديد من الأصوات المؤثرة داخل الحزب تتهم إسرائيل بالتسبب في مأساة إنسانية داخل قطاع غزة بينما تعلو أصوات أخرى مؤيدة للممارسات الإسرائيلية.
وينوه الكاتب في هذا الصدد إلى أن العديد من قيادات الحزب تنتابهم المخاوف أن تؤدي تلك الانقسامات إلى إضعاف قوة الحزب خلال حملة الانتخابات الرئاسية التي سوف تبدأ في نوفمبر القادم.
ويضيف المقال أن أحدث استطلاعات الرأي التي أجرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" يشير إلى ترجيح كفة المؤيدين للجانب الفلسطيني داخل الحزب الديمقراطي حيث أظهر أن ما يقرب من 24 بالمائة ممن شملهم الاستطلاع أبدوا تعاطفا مع الفلسطينيين بينما أعرب 17 بالمائة عن تأييدهم للجانب الإسرائيلي في الوقت الذي أعرب فيه 48 بالمائة عن تعاطفهم مع كلا الجانبين بالتساوي.
وينوه المقال فى الختام إلى أن تلك الانقسامات داخل الحزب الديمقراطي دفعت الرئيس جو بايدن إلى العدول عن موقفه المؤيد بشكل مطلق للجانب الإسرائيلي منذ بداية الحرب في غزة حيث قام بتوجيه نداء لإسرائيل يطالبها فيه بممارسة ضبط النفس خلال الحرب الحالية، محذر في نفس الوقت من أن الولايات المتحدة بدأت تفقد التأييد الدولي بسبب دعمها للقصف العشوائي في قطاع غزة إلا أنه لم يطالب بوقف لإطلاق النار.
ومن ناحية أخرى، أظهر استطلاع جديد للرأى قبل أقل من عام على انتخابات الرئاسة الأمريكية، أن العديد من الناخبين الشباب لا يوافقون على الطريقة التى يتعامل بها الرئيس الأمريكى جو بايدن، مع الصراع فى غزة. ومع استمرار المجازر الإسرائيلية، ينأى الكثير من الناخبين بأنفسهم عن الرئيس الديمقراطى، مما يشكل تهديدا على فرص إعادة انتخابه.
وأوضح استطلاع "نيويورك تايمز" بالتعاون مع كلية سيينا أن ما يقرب من ثلاثة أرباع الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا لا يوافقون على الطريقة التى يتعامل بها بايدن مع الصراع فى غزة.
ومع حلول نوفمبر المقبل، قد يغرى البعض وضوح وجود مرشح مؤيد لوقف إطلاق النار مثل كورنيل ويست، أو ببساطة قد لا يصوتوا على الإطلاق. ومع تحول المزيد من الديمقراطيين لصالح وقف إطلاق النار وفرض شروط على المساعدات العسكرية، قد يجد الرئيس نفسه معزولا لا يقود بل يتبع.
وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن موقف الإدارة الأمريكية الآن يبدو وكأنه "تسوية فوضوية"، فبعد أسبوع من الجدل، تمكن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أخيرا من التوصل إلى قرار حيث وافق على محاولة مخففة لتعزيز المساعدات لغزة ودعا إلى اتخاذ خطوات عاجلة "لتهيئة الظروف لوقف مستدام للأعمال العدائية."
وامتنعت الولايات المتحدة، الحليف الوثيق لإسرائيل، عن التصويت للسماح للمجلس المؤلف من 15 عضوا بتبنى القرار. وأوضحت الصحيفة أنه رغم أن حلفاء جو بايدن سيزعمون أن ذلك يمثل تقدمًا من نوع ما، إلا أن الكارثة الإنسانية لا تزال تتفاقم مع استمرار القصف الإسرائيلى.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك غضب عالمى متنامى إزاء حملة إسرائيل الغاشمة وغير الدقيقة للحرب، فبسبب مجازر الاحتلال استشهد أكثر من 20 ألف شخص فى غزة، أغلبهم من الأطفال والنساء، كما أجبر السكان على ترك منازلهم، ويقول برنامج الغذاء العالمى أن نصف سكان غزة يعانون من الجوع.
وقالت ليندا توماس جرينفيلد، السفيرة الأمريكية، إن واشنطن تؤيد القرار بأغلبية ساحقة، لكنها امتنعت عن التصويت لأنه لا يتضمن إدانة لهجوم حماس.
وقال السيناتور الأمريكى بيرنى ساندرز فى خطاب ألقاه هذا الأسبوع: "فى حين أنه من الواضح أن لإسرائيل الحق المطلق فى الرد عسكريا على أى هجوم وحشى، فمن الواضح أيضا أن حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة تشن تلك الحرب بطريقة متهورة وغير أخلاقية للغاية. أن السبب العادل للحرب لا يبرر الفظائع التى ترتكب فى إدارة تلك الحرب."
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة