يبدو أن وقف إطلاق النار، هو بمثابة الأولوية القصوى التي تضعها الدولة المصرية على عاتقها في اللحظة الراهنة، لإنهاء العدوان على قطاع غزة، في ظل العديد من المعطيات، أبرزها أن التصعيد المستمر لم يجدى نفعا، سواء فيما يتعلق بأهداف إسرائيل المعلنة، والتي تدور في معظمها حول احتواء الخطر القادم من الفصائل الفلسطينية في غزة، مع استمرار العمليات التي تقوم بها، والتي أسفرت عن مقتل ما يقرب من 500 جندي إسرائيلي.
وقدم "تليفزيون اليوم السابع" تغطية جديدة من إعداد إسلام شيبة، وتقديم أحمد الجعفري، حول الموقف المصري الثابت تجاة الأوضاع الراهنة في قطاع غزة، واستعرضت التغطية، بيانات الجيش، أو حتى الأهداف الأخرى التي تجلت مع تصاعد الدعوات المشبوهة التي تبناها الاحتلال منذ بداية العدوان، والقائمة في الأساس على تصفية القضية الفلسطينية عبر إخلاء الأرض من أهلها.
واذا نظرنا إلى مراحل الصراع، نجد أن ثمة انتقالا بين الأولويات التي تبنتها الدولة المصرية مع كل مرحلة، عبر حشد التوافقات الدولية عليها، والتي نجحت في تجريد الجانب الإسرائيلي مما حظى به من شرعية في اللحظة الأولى من العدوان، بدءً من تقويض دعوات التهجير، خلال قمة القاهرة للسلام، جنبا إلى جنب مع الضغط من أجل تمرير المساعدات الإنسانية لسكان غزة، مرورا بالدعوة العالمية إلى التهدئة، بعدما تذرع حلفاء الدولة العبرية بأحقيتها في "الدفاع عن النفس" لتبرير العدوان الغاشم على القطاع، وصولا إلى الهدنة المؤقتة، لتبادل الأسرى، والتي دامت لأسبوع، في اختراق كبير للموقف الإسرائيلي المتعنت، وحتى التحول إلى وقف إطلاق النار، والذي أصبح بمثابة الشغل الشاغل للقيادة المصرية في اللحظة الراهنة، عبر دبلوماسية "التوافقات" التي تبنتها منذ بداية الأزمة الحالية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة