- مكتب الإعلام الحكومى في غزة يوثق اعتداءات بحق الشهداء
- المرصد الأورومتوسطى: الاحتلال يسرق القلوب والأكباد والكلى وقواقع الآذان وقرنيات العيون ويجبر أهل غزة على دفن الجثث دون فحص
- مدير مستشفى يوسف النجار في رفح لـ"اليوم السابع": وجدنا 17 جثمانا دون رأس وأخرى انتزعت فروة الرأس عن الجمجمة
- مدير نادى الأسير الفلسطينى: قتلوا 350 أسيرا وما زالوا يحتجزون جثامينهم.. ونطالب المجتمع الدولى بالتحقيق
- الاحتلال يمتلك أكبر بنك للجلد فى العالم ومسؤولون إسرائيليون يعترفون بسرقة الأعضاء من جثث الأسرى الفلسطينيين
- حاخام يهودى يعترف بالتجارة فى أعضاء الشهداء.. وقصة جثة الشهيد بلال غانم ووسرقة أعضائه وإجبار أهله على دفنه ليلا
- مدير عام مكتب الاعلام الحكومى في القطاع لـ"اليوم السابع": وثقنا جريمة سرقة أعضاء الشهيد عماد شاهين وتسلمنا الجثمان بعد عام واكتشفنا تمزق جسده وإعادة خياطته من أعلى الصدر إلى أسفل البطن بالكامل
- أطباء مصريون يشرحون لـ"اليوم السابع" كيفية استغلال إسرائيل جثامين شهداء فلسطين كقطع غيار للصهاينة.. ويؤكدون: الأعضاء تظل حية 8 ساعات بعد الوفاة والجلد البشرى يدخل فى الكثير من الاستخدامات الطبية
تتجاوز الجرائم الوحشية التى ترتكبها دولة الاحتلال الإسرائيلى كل الحدود، فلا تكتفى قوات الاحتلال بعمليات الإبادة الجماعية التى ترتكبها ضد الشعب الفلسطينى ليل نهار، ولكنها تجاوزت ذلك لتطال جرائمها الوحشية البشعة جثث الشهداء، وهو ما كشفه المكتب الإعلامى الحكومى بغزة قبل ساعات، حيث أدان ما بدر من قوات جيش الاحتلال «الإسرائيلى» من أفعال غير إنسانية وانتهاك لحرمة 80 جثمانا للشهداء الفلسطينيين ، لسرقة أعضائهم والتمثيل بجثامينهم، وتسليمها «مشوهة»، كدليل جديد على انتهاك جيش الاحتلال كل الأعراف والحرمات، ليس فقط للأحياء الصامدين، بل لأجساد الشهداء التى نهشها الأوغاد.
وكشف المكتب الإعلامى الحكومى بغزة، أن الجثامين تم تسليمها «مشوهة» من معبر كرم أبوسالم للدفن فى محافظة رفح، وكان جيش الاحتلال قد سرقها سابقا خلال مجازره التى لا تتوقف، وكشف أن الجثامين كانت فى حالة تشويه كبيرة، فتغيرت ملامحها وظهر عليها آثار النبش والانتهاك، كدليل قوى على سرقة أعضائها وجلودها، مؤكدا سرقة عدد من جثث الشهداء من قبورهم فى جباليا، فضلا عن احتجاز الاحتلال لمئات الجثامين الأخرى من قطاع غزة، وطالب المكتب الإعلامى الحكومى بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة فى اختطاف جيش الاحتلال لجثامين الشهداء والتمثيل بها، وسرقة أعضائها.
سرقة إسرائيل لأعضاء الشهداء الفلسطينيين قضية قديمة جديدة يعاد طرحها من جديد فى ظل وجود شهادات ومعلومات موثقة تثبت قيام إسرائيل بسرقة أعضاء بشرية وجلود من جثامين الشهداء الفلسطينيين سواء كانوا معتقلين أو أسرى لديها أو الشهداء الذين ارتقوا منذ بدء أحداث الحرب فى 7 أكتوبر الماضى، ورفضت إسرائيل تسليم جثامينهم إلا بعد فترة طويلة دون الكشف عن هويتهم أو الأماكن التى نقلت منها هذه الجثامين، فضلا عن وصول هذه الجثامين فى حالات صعبة للغاية فمنها ما تم فتح بطنه من الأعلى للأسفل، فضلا عن تسليم 17 جثة للجانب الفلسطينى بدون رأس وعدد من الجثث نزعت فروة الرأس من الجمجمة، ومجموعة من الأشلاء المتفرقة عبارة عن قدم أو ساق أو ذارع فقط.
وهذه الحالة التى وجدت عليها جثث الشهداء الفلسطينيين تعيد فتح ملف سرقة إسرائيل لأعضاء وجلود جثث الأسرى الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية وهى القضية التى فجرها الإعلام الإسرائيلى فى مطلع الألفية الثانية واعترفت وزارة الصحة الإسرائيلية فى 2009 بقيامها بهذا الأمر، حيث تفخر إسرائيل بأن لديها أكبر بنك للجلد البشرى فى العالم، بالرغم من أنها أقل الدول التى يقبل فيها المستوطنون على التبرع بأعضائهم، فمن أين أتى هذا الاحتياطى؟!
وينفرد "اليوم السابع" في هذا التحقيق بصور خاصة لجثامين الشهداء الفلسطينيين الذين تم سرقة أعضائهم البشرية بواسطة جيش الاحتلال الاسرائيلي حيث نقلت الجثامين عبر حاوية إلى مستشفى الشهيد محمد يوسف النجار في رفح الفلسطينية، ووثقت الجهات الرسمية في غزة حالة الجثامين خلال عملية التسليم قبل أن توارى الجثامين الثرى فى مقبرة جماعية بمنطقة تل السلطان غربي رفح.
كل هذه التفاصيل دفعتنا إلى التواصل مع كل الأطراف ذات الصلة بقضية جثامين الشهداء الفلسطينيين التى يحتجزها جيش الاحتلال الإسرائيلى وتوصلنا إلى عدد من الحقائق والشهادات الصادمة التى تتطلب تحقيقا دوليا وأمميا، وذلك للكشف عن الجريمة البشعة التى ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلى بحق جثامين الفلسطينيين منذ تسعينيات القرن الماضى وحتى اللحظة.
شهادة طبيب فلسطينى
كشف الدكتور مروان الهمص، مدير مستشفى الشهيد محمد يوسف النجار فى رفح، تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع» من غزة عن سرقة جيش الاحتلال الإسرائيلى لأعضاء الشهداء الفلسطينيين الذين سلمهم الاحتلال الإسرائيلى يوم 26 ديسمبر الجارى، مؤكدا تسلمه جثامين لشهداء فلسطينيين احتجزتها حكومة الاحتلال الإسرائيلى خلال الفترة الماضية بعد ارتقائهم بسبب العدوان الإسرائيلى المستمر.
وأكد الدكتور مروان الهمص، أن جيش الاحتلال الإسرائيلى أرسل شاحنة تحمل «حاوية» بها جثامين شهداء فلسطينيين تم احتجازهم، موضحا أن الشاحنة دخلت عبر معبر «صوفا» بين غزة وفلسطين المحتلة «أراضى 48»، مشيرا إلى أنه بمجرد فتح الحاوية انتشرت روائح صعبة للغاية، حيث تم أخذ الجثامين إلى تل السلطان غرب رفح، كاشفا عن وضع جثامين وأشلاء لجثامين فى أكياس زرقاء اللون، مضيفا: وجدنا جثثا كاملة وأنصاف جثث وعظاما لنساء وأطفال وشيوخ وشباب، ووجدنا 17 جثة لشهداء بدون رأس وجثثا انتزعت فروة الرأس عن الجمجمة كذلك نصف جسد محللا، وكل الجثث ممتلئة بالرمال ويخرج منها الدود، كما وجدنا جثثا متفحمة وبعض العظام التى لا نعرف تعود لأى جثامين، ووجدنا يدا بدون جسد وقدما بدون جسد، وساقا فقط».
وكشف مدير مستشفى الشهيد محمد يوسف النجار، عن وجود جثامين لشهداء فلسطينيين تم فتح بطونهم بشكل طولى، موضحا أن المستشفى وثق حالة الجثامين من خلال تصويرها وتوثيق وضعها بعد تسليمها، مؤكدا أن ما حدث جريمة حرب تتمثل فى احتجاز الجثامين وسرقة أعضاء بشرية للشهداء الفلسطينيين، مطالبا بمحاسبة الاحتلال الإسرائيلى، ومؤكدا أن ما شاهده شىء مرعب ومخيف ويؤكد مدى بشاعة الجرائم التى ترتكبها إسرائيل بحق الأحياء والأموات.
ولا شك أن مثل هذه الحادثة أو الجريمة «البشعة» المتكررة من قبل جيش الاحتلال، تضاف إلى سلسلة من جرائمه الوحشية التى يرتكبها يوميا فى حق أبناء الشعب الفلسطينى، ولكن مثل هذه الأحداث تطرح الكثير من التساؤلات، حول مدى أهمية «الجسد» وأعضائه بعد الوفاة، وهل يمكن الاستفادة بهذه الأعضاء بعد أن تخرج الروح من الجسد؟ وما هى الأعضاء التى يمكن الاستفادة منها فور الوفاة؟.
جثث تحللت بسبب احتجاز إسرائيل لجثامين الشهداء الفلسطينيين
من بابه لمحرابه.. جسم الانسان «ثمين»
قال الدكتور عبد الرحمن عصفور، استشارى أول جراحات الحروق والتجميل بمستشفيات التأمين الصحى، إن جسم الإنسان «غال» وثمين، وكل عضو فيه له قيمته، أثناء الحياة، وحتى بعد الممات.
وأوضح «عصفور» أن أغلب أعضاء الجسم يمكن الاستفادة بها فى الأغراض الطبية، وفى عمليات النقل وزراعة الأعضاء، فلا يقتصر الأمر على بعض الأعضاء كالقلب والكلى كما يعتقد البعض، فالقليل جدا من أعضاء الجسم غير الحيوية لا يمكن نقلها، وتظل النسبة الغالبة منها يمكن نقلها قبل الحياة، وبعد الوفاة، ولكن بشروط.
وهنا عاد الدكتور «عبدالرحمن» ليوضح أن أغلب أعضاء الجسم تنبض بالحياة حتى بعد الوفاة - لمدة محددة من الوقت - وتختلف فى الغالب تلك الفترة من جسم لآخر، ومن عضو إلى آخر، وأكد أن أشهر الأعضاء الحيوية التى يمكن نقلها من جسد «ميت»، والاحتفاظ بها، هى الكلى والقلب والكبد والرئة، شريطة عدم مرور أكثر من 6 لـ8 ساعات على الوفاة، وتوقف القلب تماما، فهذه الأعضاء يمكن أن تحتفظ بمواصفاتها وأنسجتها حية حتى مرور هذه الساعات بعد الوفاة، وتختلف إمكانية كونها «حية» من حالة لأخرى وفقا لعمر المتوفى، ولطبيعة جسده بشكل عام، ومناعته، وسلامة العضو المنقول.
أما عن الأعضاء المتبقية فى جسم الإنسان، والتى تخرج من تلك «المعادلة» فهى قليلة جدا، كالطحال والبنكرياس والرحم، والتى لا تزال الأبحاث والتجارب تدور حولها، ولم يتم نجاح نقلها إلا بتجارب لم يثبت نجاحها واعتمادها حتى هذه اللحظة.
الروح تذهب والعضو صامد
فى السياق ذاته، أكد الدكتور محسن سليمان أستاذ الأمراض الجلدية والمناعية كلية طب قصر العينى، ورئيس الجمعية المصرية لأمراض الجلدية والتناسلية أن «الجسم» غنى بالأعضاء الحيوية التى يمكن الاستفادة منها بعد الممات، وهو ما دفع الكثيرين للتفكير فى «التبرع» بالأعضاء بعد الوفاة، كالقلب والكلى والكبد، والرئتين وحتى القرنية.
وأوضح «محسن» أن أعضاء الجسم تظل «صامدة» بعد الوفاة ببضع ساعات، قد تتراوح بين الخمس ساعات، حتى السبع أو الثمانى ساعات كاملة، وبعض الأعضاء كقرنية العين على سبيل المثال، يمكن نقلها فى أى وقت من الأوقات، أثناء الحياة، وبعد الممات، لأنها لا دورة دموية بها، لذا يمكن نقلها من المتوفى والاستفادة بها على نطاق واسع، ولذلك تعد بنوك «القرنية» التى تؤخذ من العين، من أهم وأشهر بنوك الأعضاء فى العالم.
وأكد أستاذ الجلدية، أن حتى الجلد البشرى والنخاع الشوكى يمكننا الاستفادة به فى أغراض طبية وعمليات الزرع، مؤكدا أن هناك «بنكا» مستقلا لكل عضو من أعضاء جسم الإنسان، ويتم حفظ كل عضو بتقنيات محددة وتحت درجات حرارة منخفضة للغاية، تصل حد الـ200 درجة تحت الصفر فى بعض الأحيان، وفى ظروف معملية شديدة التعقيد، للحفاظ على العضو حى للاستفادة منه مستقبلا.
اتهام رسمى فلسطينى فى غزة لجيش الاحتلال بسرقة الأعضاء
من جانبه، أكد المتحدث باسم الصحة الفلسطينية فى غزة الدكتور أشرف القدرة أن الوزارة لم تتلقّ أى تفاصيل حول ما تم مع الشهداء الذين سلمتهم إسرائيل جثامينهم بعد احتجاز دام حوالى ثلاثة أشهر، موضحا أن الوزارة لا تعرف ظروف استشهاد هؤلاء ومن أى مكان تم جلبهم وكيفية استشهادهم، مشيرا إلى أن الجثث التى وصلت عبارة عن جثث أشلاء محللة أو غالبيتها مشوه.
واتهم «القدرة» فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع» الاحتلال الإسرائيلى بحرمان المواطنين الفلسطينيين من حقهم فى التعرف على شهدائهم وتكريمهم بالدفن، مؤكدا أن الاحتلال الذى يقوم بهذه الإبادة الجماعية بقتل الأطفال والنساء من السهل عليه التمثيل بالجثث وسرقة أعضائها.
الدكتور أشرف القدرة
كما أكد مدير عام المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة إسماعيل الثوابتة، أن جيش الاحتلال سلم الجثامين مجهولة الهوية ورفض تحديد أسماء هؤلاء الشهداء كما رفض تحديد الأماكن التى سرقها منها، وبعد معاينتها تبين أن ملامح الشهداء مُتغيرة بشكل كبير فى إشارة واضحة إلى سرقة الاحتلال لأعضاء حيوية من أجساد هؤلاء الشهداء.
وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلى كرر هذه الجريمة أكثر من مرة خلال حرب الإبادة الجماعية، كما قام سابقا بنبش قبور فى جباليا وسرق بعض جثامين الشهداء، إضافة إلى أنه لا يزال يحتجز لديه عشرات الجثامين لشهداء من قطاع غزة، مطالبا بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة للتحقيق فى اختطاف جيش الاحتلال لجثامين الشهداء وسرقة أعضائهم.
وعبر «الثوابتة» عن دهشته من المواقف الصامتة للمنظمات الدولية التى تعمل فى قطاع غزة مثل منظمة الصليب الأحمر تجاه مثل هذه الجرائم الفظيعة التى يرتكبها جيش الاحتلال.
وشدد على ضرورة أن يكون للصليب الأحمر دور فى توثيق كيفية استلام هذه الجثث ووصف حالتها، ومطالبة الجانب الإسرائيلى بمعرفة مكان سرقتها، وإذا حدثت تغيرات عليها وهل كانت معها متعلقات شخصية؟ أم لا؟ بالإضافة إلى تحديد أسماء الضحايا الذين يتم احتجاز جثامينهم لدى جيش الاحتلال، مضيفا: الصليب لم يقم بذلك ولم يفصح عن ذلك، وهذه مشكلة لديه يجب عليه أن يتداركها وأن يقدم تقارير مفصلة عن ذلك.
ولفت «الثوابتة» إلى أن الاحتلال الاسرائيلى حينما أعاد الجثامين الثمانين الثلاثاء الموافق 26 ديسمبر 2023، تعمد أن تبقى هذه الجثامين عنده فترة طويلة، حتى تميل إلى الذوبان أو إلى الاقتراب من التحلل، مرجحا أن يكون الاحتلال الإسرائيلى سرق أعضاء هؤلاء الشهداء ثم أغلق أجسادهم، وتعمد تأخير تسليمها إلى حين اهترائها، مؤكدا ظهور ندوب وتمزيق واضح على الجثامين، وأن كل جثمان يختلف تمزيقه عن الآخر، مضيفا: نحن لا نستبعد مطلقا أن يكون الاحتلال سرق منها أعضاء حيوية على غرار القرنيات والجلد وصمامات القلب والعظام وغيرها، مؤكدا أن ذلك تكرر مع عشرات الأسرى والمعتقلين فى سجون الاحتلال الإسرائيلى.
وتابع الثوابتة قائلا: كنت شاهدا على اختطاف جيش الاحتلال «الإسرائيلى» لجثمان الشهيد الفلسطينى عماد خليل إبراهيم شاهين من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، حيث قام الاحتلال بتسليم جثمانه بعد سنة كاملة من استشهاده، حيث قتلوه ثم سلموا جثمانه بعد سنة، وعندما ذهبنا لاستلام الجثمان، فوجئنا أن جسده مثلج ولا يمكن أن يذوب الثلج عنه إلا بعد 3 أيام كما أخبر الطبيب، لأننا شككنا وقتها بسرقة أعضائه الداخلية، حيث إن جسده كان ممزقا وقام الاحتلال بإعادة خياطته من أعلى الصدر إلى أسفل البطن بالكامل، وهذا مؤشر واضح على سرقة الأعضاء الداخلية من الشهيد كما قال شقيقه الأكبر.. لذلك طالبنا بتحقيق دولى مستقل تماما فى هذا الموضوع.
إسماعيل الثوابتة
من جانبه، أكد رامى عبده، رئيس المرصد الأور ومتوسطى لحقوق الإنسان أنهم يتابعون ما ورد إليهم من سرقة أعضاء من جثامين شهداء فلسطينيين، وأن عملية تسليم الجثامين فيها حط من الكرامة الإنسانية بأن تؤخذ الجثث دون إبلاغ ذويها ودون الإدلاء بأى معلومات بخصوص الأماكن التى سرقت منها إسرائيل هذه الجثامين وهذا انتهاك لاتفاقيات جنيف الرابعة والبروتوكولات الملحقة، داعيا إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة فى احتجاز الجيش الإسرائيلى جثث عشرات القتلى الفلسطينيين خلال حربه على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضى، وشبهات سرقة أعضاء منها.
ووثق المرصد الأور ومتوسطى، احتجاز جيش الاحتلال الإسرائيلى جثث قتلى من مجمع الشفاء الطبى فى غزة، والمستشفى الإندونيسى فى شمال القطاع، وأخرى من محيط ممر النزوح إلى وسط وجنوب القطاع الذى خصصه على طريق صلاح الدين الرئيسى، مضيفا: عمد جيش الاحتلال كذلك إلى نبش مقبرة جماعية جرت إقامتها قبل أكثر من عشرة أيام فى إحدى ساحات مجمع الشفاء الطبى واستخراج جثث القتلى منها واحتجازها.
وأشار إلى أنه بينما جرى الإفراج عن عشرات الجثث عبر تسليمها إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر التى تولت بدورها نقلها إلى جنوب قطاع غزة لإتمام عملية الدفن، فإن الجيش الإسرائيلى لا يزال يحتجز جثث عشرات قتلى آخرين.
وأثار المرصد الأورومتوسطى شبهات سرقة أعضاء من جثث قتلى، بينها ملاحظات أدلى بها أطباء فى غزة أجروا فحصا سريعا لبعض الجثث بعد الإفراج عنها ولاحظوا سرقة أعضاء مثل قرنية العين وقوقعة الأذن، وأعضاء حيوية أخرى مثل الكبد والكلى والقلب.
وقال أطباء يعملون فى عدة مستشفيات غزة لفريق الأور ومتوسطى، إن الكشف الظاهرى الطبى الشرعى لا تكفى لإثبات أو نفى سرقة الأعضاء، لا سيما فى ظل وجود تداخلات جراحية سابقة لعدة جثث.
وذكر هؤلاء أنه كان من المستحيل عليهم إجراء فحص تحليلى دقيق لجثث القتلى التى كانت محتجزة لدى الجيش الإسرائيلى تحت الهجمات الجوية والمدفعية المكثفة واستمرار تدفق الجرحى لكنهم رصدوا عدة علامات باحتمال سرقة أعضاء.
ولجات إسرائيل فى السنوات الأخيرة إلى إضفاء صبغة قانونية تتيح بلورة مسوغات لاحتجاز جثث القتلى الفلسطينيين وسرقة أعضائهم، منها قرار المحكمة العليا فى إسرائيل الصادر عام 2019 الذى يتيح للحاكم العسكرى احتجاز الجثث ودفنهم مؤقتا فيما يعرف بمقابر الأرقام، وقد سن الكنيسيت الإسرائيلى «البرلمان» نهاية عام 2021 تشريعا قانونيا يخول للشرطة والجيش الاحتفاظ برفات شهداء فلسطينيين.
وفى السنوات الأخيرة، نقلت تقارير صحفية إسرائيلية عن استغلال غير قانونى لجثث قتلى فلسطينيين محتجزة لدى إسرائيل يشمل سرقة أعضاء منها واستخدامها فى مختبرات كليات الطب فى الجامعات الإسرائيلية.
وأكد المرصد الأورومتوسطى أن إسرائيل التى تعد الدولة الوحيدة التى تحتجز جثث القتلى وتمارس ذلك بوصفه سياسة ممنهجة، وتصنف كأكبر مركز عالمى لتجارة الأعضاء البشرية بشكل غير قانونى، تكتفى بتبرير سياسة احتجاز الجثث بأنه «محاولة للردع الأمنى» متجاهلة المواثيق والاتفاقيات الدولية التى تحظر ذلك.
وشدد على وجوب إلزام إسرائيل بقواعد القانون الدولى التى تنص على ضرورة احترام جثث القتلى وحمايتها أثناء النزاعات المسلحة، فيما تشدد اتفاقية جنيف الرابعة على ضرورة اتخاذ أطراف النزاع كل الإجراءات الممكنة لمنع سلب الموتى وتشويه جثثهم، موضحا أن رفض تسليم جثث القتلى لعوائلهم لدفنها بكرامة وتبعا لمعتقداتهم الدينية، قد يرقى إلى مستوى العقاب الجماعى المحظور فى المادة 50 من لوائح لاهاى، والمادة 33 من معاهدة جنيف الرابعة.
تنص المادة 130 فى اتفاقية جنيف المؤرخة عام 1949م على أن «السلطات الحاجزة أن تتحقق من أن المعتقلين الذين يتوفون أثناء الاعتقال يدفنون باحترام، وإذا أمكن طبقا لشعائر دينهم، وأن مقابرهم تحترم، وتصان بشكل مناسب، وتميز بطريقة تمكن من الاستدلال عليها دائما، يدفن المعتقلون المتوفون فى مقابر فردية، إلا إذا اقتضت ظروف قهرية استخدام مقابر جماعية، ولا يجوز حرق الجثث إلا لأسباب صحية حتمية أو إذا اقتضى دين المتوفى ذلك أو تنفيذا لرغبته الصريحة، وفى حالة الحرق يبين ذلك مع ذكر الأسباب التى دعت إليه فى شهادة وفاة الشخص المعتقل، وبمجرد أن تسمح الظروف، وبحد أقصى لدى انتهاء الأعمال العدائية، تقدم الدولة الحاجزة، عن طريق مكاتب الاستعلامات المنصوص عنها فى المادة 136، إلى الدول التى يتبعها المعتقلون المتوفون، قوائم تبين المقابر التى دفنوا فيها، وتوضح هذه القوائم جميع التفاصيل اللازمة للتحقق من هوية المعتقلين المتوفين ومواقع المقابر بدقة».
تشدد المادة 131 من الاتفاقية ذاتها، على ضرورة أن «تجرى الدولة الحاجزة تحقيقا عاجلا بشأن أى وفاة أو إصابة خطيرة تقع لشخص معتقل أو يشتبه فى وقوعها بفعل حارس أو شخص معتقل آخر أو أى شخص آخر، وكذلك كل وفاة لا يعرف سببها، ويرسل إخطار عن هذا الموضوع فورا إلى الدولة الحامية، وتؤخذ أقوال الشهود، ويحرر تقرير يتضمن هذه الأقوال ويرسل إلى الدولة الحامية، إذا أثبت التحقيق إدانة شخص أو أكثر، تتخذ الدولة الحاجزة جميع الإجراءات القضائية لمحاكمة المسؤول أو المسؤولين».
تحدث «اليوم السابع» إلى الصليب الأحمر فى قطاع غزة بالتواصل مع هشام مهنا وهو المتحدث الرسمى باسم الصليب الأحمر للوقوف على تفاصيل الواقعة ودور الصليب الأحمر بالخصوص ورد بالقول: «لم يكن للجنة الدولية دخل فى موضوع استرجاع الجثامين الـ 80 لغزة وليست لدينا معلومات حول الأوضاع، حال توافر أى معلومات لدينا سنطلعكم على التفاصيل».
فيما تواصل «اليوم السابع» مع المكتب الإعلامى لمنسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام فى الشرق الأوسطتور وينسلاند بمدينة القدس المحتلة، وذلك للحصول على تعقيب على جريمة الاحتلال الإسرائيلى بسرقة أعضاء الشهداء الفلسطينيين إلا أنه تحفظ على التعليق حتى كتابة هذه السطور.
فى عام 2008 نشرت شبكة «CNN» الأمريكية تحقيقا يظهر أن إسرائيل تعتبر أكبر مركز عالمى لتجارة الأعضاء البشرية بشكل غير قانونى، وأنها تورطت بسرقة أعضاء داخلية من جثث فلسطينيين بغرض الاستفادة منها بشكل غير شرعى.
وفى كتابها «على جثثهم الميتة»، كشفت الطبيبة الإسرائيلية «مئيرة فايس» عن سرقة أعضاء من جثث قتلى فلسطينيين لزرعها فى أجساد مرضى يهود، واستعمالها فى كليات الطب فى الجامعات الإسرائيلية لإجراء الأبحاث عليها.
لكن الأخطر من ذلك ما أقر به «يهودا هس» المدير السابق لمعهد أبوكبير للطب الشرعى فى إسرائيل، بشأن سرقة أعضاء بشرية وأنسجة وجلد لقتلى فلسطينيين فى فترات زمنية مختلفة، دون علم ذويهم.
وكانت إسرائيل قد اعترفت بنزع أعضاء بشرية من جثث الموتى الفلسطينيين، وغيرهم دون موافقة ذويهم، وهى الممارسة التى قالوا إنهم انتهوا من القيام بها فى التسعينيات. وجاء الاعتراف من قبل الرئيس السابق لمعهد الطب الشرعى فى تل أبيب.
وقالت القناة الثانية الإسرائيلية إنه خلال التسعينيات قام معهد أبوكبير بنزع الجلد وقرنيات العين وصمامات القلب والعظام من جثث جنود ومواطنين إسرائيليين وعمال فلسطينيين وأجانب، وغالبا دون الحصول على إذن من أقاربهم، وأكد الجيش الإسرائيلى أن الممارسة حدثت بالفعل لكنهم توقفوا عنها منذ عقد من الزمان.
جثث شهداء غزة محللة بعد سرقة إسرائيل لأعضاء بشرية
كانت صحيفة أفتونبلادت السويدية قد كشفت عام 2009 فى تحقيق مطول قيام القوات الإسرائيلية بإلقاء القبض على شباب فلسطينى من الضفة الغربية وقطاع غزة وحينما تمت إعادة جثته لأسرته كانت هناك أعضاء ناقصة بها.
وتعود الواقعة إلى قصة الشهيد الفلسطينى الشاب بلال أحمد غانم، 19 عاما فى تسعينيات القرن الماضى وهو ينحدر قرية إماتينشرق قلقيلية بالضفة الغربية، ورغم أن جميع سكان القرية كانوا على يقين بأن أعضاءه سرقت عند تشريح جثته فى مستشفى إسرائيلى، إلا أن التقرير الذى نشره الصحفى السويدى أقنع العائلة بطلب العدالة الغائبة منذ سنوات طويلة، وعدم الاكتفاء بالصمت.
يقول شقيق الشهيد بلال غانم «الذى كان عمره فى ذلك الوقت 16 عاما» إنه رغم محاولة العائلة إثارة القضية بشكل كبير بهدف الحصول على دعم رسمى وحقوقى، إلا أن الاهتمام بها ما زال دون المستوى، مؤكدا أن اليقين الذى تكون لدى العائلة منذ لحظة تسلمها جثمان بلال وحتى اليوم حول سرقة أعضائه تأكد بعد الاعترافات التى أدلى به حاخام إسرائيلى بأنه قام بنفسه بالتجارة فى أعضاء فلسطينيين وبتبييض أموال، بحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية فلسطينية.
وحول أسباب الاعتقاد بسرقة أعضاء الشهيد، يقول شقيقه إن تعامل الجيش الإسرائيلى مع الحالة كانت مثيرة للشك منذ اللحظة الأولى لاستشهاد بلال فى مواجهات مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلى.
وأطلق الجيش الإسرائيلى الرصاص على الشاب بلال غانم وأصابه فى بطنه وقدميه، وكانت ظروف استشهاده واضحة لا يشوبها أى غموض يستدعى التشريح، إلا أنه وحسب شقيقه قام الجيش الاسرائيلى باستدعاء مروحية ونقله إلى مستشفى إسرائيلى.
وبعد نحو أسبوع على استشهاده، أبلغ جيش الاحتلال الإسرائيلى عائلة الشهيد بنيته تسليم الجثة ولكنه اشترط عليها عدم تنظيم جنازة، وأجبرها على دفنه بحضور عدد محدود جدا من رجال العائلة، وفى ساعة متأخرة من الليل حيث فرض حظر التجول على القرية.
وعند تسلمهم الجثمان، أكد شقيقه أنه كان مفتوحا من أعلى الرأس إلى أسفل البطن، وعندها فقط علمت العائلة بأن الجثة أخضعت للتشريح دون موافقتهم.
وحاول جيش الاحتلال الإسرائيلى إرغام العائلة على التوقيع على الموافقة على تشريح الجثة إلا أنها رفضت، بسبب إدراكها التام بأن أعضاء ابنها سرقت.
وأنهى شقيق الشهيد غانم حديثه للإعلام الفلسطينى بالقول: «نحن مستعدون اليوم للموافقة على إعادة فتح قبر الشهيد رغم صعوبة الأمر على العائلة، ولكن طلبا للعدالة ولإنصاف الشعب الفلسطينى، لأننا نعلم أن بلال ليس الوحيد الذى تعرض لهذه المأساة».
وكان الأمين العام لمجلس الوزراء الفلسطينى فى رام الله حسن أبو لبدة قد صرح فى عام 2009 أنه تم تشكيل لجنة من وزراء الداخلية والخارجية والصحة للتحقيق فى قضية الشهيد بلال غانم، وبالبحث والمتابعة لم يتم إصدار أى تحقيق رسمى فلسطينى حول هذه الواقعة.
تاريخ إسرائيل الأسود فى سرقة أعضاء الأسرى
كشف مدير نادى الأسير الفلسطينى عبدالله الزغارى عن احتجاز الاحتلال الإسرائيلى لجثامين شهداء ارتقوا داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية، مشيرا إلى توثيقهم لتعرض بعد الحالات لاعتداءات بالضرب أو القتل أو الجرائم الطبية قبل استشهادهم، وآخرهم ستة شهداء وعشرات الفلسطينيين الذى ارتقوا ولا يزال الاحتلال يحتجز الجثامين، مضيفا : 350 شهيد استشهدوا برصاص الاحتلال ويتم احتجاز جثامينهم حتى اللحظة وهو ما يؤكد سرقة الاحتلال لأعضاء الشهداء وهو سبب احتجاز الجثامين لفترة طويلة جدا».
وأوضح «الزغاري» فى تصريحات خاصة لـ»اليوم السابع» أن منظومة الاحتلال الاسرائيلى تتصرف ضمن سلوك عدوانى انتقامى من خلال هذا العدوان الهمجى على الفلسطينيين، واصفا إسرائيل بـ»العصابة» التى تستهدف المدنيين منذ أكثر من 75 عاما وحتى الآن، مشيرا إلى جريمة قتل الاحتلال الإسرائيلى للأسير الفلسطينى ثائر أبو عصب على يد السجان الإسرائيلى.
وأشار إلى استشهاد عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين داخل معسكرات لجيش الاحتلال الإسرائيلى فى النقب ولم يفصح عنها حتى الآن، مؤكدا أن الاحتلال الاسرائيلى مارس القتل والاعدام واحتجاز جثامين الأسرى وسرق أعضائهم، مؤكدا وجود اعترافات من متخصصين إسرائيليين باللجوء لاختبارات بأعضاء الأسرى بعد قتلهم.
عبد الله الزغاري مدير نادي الأسير الفلسطيني
من جانبه، اتهم الحقوقى صلاح عبدالعاطى رئيس الهيئة الدولية لدعم الشعب الفلسطينى قوات الاحتلال بتعمد تجريف مقابر الشهداء الفلسطينيين فى غزة بما فيها المقابر الجماعية بالمستشفيات، مؤكدا أن سرقة الجثامين والأعضاء من الشهداء جريمة حرب وفق قواعد اتفاقية جنيف، مشيرا إلى تسليم إسرائيل لجثامين الشهداء مشوهة ولا يمكن التعرف عليها ما أدى لدفنها فى مقبرة جماعية وسيتم إضافتهم لخانة المفقودين لعدم معرفة هويتهم، واصفا ذلك بـ«الانتهاك الجسيم» الذى يتطلب التحقيق فيه وضمان الضغط على دولة الاحتلال لتقديم كل المعلومات المطلوبة، وكذلك استمرار الضغط الدولى لوقف العدوان الإسرائيلى المستمر على غزة وضرورة مساءلة إسرائيل على هذه الجرائم.
هذه الجرائم «المشينة» من قبل الاحتلال الإسرائيلى، تعيد إلى الاذهان التقارير الإسرائيلية التى كانت قد أثارت قضية «بنك الجلود البشرية الإسرائيلى» الذى يعد الأكبر فى العالم - باعترافهم - والذى يحتوى على كميات وأمتار كبيرة من الجلود البشرية، فهل يمكن أن يكون الجلد البشرى له فائدة بعد وفاة صاحبه؟!
«اليوم السابع» تابع القضية، وبحث مع الأطباء والباحثين أهمية الجلد البشرى واستخداماته، وفوائده العظيمة فى عمليات الحروق والتشوهات والحوادث، وخلص إلى أن الجلد البشرى «منتج» للبيع مهم ويدخل فى الكثير من الاستخدامات الطبية.
وقال الدكتور عبدالرحمن عصفور، استشارى جراحة التجميل والحروق والليزر مستشفيات التأمين جامعة القاهرة، وعضو الجمعية المصرية للتجميل والإصلاح، فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع»، إن الجلد البشرى هو أكبر عضو من حيث المساحة فى جسم الانسان، يحميه من التلف والالتهاب والميكروبات والتلوث، ويغطى الأعصاب الطرفية، وله الكثير من الاستخدامات العلمية، فهو عنصر مهم وحيوى وقد تتوقف عليه حياة مريض بين «الحياة والموت»، ومن هنا جاءت أهميته وإنشاء بنوك خاصة للحفاظ عليه صالحا لفترات ليست بقصيرة.
وتابع استشارى التجميل مؤكدا على أن استخدامات الجلد البشرى متنوعة ولا حصر لها، فهو العنصر الأهم فى عمليات «الترقيع»، خاصة لمصابى الحروق والحوادث، وحالات فقدان الجلد المختلفة نتيجة العلاج الإشعاعى لبعض حالات السرطان، وآثار الجروح العميقة، ويستخدم كغطاء كبير لمساحات الحروق الكبيرة، وحالات السرطانات الخبيثة، والالتهابات الملوثة والقرح الشديدة، والقدم السكرى المتضرر، وهنا قد تتم إزالة الجلد المتضرر وإبداله بآخر جيد وسليم.
أما الحلول الأخرى التى ما زالت تحت الدراسة والتجارب حسب تأكيد دكتور عبدالرحمن، فتلك التى تتعلق بنقل الجلد من شخص حى إلى آخر متضرر، ولكنه ليس من الأقرباء من الدرجة الأولى، أى من «الغرباء»، أو كذلك الاستعانة بجلد شخص «ميت»، إلى آخر حى متضرر لإنقاذ حياته، وهذه المحاولات ما زالت تحت البحث والتجارب فى العديد من دول العالم المتقدمة فى مجال جراحات الجلد والحروق، وذلك لندرة فرص قبول الجسم المتضرر لمثل هذه الأنسجة الغريبة عليه.
وعن إمكانية استخدام جلد «الميت» لإنقاذ متضرر حى، قال الدكتور «عبدالرحمن» إنه يمكن الاستفادة بالفعل من جلد الشخص «الميت»، شريطة أن تتم إزالة الجلد عنه فور وفاته من 3 إلى 6 ساعات بحد أقصى، يكون فيها الجلد ما زال «حيا» فى بعض الحالات وليست جميعها، وبعد مرور الست ساعات تقريبا يتعرض الجلد للتجمد والتصلب نتيجة توقف وصول الدم للخلايا فتضمر وتموت ويتحول الى حالة «اسمرار الجلد» أو بالمعنى الدارج «الغرغرينا»، وقد يصل الجلد لهذه الحالة فور الوفاة ولا يصمد حتى مرور هذه الساعات السالفة الذكر.
جثث محللة لشهداء غزة بعد سرقة إسرائيل للأعضاء
بنوك الجلد العالمية وتقنية نزع جلود الموتى
وعن تقنية نزع جلد «الميت»، قال الدكتور حازم إن الجراحين المتخصصين يقومون بتقشير الطبقتين السطحيتين من الجلد «الأولى والوسطى» باستخدام سكينة «الترقيع»، فور الوفاة، وتؤخذ سريعا للتعقيم فى ثلاجات «الجلد» لتحفظ تحت درجات حرارة معينة، وبتقنيات كثيرة ومعقدة للغاية، لحين نقلها واستخدامها لجسم متضرر يحتاجها»، مؤكدا أن هذه العمليات تشهد اختبارات عديدة فى دول العالم المتقدم حاليا، وأن استخدام الجلد من شخص «ميت» تكون لإنقاذ الحياة السريع.
أما عن استخدامات جلود «الموتى»، فحدثنا الدكتور محمد سويد استشارى جراحات التجميل والحروق ورئيس قسم الحروق مستشفى رأس التين العام، مؤكدا أنه فى الدول المتقدمة وفى مجال الحروق وبالأخص فى «الصين»، يتم إجراء التجارب البحثية على جلود «الموتى» للعديد من الاستخدامات الجراحية البشرية، وكذا جلود الحيوانات، بأخذ عينات بسيطة منها لتخليقها معمليا ومعالجتها، وإضافة السليكون وتعقيمها، وتختلف استخداماتها كـ «منتجات» وليس لنقلها المباشر للمريض المتضرر كما فى عمليات الترقيع المعروفة الشائعة.
وأوضح أن المنتجات المخلقة من جلود «الموتى» تستخدم بأشكال عدة وكثيرة، كزرعها فى جسم شخص متضرر للمساعدة فى إنبات خلايا جديدة، ولكن تحتاج أيضا بعد ذلك لتغطيتها بطبقة أخرى من الجلد السليم من الشخص «المتضرر» نفسه، ولكن، أكد «سويد» على أنه لا تقنية محددة أو ثابتة أو معتمدة فى هذا الصدد حتى الآن.
وعن إمكانية استخدام جلود «الموتى» فى أغراض طبية، قال الدكتور محسن سليمان أستاذ الامراض الجلدية والمناعية قصر العينى، ورئيس الجمعية المصرية لأمراض الجلد، خلال تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع» أنه ومنذ أكثر من 25 عاما، وتلك التجارب البحثية على جلود «الموتى» يتم إجراؤها واختبارها، وتشهد إسرائيل العديد من التجارب والاختبارات فى هذا المجال حيث تمتلك أحد أكبر بنوك الجلد فى العالم.
وفى العام 1986، أنشئ بنك الجلد فى إسرائيل بمشاركة من الجيش ووزارة الصحة والهدف منه توفير الجلد للمصابين فى حالات الحروق او العمليات العسكرية او الكوارث الطبيعية.
وتم إنشاء وحدة خاصة فى الجيش الإسرائيلى للتعامل مع الموضوع وعمل أطباؤها فى المعهد.
كان وزير شؤون الأسرى فى السلطة الفلسطينية عيسى قراقع، قد أكد أن إسرائيل تحتجز جثث الفلسطينيين من أجل نزع أعضائها وإجراء التجارب عليها، وإخفاء جثثهم فى مقابر سرية، ودعا إلى التحرك ضد إسرائيل على المستوى القانونى، مؤكدا وجود العديد من الشهادات والأدلة التى تشير إلى أن الشهداء الفلسطينيين أعيدوا إلى ذويهم عندما تم نزع أعضائهم من أجسادهم.
وشدد على ضرورة البدء بجمع المعلومات والأدلة والشهادات والتقارير الطبية للخطوة التالية، وهى رفع دعوى قضائية ضد حكومة إسرائيل فى المحاكم الدولية، بسبب جرائم الحرب اللاإنسانية التى ترتكبها حتى ضد الموتى، مضيفا: من حق الفلسطينيين إلقاء اللوم على إسرائيل، حيث إن الاحتفاظ بالجثث يكون لغرض انتزاع أعضائها أو إجراء تجارب طبية عليها، ودفنها فى مقابر سرية هو محاولة لإخفاء علامات الجريمة، وإخفاء آثار الجريمة.
وتعيد إسرائيل الجثث بعد سنوات طويلة وهى تراب، وليس من الواضح ما الذى حدث لأصحابها عندما قُتلوا، ولا توجد مقابر سرية فى أى دولة فى العالم، باستثناء إسرائيل.
الحافلة التي أرسلها الاحتلال لمدينة رفح الفلسطينية لتسليم جثامين شهداء غزة بعد سرقة أعضائهم
هذه الحقائق والشهادات التى وثقتها «اليوم السابع» فى هذا التحقيق يتطلب ضرورة أن تتحرك المنظمات الحقوقية والأممية ذات الشأن، وممارسة الضغط على المجتمع الدولى لإجبار إسرائيل على الإفصاح عن حقيقة ما تقوم به داخل سجونها ومعتقلاتها ومستشفياتها التى تفرض عليها رقابة كأنها «ثكنة عسكرية».. هذه الشهادات والحقائق الموثقة نخاطب بها الضمير الإنساني الحر ليتم التحقيق فى هذه الوقائع بأسرع وقت ممكن وإطلاع دول العالم على نتائج هذه التحقيقات وتتم ملاحقة المتورطين.
عملية دفن جثامين شهداء غزة
الحاوية التي نقلت جثامين الشهداء من إسرائيل لمدينة رفح الفلسطينية
جرافة تنقل جثامين شهداء غزة إلى مقبرة جماعية في رفح
دفن شهداء غزة في مقابر جماعية بتل السلطان في رفح
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة