قلق متزايد إزاء الوضع في جنوب لبنان، مع تصاعد الهجمات الإسرائيلية على مناطق تتجاوز منطقة الحدود اللبنانية الإسرائيلية، حيث شن الطيران الحربي الإسرائيلي 3 غارات جوية مستهدفا منطقة خلة وردة عند أطراف بلدة عيتا الشعب الحدودية جنوب لبنان.
يأتي ذلك، بينما أعلن حزب الله اللبناني أن غارة إسرائيلية استهدفت منزلا أمس في بنت جبيل جنوب لبنان أدت إلى مقتل أحد عناصره، في حين أفادت وسائل إعلام رسمية بمقتل اثنين من أقاربه معه أيضا، يحملان الجنسية الأسترالية، وأن الحزب رد بإطلاق صواريخ نحو إسرائيل.
وفى إطار التصعيد أكدت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل"، إصابة جندي من قوات حفظ السلام، بعد أن تعرضت دورية تابعة لليونيفيل مساء أمس لهجوم من قبل مجموعة من الشباب في بلدة "الطيبة" بالقطاع الأوسط في الجنوب اللبناني، كما تضررت سيارة في الحادث.
وذكرت "اليونيفيل" ، في بيان له أمس الخميس، "أن الاعتداءات على الرجال والنساء الذين يخدمون قضية السلام ليست فقط مدانة، ولكنها تشكل أيضاً انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 والقانون اللبناني".
وشددت على أن حرية حركة قوات حفظ السلام أمر حيوي خلال عملها على استعادة الأمن والاستقرار على طول الخط الأزرق، وهو خط وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل.
ودعت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل" السلطات اللبنانية إلى إجراء تحقيق كامل وسريع وتقديم جميع الجناة إلى العدالة، مؤكدين أن حفظة السلام التابعين لليونيفيل لا يزالون يتابعون مهامهم، وسيواصلون عملهم الأساسي في المراقبة ووقف التصعيد.
دفع هذا التصعيد نجيب ميقاتى رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية لمطالبة كل من بريطانيا و فرنسا، بالضغط على إسرائيل لوقف الهجمات.
وفى هذا السياق، بحث ميقاتى هاتفيا مع وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا ملف جنوب لبنان ، مطالبا بالضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها المتمادية، معربا عن قلقه بشأن تصاعد العدوان الإسرائيلى على جنوب لبنان واستهداف المدنيين.
واعتبر ميقاتي أنه "من شأن هذا التمادي في الاعتداءات أن يدخل لبنان في مواجهة شاملة قد تطال كل دول المنطقة بحسبما جاء في بين صادر عن رئاسة مجلس الوزراء اللبناني.
مباحثات لبنانية بريطانية
ومن جهة أخرى، طالب رئيس الحكومة خلال اجتماع مع وزير خارجية بريطانيا ديفيد كاميرون ، بـ"وقف العدوان الاسرائيلي على غزة وجنوب لبنان"، معتبرا أن "استمرار الاستفزازات الاسرائيلية في الجنوب قد يؤدي الى تدهور الاوضاع واندلاع حرب شاملة في المنطقة ككل"، داعيا الى "ممارسة اقصى الضغوط لوقف الاعتداءات الاسرائيلية على الجنوب". وفق الوكالة الوطنية لإعلام لبنان.
وكرر التأكيد بأن المدخل الى وقف الحرب في غزة يبدأ بوقف إطلاق النار، ثم الانتقال الى التفاوض لحل على اساس الدولتين واعطاء الفلسطينيين حقوقهم.
وأكد أن من شأن استمرار المساعدات البريطانية للجيش أن تدعم جهود المؤسسة العسكرية وعملها في هذا الظرف الصعب.
ومن جانبه اعتبر كاميرون أن تصعيد الصراع من غزة إلى لبنان أو البحر الأحمر أو عبر المنطقة ككل، من شأنه أن يرفع مستوى المخاطر وانعدام الأمن في العالم، وقال: "أنا ممتن لرئيس الوزراء اللبناني لمناقشة هذه القضايا الحاسمة معي اليوم ولجهود لبنان لمنع مثل هذا التصعيد".
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، يتبادل الجيش الإسرائيلي وحزب الله القصف بشكل يومي عبر الحدود. ويعلن الحزب استهداف نقاط ومواقع عسكرية غالبيتها بصواريخ مضادة للدروع، بينما تؤكد إسرائيل أنها ترد بقصف جوي ومدفعي على بنى تحتية للحزب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة