كشف الدكتور عيسى زيدان، المدير التنفيذى للترميم ونقل الآثار بالمتحف المصرى الكبير، عن أن عدد القطع الأثرية التي تم نقلها من مختلف المواقع والمتاحف الأثرية إلى المتحف المصرى الكبير حتى الآن 56 ألف قطعة أثرية، ليرى الزوار خلال تجولهم بالمتحف مجموعة كبيرة من القطع الفريدة.
وأوضح المدير التنفيذى للترميم ونقل الآثار بالمتحف المصرى الكبير، في تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أنه تم نقل جميع القطع الأثرية من من مختلف المواقع بجمهورية مصر العربية مثل "المتحف المصرى بالتحرير والإسكندرية وتل بسطة بالزقازيق وأسوان والأقصر والمنيا وبنى سويف ومنطقة آثار سقارة ومخازن على حسن بالأقصر".
بدأت فكرة إنشاء المتحف المصرى الكبير فى تسعينيات القرن الماضي، وفى عام 2002 تم وضع حجر الأساس لمشروع المتحف ليشيد فى موقع متميز يطل على أهرامات الجيزة الخالدة، حيث أعلنت الدولة المصرية، وتحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) والاتحاد الدولى للمهندسين المعماريين، عن مسابقة معمارية دولية لأفضل تصميم للمتحف، وقد فاز التصميم الحالى المُقدم من شركة هينغهان بنغ للمهندسين المعماريين بأيرلندا Heneghan Peng Architects، والذى اعتمد تصميمه على أن تُمثل أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة عند التقائها كتلة مخروطية هى المتحف المصرى الكبير. وقد تم البدأ فى بناء مشروع المتحف فى مايو 2005، حيث تم تمهيد الموقع وتجهيزه، وفى عام 2006، أُنشئ أكبر مركز لترميم الآثار بالشرق الأوسط، خُصص لترميم وحفظ وصيانة وتأهيل القطع الأثرية المُقرر عرضها بقاعات المتحف، والذى تم افتتاحه خلال عام 2010.
واكتمل تشييد مبنى المتحف، والذى تبلغ مساحته أكثر من 300 ألف متر مربع، خلال عام 2021، ليتضمن عدد من قاعات العرض، والتى تعتبر الواحدة منها أكبر من العديد من المتاحف الحالية فى مصر والعالم.
ويُعد المتحف أحد أهم وأعظم إنجازات مصر الحديثة؛ فقد أُنشئ ليكون صرحاً حضارياً وثقافياً وترفيهياً عالمياً متكاملاً، وليكون الوِجهة الأولى لكل من يهتم بالتراث المصرى القديم، كأكبر متحف فى العالم يروى قصة تاريخ الحضارة المصرية القديمة، حيث يحتوى على عدد كبير من القطع الأثرية المميزة والفريدة من بينها كنوز الملك الذهبى توت عنخ آمون والتى تُعرض لأول مرة كاملة منذ اكتشاف مقبرته فى نوفمبر 1922، بالإضافة إلى مجموعة الملكة حتب حرس أم الملك خوفو مُشيد الهرم الأكبر بالجيزة، وكذلك متحف مراكب الملك خوفو، فضلاً عن المقتنيات الأثرية المختلفة منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليونانى والروماني.