تشهد دولة السودان تطورات عسكرية متسارعة خلال الأيام الماضية مع عودة الاقتتال بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع، شن الطيران الحربي للجيش غارات مكثفة على عدة أحياء في مدينة نيالا جنوب دارفور، بالإضافة لقصف أحياء المصانع والمطار والرياض والوادي والجير لغارات جوية مكثفة، مع انقطاع خدمة الاتصالات والانترنت في عدة أحياء بمدينة نيالا.
وقبل أيام، تجددت المعارك في العاصمة السودانية، الخرطوم، بين الجيش والدعم السريع في جبهات القتال بالمدينة مع سماع دوي انفجارات قوية من وسط وشمال الخرطوم، حيث القيادة العامة للجيش السوداني، وسلاح الإشارة بمدينة بحري، تزامناً مع قصف بالمدفعية الثقيلة، من قبل الدعم السريع على المقرات العسكريين.
في ولاية سنار جنوب شرقي البلاد، أكدت وسائل إعلام سودانية بسماع دوي انفجارات متقطعة في ضواحي المدينة الشمالية الغربية، صباح الجمعة، كما شوهدت طائرات الاستطلاع التابعة للجيش السوداني تحلق في سماء المنطقة.
تتصاعد الدعوات إلى تسليح المدنيين في السودان مع تقدم الدعم السريع في اتجاه الجنوب، وهو ما يمكن أن يؤدي لحرب أهلية في البلاد بعد ثمانية أشهر من المواجهات المسلحة بين الجيش والدعم السريع.
سيطرت قوات الدعم السريع على أجزاء كبيرة من ولاية الجزيرة وسيطرت على العاصمة ود مدني، وتعمل على التقدم والاتجاه نحو الجنوب وسيطرت على عدة مناطق في ولاية سنار المجاورة.
وأطلقت مجموعات تسمي نفسها "المقاومة الشعبية المسلحة" دعوات لتسليح المدنيين في ولايات النيل الأبيض ونهر النيل والقضارف الشمالية وكسلا والبحر الأمر وهي كلها مناطق خاضعة لسيطرة الجيش السوداني.
أما قوات الدعم السريع فقد أطلقت دعوات للانضمام والتطوع وتسليح كافة المنضمين لمواجهة الجيش السوداني.
وتؤكد مجموعة الأبحاث "سمول ارمز سرفاي" أن 6،6% من السودانيين يملكون سلاحا ناريا، قال محمد الأمين زعيم قائل البجا أمام حشد من ابناء قبيلته، الاثنين الماضي: "جاهزون لحمل السلاح لدحر قوات الدعم السريع.
في مدينة شندي بولاية نهر النيل، على بعد 150 كيلو متر شمال الخرطوم، قال محمد بدوي والي الولاية وهو يتحدث الاسبوع الماضي امام آلاف من السكان "سندرب الشباب علي حمل السلاح والدفاع عن الارض والعرض وحماية اهلهم من التمرد"، في إشارة إلى الدعم السريع.
وتعمل الدعم السريع على تسليح سكان قرى شرق الجزيرة بذريعة حماية قريتهم وتسلمهم بنادق كلاشينكوف وعربة أو اكثر بحسب حجم القرية وعدد سكانها.
وأكد مراقبون أن السودان لديه تجارب في تسليح المدنيين أدت الي تأجيج الصراعات كما حدث في اقليم دارفور غربي البلاد حيث اندلع النزاع في العام 2003 وراح ضحيته 300 ألف قتيل ونزوح 2.5 مليون من منازلهم، وفق للأمم المتحدة.
وتفيد احصائية رسمية صدرت في 2018، بأن هناك خمسة مليون قطعة سلاح في حوزة المدنيين بمختلف مناطق البلاد.
كانت وزارة الخارجية المصرية قد أعلنت نجاحها في إجلاء 18 طالباً وطالبة وبعض من أولياء أمورهم من العالقين في مدينة ود مدني بولاية الجزيرة السودانية التي امتدت إليها الاشتباكات المسلحة مؤخراً، يأتي ذلك في إطار حرص وزارة الخارجية على متابعة أوضاع المصريين بالخارج وحفاظاً على أمنهم وسلامتهم خاصة في المناطق التي تشهد اشتباكات عسكرية.
هذا، وقد تم التنسيق مع السلطات السودانية لتأمين إجلاء الطلاب المصريين من المدينة ووصولهم سالمين إلى مقر القنصلية المصرية في بورسودان وتسفيرهم إلى الحدود المصرية وصولاً إلى أرض الوطن.
وفي هذا السياق، أهابت وزارة الخارجية بجميع المواطنين المتواجدين في السودان بكافة الولايات، بما فى ذلك التي لم تطلها الاشتباكات المسلحة، بسرعة مغادرة السودان، وعدم سفر أي من المواطنين المصريين إلى السودان في المرحلة الحالية تحت أي ظرف حفاظاً على سلامتهم.
إلى ذلك، أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن قلق بالغ إزاء التأثير الشديد للصراع فى السودان على الوصول إلى الرعاية الصحية، محذرا من تفشى وباء الكوليرا فى جميع أنحاء البلاد.
وأوضح مكتب أوتشا أن عدد الحالات المشتبه بإصابتها بالكوليرا ارتفع بنسبة أكثر من 100% خلال الشهر الماضى، حيث تم الإبلاغ عما يقرب من 8,300 حالة مشتبه بها وأكثر من 200 حالة وفاة، فى تسع ولايات، حتى 23 ديسمبر الجاري، وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة السودانية.
ويشمل ذلك أكثر من 1,800 حالة يشتبه بإصابتها بالكوليرا في ولاية الجزيرة، حيث أدت الاشتباكات العنيفة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع هذا الشهر إلى نزوح ما لا يقل عن 300 ألف شخص.
وأكد المكتب الأممي أن المجتمع الإنساني في السودان يعمل على دعم الكشف عن حالات الإصابة الكوليرا وعلاجها، فضلا عن حملات التطعيم لافتا إلي أنه يفتقر ما يقرب من ثلثي سكان السودان إلى الرعاية الصحية، مع توقف أكثر من 70% من المستشفيات في المناطق المتأثرة بالنزاع عن العمل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة