فى أوائل القرن العشرين، أصبحت باريس حديث العالم، خاصة بعد أن توغلت حشرة "البق" في الأثاث والفراش، وتسببت في ترك لدغة على أجساد البشر تؤدى إلى ظهور حكة جلدية، وفى هذا الإطار قامت الباحثة كاثرين هارفى بتقديم دراسة حول كيف حاول الفرنسيين التخلص من الآفات الدقيقة؟، وفقا لما ذكر موقع هيستورى اكسترا.
وأوضحت كاثرين هارفى، في دراستها، غالبًا ما تتضمن النصائح الحديثة للتعامل مع الفراش المصاب بالحشرات بالكثير من الغسيل من خلال المياه الساخنة، ثم يوضع في الثلاجة، وعلى الرغم من افتقارهم إلى مثل هذه الأجهزة المنزلية، إلا أن الفرنسيين استخدموا في كثير من الأحيان استراتيجيات مماثلة.
البق
وذكرت الدراسة ما أوصى به صانع الخزائن ويليام كاوتي فى القرن الثامن عشر بأنه "إذا كان بإمكانك توفير أغطية الأسرة الخاصة بك لبضعة أسابيع أو أشهر، فاجعلها عارية في الفناء الخارجي للمنزل فالحرارة المفرطة أو البرودة المفرطة هي العلاج المطلق لجميع الحشرات"، واقترح أيضًا أن "أفضل علاج في الظروف القصوى هو شراء منزل جديد".
في بعض الأحيان لم تكن المياه كافية، لذلك تضمنت العديد من العلاجات استخدام مواد ذات رائحة كريهة على الأثاث الملئ بالبق، كما رصدت الدراسة اقترح الموسوعي الفرنسي نويل شوميل (1632-1712) باستخدام مرهم مصنوع من "القط المشوي"، ووضعه على الأثاث الملئ بـ البق.
تم تصنيع مستحضرات أخرى بمواد شديدة السمية مثل الزئبق، واقترحت الناشطة الأمريكية ليديا تشايلد (1802-1880) ملء الشقوق في الجدران بالطلاء المعتمد على الزرنيخ؛ بالنسبة للأثاث الخشبي، كما استخدمت خليطًا من الزئبق وبياض البيض، وتم وضعه بالريشة.
تضمنت العديد من علاجات بق الفراش ما قبل الحديثة تبخير حجرة النوم بمواد ذات رائحة قوية، اقترح طبيب القرن الثامن عشر نويل جودفري بحرق روث البقر، وفي أوائل القرن العشرين، كان حمض البروسيك يستخدم غالبًا لتبخير المساكن الموبوءة، وكانت سلطات الصحة العامة متحمسة بشكل خاص لقدرتها على منع سكان الأحياء الفقيرة من نقل الإصابة إلى المناطق السكنية المبنية حديثًا.
كانت المواد الكيميائية الجديدة فعالة، ولكنها خطيرة للغاية، ففي مارس 1923، توفى ستة أفراد من عائلة واحدة بعد أن تم تبخير المطعم الموجود أسفل شقتهم في شيكاغو، وبعد اثني عشر عامًا، توفي طفلان بعد عملية تبخير لأن فراشهما لم يتم تهويته بشكل صحيح.