أثبت المصريون في الخارج خلال يومى التصويت وهم في طريقهم إلى يوم التصويت لليوم الثالث والأخير في انتخابات الرئاسة 2024، أن مصر بلد الحضارة والإبهار وهو ما جسدته مشاهد الفرحة والفخر والعزة أمام مقرات الانتخابات بأكثر من 120 دولة حول العالم، في ظل حالة من التنظيم الرائع والتسهيلات المتميزة التي وفرتها اللجان الفرعية فى 137 مقرًا انتخابيًا ببعثات مصر الدبلوماسية والقنصلية بالخارج، ليرسم الجميع صورة مضيئة تكشف أن مصر الجديدة تبنى بسواعد أبنائها، وأنها مهد الحضارة والتاريخ وذلك من خلال رسم لوحة وطنية الكل يعزف فيها سيمفونية من الولاء والانتماء.
واعتقادى، أن هذا ليس من فراغ ولا محل صُدفة إنما يرجع لأسباب كثيرة، منها كما ذكرنا أن مصر هي التاريخ وهى من علمت العالم منذ قديم الأزل كيف يكون الحكم؟.. وكيف يكون حب الأوطان؟.. فلا أحد يستطيع أن ينكر أن المصريين في الخارج حظيوا باهتمام كبير من قبل الدولة المصرية وقياداتها السياسية خلال الـ10 سنوات الماضية، حيث الاهتمام الدائم والرعاية الكبيرة ما كان له عظيم الأثر بشأن تزايد الإقبال والخروج للتصويت رغم صعوبة الطقس في بعض البلدان، وارتباطات البعض بأعمالهم ملبين النداء مهما كانت الظروف.
نعم مصر اهتمت بالمصريين في الخارج خلال السنوات الماضية والنماذج كثيرة، منها مثلا تقديم العديد من من المبادرات أو المنح والتسهيلات بهدف إدماجهم في مسيرة التنمية المستدامة الجارية بمصر، والتواصل مستمر معهم من أجل بناء جسور بينهم وبين وطنهم الأم، والعمل الدائم على تحقيق مطالبهم ونموذجا إصدار قانون سيارات المصريين بالخارج المعفاة من الجمارك والرسوم والضرائب، وطرح أوعية ادخارية بفوائد مجزية في البنوك الوطنية، وتقديم قروض ميسرة لهم، وطرح تذاكر طيران بتخفيضات كبيرة، وكذلك الإعلان عن وحدات سكنية بنسب تخفيض لهم عند سدادهم بالعملة الصعبة.
والأهم، أن مصر لم تنس أبدا أبناءها في الخارج وقت الأزمات والصعاب، فكانت خير سندا وعونا، فمن ينسى حرص القيادة السياسية على إعادة المصريين من روسيا أوكرانيا والسودان، وقبلها أثناء جائحة كورنا عندما اشتدت الأزمة، ومن يسنى أيضا الجهود المضنية لتيسير كافة إجراءات تحويل الطلاب من الجامعات السودانية والروسية والأوكرانية، لاستكمال دراستهم بالجامعات المصرية الخاصة والأهلية.
والمبشر، أن الشباب من أكثر الفئات العمرية المقبلة على الانتخابات الرئاسية الحالية مقارنة بالاستحقاقات الماضية ما يعكس حالة رضا تام من أهل المستقبل وصانعيه على دولتهم، فهذا الحماس الشبابى ينم عن روح وطنية ويكذب كل ادعاءات أهل الضلال من قوى الشر وأعداء الوطن.
وأخيرا.. إن أهم رسائل المصريين في الخارج خلال المشاركة الانتخابية، أنهم أعلنوا أنهم يدركون خطورة الظروف التي تحيط بمصر، ويعلمون ما يُحاك ضد الدولة المصرية، فانتفضوا إلى انتخاب رئيس ليتصرف ويحمى ويمنع أي تهديد للأمن القومى المصري، وليستكمل ما تحقق في مصر من إنجازات وضعتها على الخريطة العالمية اقتصاديا وسياسيا.. حفظ الله مصر بأبنائها الشرفاء..