منذ 402 سنة اخترع عالم الفلك الإيطالي المعروف جاليليو جاليلي التلسكوب الخاص به، وكان ذلك في مثل هذا اليوم 3 ديسمبر من عام 1621، وهو الاختراع التي أدى إلى محاكمته بسبب معارضة أفكاره للكتاب المقدس، بحسب الاعتقاد الكنسى حينها، فعندما بدأ جاليليو إلى التأكيد على أن الأرض في الواقع تدور حول الشمس وليس العكس، وجد نفسه قد طعن في المؤسسة الكنسية التي كانت تقوم على أن الأرض هي مركز الكون وبالتالي الشمس هي من تدور حولها، وهو ما جعل الكنيسة تتهمه بالهرطقة.
جاليليو الذى ولد فى 15 فبراير من عام 1564م، فى بيزا فى إيطاليا، أجبر على التراجع عن أقواله العلمية نظرُا لأن خلال هذه الفترة شهدت محاكم التفتيش عقوبات صارمة مميتة لكل من يفكر فى معارضة الكنيسة،
وجاء نص ما قاله جالليليو وقت المحاكمة : "أنا المدعو جاليليو جاليلى، ابن فنشنزو جاليلى من سكان فلورنسه، وأبلغ من العمر سبعين عاما، أقسم إننى آمنت بكل معتقدات الكنيسة الكاثوليكية الرسولية بروما، وسأؤمن مستقبلا بكل تعاليمها وما تبشر به، وأعلن ندمى عن كل الأفكار والهرطقات التى أدليت بها مسبقا، وعن كل ما اقترفته فى حق الكنيسة، وأقسم ألا أعود إلى مثل هذه الأفعال مرة أخرى، وأن أشهد أمام هذه الهيئة المقدسة ضد أى شخص يقترف فعل الهرطقة أو المساس بمعتقدات الكنيسة فور علمى بذلك"
محاكمة جاليليو
بالرغم من الصراع الرهيب الذى كان يعانيه "جاليليو" أثناء قسمه، وبالرغم من الألم الذى كان يدمى قلبه وهو يدلى بهذا الاعتراف الخطير الذى يتعارض مع كل ما آمن به طوال سنوات عمره السبعين، فإن ذلك كان يبدو غير كاف لهيئة المحكمة، وتم الحكم عليه بالحبس المنزلى إلى أن فقد بصره ومات.
وفى إحدى المزادات العالمية ظهرت وثيقة في عام 2018م، كانت مفقودة من مكتبة الجمعية الملكية لمدة 250 عامًا، وقد أظهرت تلك الرسالة التى كتبها جاليليو فى القرن السابع عشر أنه أخفى معتقداته المعادية للدين، وذلك لخداع الكنيسة الكاثوليكية التى كان رجالها يحققون معه.
وقد كتب جاليليو هذه الرسالة إلى صديقه عالم رياضيات فى جامعة بيزا يوم 21 ديسمبر 1613، حيث إنه قدم دليلا يقلل من ادعاءاته العلمية لخداع المحكمة والهروب من السجن، ولذا كشف العلماء أن هذا الخطاب به أجزاء متداخلة مضاف عليها كلمات جديدة لتخفيف حججه العلمية.
واعترفت لاحقًا الكنيسة بصحة أفكاره وبأهمية إسهاماته فى الثورة العلمية وأكسبه ذلك لقب "أب العلوم الحديثة"، و توفى جاليليو فى 8 ديسمبر 1642 فى أرسيترى بالقرب من مدينة فلورنسا فى إيطاليا بعد أن عانى من الحمى وخفقان القلب، وفى عام 1758 رفعت الكنيسة الحظر عن معظم الأعمال التى تدعم نظرية كوبرنيكوس، وفى عام 1835 توقفت معارضتها تمامًا لمركزية الشمس فى الكون.
الوثيقة
ورحل عالم الفلك الإيطالي المعروف جاليليو جاليلي عن عالمنا فى 8 ديسمبر 1642 فى أرسيترى بالقرب من مدينة فلورنسا فى إيطاليا بعد أن عانى من الحمى وخفقان القلب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة