اشتهرت واحات الوادى الجديد على مر السنين ببناء الحصون المنيعة والتى انتشرت بصورة كبيرة فى العصر الرومانى لحماية الواحات من المغيرين والأعداء ومن أشهرها حصن القصر بالفرافرة والذى تم بناؤه فى العصر الرومانى على تبه مرتفعة على شكل مربع بطول 55 متر وارتفاع 10 متر على أساسات حجرية بإرتفاع مترين والاسوار تم بناؤها بالطوب اللبن وبوابته من الناحية الشرقية يتبعها ممرات متعرجة تشبه المتاهة لأسباب دفاعية لصد هجمات الأعداء، وتم حفر بئر مياه فى نطاقه يتم استخدامه فى حالة الحصار عند اغلاق الحصن ويضم 116 حجرة كانت محصنة بالسور الشاهق على مر السنين وفى العصر الحديث استخدمها الأهالى كمخازن للغلال حيث كان لكل أسرة حجرة خاصة بها.
وكان الرحالة فريدريك كايو هو أول أوروبى يزور الفرافرة فى عام 1819م حيث وثق زيارته بالصور ووصف حالها آنذاك قائلا: أن مدينة قصر الفرافرة حصن مهجور والناس تعيش فى القرية المحيطة به، ولأن الفرافرة واحة معزولة فإن أهلها يكبر داخلهم الخوف من الغرباء، وكانت وسيلة السفر الوحيدة هى الجمال التى تقطع المسافة إلى الواحات الداخلة فى حوالى 300 كيلو فى أربعة أيام، ويذهبون إلى ديروط عن طريق سهل قروين فى سبعة أيام.
وفى عام 1938 وثق الدكتور احمد فخرى شيخ الأثريين توصيفا دقيقاً عن حصن الفرافرة فى كتابة الصحراوات المصرية والذى نشر فى عام 1973 م حيث قال ’’ أن الحصن يدعى قصر الفرافرة نظرا لوقوعه على مرتفع صخرى ويبلغ طول ضلعه 55 مترا وارتفاعه عشرة امتار، وبنيت أساساته ومداميكه السفلى بارتفاع حوالى مترين من الكتل الحجرية غير المهذبة، أما بقية جدرانه فهى من الطوب اللبن، والبوابة الرئيسة لحصن الفرافرة كانت تؤدى إلى ممرات ضيقه متعرجة ذات جوانب منحدرة بها 116 حجرة، وقد استولى جنجر براملى على الضبة الاصلية للبوابة فى يناير 1899 حينما زار الواحة وهو فى طريقه إلى سيوة وفى الشمال تقع بئر للحصن محفورة وصهريج للمياه كان له أهمية كبيرة عندما يأوى الأهالى إلى حصنهم فى ساعات الخطر، أما قمة القصر أو الحصن فان بها شرفات لإطلاق النار على المعتدين.
ويضيف الدكتور فخرى أن حجرات الحصن تم ترتيبها فى صفوف ولكل حجرة باب مصنوع من افلاق جذوع النخيل وللوصول إلى الحجرات العليا كانت تقام سلالم من جذوع النخيل أو أشجار المشمش لهذا الغرض، وكان لكل أسرة حجرة خاصة بها لتخزين فائض محاصيلها من القمح والبلح والزيتون المجفف والمشمش ولم يكن يسمح إلا لشخص واحد بالمعيشة داخل الحصن وهى امرأة تدعى ( سعيدة ) وكانت تعرف كل شخص وكل حجرة، ولم تكن سعيد تسمح إلا لصاحب الحجرة بدخولها ومنذ عام 1945 وبسبب هطول الأمطار الغزيرة غير العادية تهدمت بعض الجدران الداخلية للحصن ولم تبذل أى محاولة لترميم الجدران أو تدعيمها ثم انهار البناء بالكامل فى عام 1958 وهرول السكان إلى الحجرات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
و كانت حاجة سعيدة هى حارسة الحصن وهى من قبيلة العيادية المغربية وعاشت مع أسرتها فى الواحة وقضت سنوات عمرها متعهدة بحراسة حجرات الحصن وكان معها جميع مفاتيح الغرف، وكان صاحب الغرفة يأخذ منها المفتاح بنفسة لكى يأخذ ما يحتاجه من غلال لبيته وغير مسموح أن يفتح الغرفة إلا صاحبها من أهل الفرافرة الذين يتفرعون من ستة قبائل هى، الحنانوة والعيادية والركابية والرميحات والقدادرة والعكارتة ومنهم من جاء من الصعيد وآخرون من الجزيرة العربية ومن ليبيا وتونس، وكان الموسورون بالفرافرة لايزيدون عن ست بيوت يأكلون من أراضيه ولم يكن يزور الفرافرة غريب عنها إلا نادراً كما زارها ( أحمد حسانين باشا ) رئيس الديوان الملكى فى عهد فاروق الأول.
اقدم بيوت الفرافرة
العمارة القديمة برؤية عصرية فى الفرافرة
العمارة الواحاتية بالفرافرة
الفرافرة القديمة
جانب من البيوت الواحاتية بالفرافرة
جانب من حصن الفرافرة
حاجة سعيدة أشهر حارسة لحصن الفرافرة
حصن الفرافرة المنيع قبل انهياره
صورة لحصن الفرافرة المنهار
ممرات العمارة الواحاتية بالفرافرة
نماذج من بيوت الواحات القديمة بالفرافرة
واحة الفرافرة القديمة بعدسة أحد الرحالة الاوربيين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة