قالت صحيفة نيويورك تايمز إنه على الرغم من أن الأسباب الكاملة وراء بطء استجابة الجيش الإسرائيلى لعملية طوفان الأقصى ربما تستغرق أشهر لفهمها، ووعد حكومة نتنياهو بإجراء تحقيق، إلا أن التحقيق الذى أجرته الصحيفة وجد أن الجيش الإسرائيلى كان يعانى من نقص عدد الأفراد، وتواجدهم خارج مواقعهم، وسوء تنظيم جديد لدرجة أن الجنود تواصلوا فى مجموعات مرتجلة على الواتس اب واعتمدوا على منشورات التواصل الاجتماعى لاستخداف المعلومات.
كما وجد التحقيق أن قوات الكوماندوز اندفعت إلى المعركة مسلحة بأسلحة تسمح بمعركة قصيرة، بينما صدرت أوامر لطيارى الهليكوبتر للإطلاع على التقارير الإخبارية وقنوات التليجرام لاختيار الأهداف.
وربما كان الأمر الأكثر إدانة هو أن الجيش الإسرائيلى لم يكن لديه حتى خطة للرد على هجوم واسع داخل حدود دولة اللاحتلال، وفقا لجنود وضباط إسرائيليين حاليين وسابقين. وقال الجنود إنه إذا كانت مثل هذه الخطة موجودة على الرف فى ما، فلم يتدرب عليها أحد ولم يتبعها أحد.
ونقلت نيويورك تايمز عن يوم توم ساميا، الجنرال فى قوات الاحتياط الإسرائيلية، والقائد السابق للقيادة الجنوبية لجيش الاحتلال إنه من الناحية العملية، لم يكن هناك إعداد دفاعى صحيح ولا تدريب ولا تجهيز أو بناء قوة لمثل هذه العملية.
بيما قال أمير أفيفى، العميد فى قوات الاحتياط، والنائب السابق قائد فرقة غزة المسئولة عن حماية المنطقة، إنه لم تكن هناك خطة دفاعية لهجوم مفاجئ مثل هذا النوع الذى رأيناه فى 7 أكتوبر.
وقالت نيويورك تايمز إن غياب الاستعداد هذا يتعارض مع المبدأ التأسيسى للعقيدة العسكرية الإسرائيلية. فمند أيام ديفيد بم جوريون، أول رئيس وزراء ووزير دفاع لإسرائيل، كان الهدف دائما وضع الهجوم، وتوقع الهجمات وخوض المعارك فى أراضى العدو.
وقالت الصحيفة إنها وجهت لقوات الاحتلال الإسرائيلية أسئلة منها، ما يتعلق بإجماع الضباط والحنود على حد السواء بأنه لم يكن هناك خطة. ورد الجيش قائلا إنهم يركزون حاليا على القضاء على تهديد الفصائل الفلسطينية، وأنه سيتم النظر لاحقا فى أى أسئلة من هذا النوع.
وتظهر وثائق لم يتم الكشف عنها من قبل، وأطلعت عليها التايمز، مدى إساءة قراءة الوضع من قبل الجيش الإسرائيلى. فسجلات وقت مبكر من يوم السابع من أكتوبر، أظهرت أنه حتى خلال الهجوم، كان لا يزال الجيش الإسرائيلى يقدر أن حماس فى أحسن الأحوال ستكون قادرة على اختراق السياج الحدودى الإسرائيلى فى أماكن قليلة فقط. وأظهرت وثيقة استخباراتية منفصلة، تم إعدادها بعد أسابيع، أن فرق حماس اخترقت بالفعل السياج فى أكثر من 30 موقعا، وانتقلت سريعا إلى عمق جنوب إسرائيل.
كما تدفق رجال المقاومة الفلسطينية إلى إسرائيل بالنادق الآلية وقاذفات القنابل الصاروخية والألغام الأرضية وغير ذلك الكثير، وكان على استعداد للقتال لعدة أيام. ويبدو أن قوات الكوماندوز الإسرائيلية اعتقدت أنهم سيقاتلون لمدة ساعات فقط، وقال أحدهم إنه انطلق فى ذلك الصباح بدون نظارات الرؤوية الليلية.
وقال يائير أنسباخر، جندى الاحتياط فى وحدة مكافحة الإرهاب الذى قاتل فى 7 أكتوبر إن رجال الفصائل الفلسطينينية كان لديهم ميزة تكتيكية واضحة فى القوة النارية. وأضاف أنه وزملائه استخدموا بشكل أساسى المسدسات الوبنادق الهجومية وأحيانا بنادق القنص.
وتابعت الصحيفة قائلة إن كان الوضع رهيباً للغاية لدرجة أنه في الساعة التاسعة صباحاً، أصدر رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي شين بيت، أمراً نادراً. وطلب من جميع الموظفين المدربين على القتال وحاملي الأسلحة التوجه جنوبًا. وعادة لا ينشط الشاباك مع الجيش. قُتل في ذلك اليوم عشرة من نشطاء الشاباك.
وما يزيد الطين بلة أن الجيش اعترف بأنه نقل سريتين من قوات الكوماندوز ــ أكثر من 100 جندي ــ إلى الضفة الغربية قبل يومين فقط من الهجوم، وهو ما يعكس اعتقاد إسرائيل الخاطئ بأن هجوم حماس لا يشكل تهديدا وشيكاً.