ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية، اليوم السبت، أن حجم الدمار الذي لا يزال يقع في قطاع غزة يفوق في حجمه لأشد حروب المدن تدميرا في السجل الحديث؛ خاصة ذلك الذي خلفه قصف الحلفاء للمدن الألمانية ك "دريسدن" خلال الحرب العالمية الثانية.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها عبر موقعها الإلكتروني- أن إسرائيل اسقطت نحو 29 ألف قنبلة وذخيرة وقذيفة على القطاع حتى منتصف ديسمبر الماضي؛ فيما تعرض ما يقرب من 70% من منازل غزة البالغ عددها 439 ألفا منزلا لأضرار أو دمرت بشكل كامل، فضلا عن اضرار الكنائس البيزنطية والمساجد القديمة والمصانع ومراكز التسوق والفنادق الفاخرة والمسارح والمدارس التي تضرر أكثر من ثلثيها .
ومن جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو ومؤلف كتاب تاريخ القصف الجوي روبرت بيب، "إن كلمة غزة سوف تسجل في التاريخ مع مدينة دريسدن وغيرها من المدن الشهيرة التي تم قصفها".. وأضاف بيب أن "ما ترونه في غزة هو ضمن أعلى 25% من حملات العقاب الأكثر شدة في التاريخ".
ووفقا لتحليل بيانات الأقمار الصناعية التي أجراها خبراء الاستشعار عن بعد في جامعة مدينة نيويورك وجامعة ولاية أوريجون الأمريكية، فإن ما يصل إلى 80% من المباني في شمال غزة تضررت أو دمرت تماما حيث كان القصف شديدا، وهو ما يزيد عن النسبة المئوية في مدينة دريسدن الألمانية.
وأشارت إلى أن هناك الكثير من البنية التحتية للمياه والكهرباء والاتصالات والرعاية الصحية أصبحت غير قابلة للإصلاح ومعظم المستشفيات بغزة البالغ عددها 36 مستشفيات مغلقة؛ وتم تدمير أشجار الحمضيات وبساتين الزيتون والدفيئات الزراعية .
ووفقا لمسؤولي الصحة بقطاع غزة، فإن قنابل وقذائف وجنود إسرائيل قتلتوا أكثر من 21 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال.
ومنذ 3 أشهر ماضية، كانت غزة مكانا نابضا بالحياة رغم عقود من الاحتلال الإسرائيلي والحصار والحروب؛ الا أن العديد من الفلسطنيين كانوا يستمتعون بحياتهم بجانب البحر الأبيض المتوسط، اليوم انقلب المشهد وأصبح المشهد اليومي في غزة هو الخرسانة المتهدمة؛ وشمال القطاع الذي يمثل محور الهجوم الإسرائيلي الأولي، يتنقل عدد قليل من الأشخاص الذين بقوا في الشوارع المليئة بالأنقاض مرورا بالمتاجر والمباني السكنية التي تم قصفها حيث الطيار الاسرائيلية المسيرة تحلق في السماء.
وبحسب الأمم المتحدة، فر أكثر من مليون أي نحو نصف إجمالي سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة إلى الجنوب؛ فينامون في الشوارع ويحرقون القمامة لطهي الطعام.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أنه في ظل اغلاق القطاع أمام العالم الخارجي، يقوم الخبراء بمسح الأضرار من خلال تحليل صور الأقمار الصناعية واستخدام الاستشعار عن بعد الذي يراقب الخصائص الفيزيائية عن طريق قياس الإشعاع المنعكس والمنبعث عن بعد، إن "النتائج التي توصلوا إليها أولية وستحتاج إلى التحقق منها على الأرض".
واختتمت (وول ستريت جورنال)، بأن "غزة تواجه تحديات فريدة من نوعها ولا أحد يعرف من سيتولى زمام الأمور إذا حققت إسرائيل هدفها المتمثل في تدمير حماس، حيث ابدت إسرائيل اعتراضها على خطة أمريكا لتولي السلطة الفلسطينية، التي تدير أجزاء من الضفة الغربية المحتلة".