قلعة برقوق وقصر الباشا على رأس المواقع المدمرة
وزارة الثقافة الفلسطينية: تدمير خمس مكتبات ودور نشر وستة مراكز ثقافية
وكيل أوقاف غزة: تدمير جزئى للمسجد العمرى أقدم المساجد في القطاع
عضو لاتحاد المؤرخين الفلسطيني: العديد من المنشآت الاثرية من الفترة الكنعانية والرومانية تعرضت للتدمير
وزير الثقافة الفلسطيني الأسبق: الاحتلال يحاول تفتيت الهوية الوطنية والتاريخية للمكان
مجلس الآثاريين العرب: جرائم إسرائيل مخالفة صريحة لسلطة الاحتلال لاتفاقية لاهاى 1954 لحماية الممتلكات الثقافية
الأمين العام لاتحاد المؤرخين الفلسطيني: المعاهدات الدولية توجب على الاحتلال اتخاذ كل التدابير لعدم المساس بمباني العبادة والفنون والعلوم
إبادة شاملة يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، إبادة تشمل البشر والحجر، إنهم يريدون أن يقضوا على التاريخ، وأن يمحوا الهوية، لذا بجانب قتلهم للإنسان راحوا يدمرون الآثار ويقضون على شواهد التاريخ، وملاحظة سريعة لما جرى في هذا الشأن سنكتشف الكارثة.
في مساء الخميس 19 أكتوبر الماضي، استهدفت صواريخ الاحتلال الإسرائيلي مبانى تابعة لكنيسة "القديس بروفيريوس" وهي للروم الآرثوذكس وسط قطاع غزة، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا والمصابين في صفوف النازحين الفلسطينيين في الكنيسة، حيث كان هناك أكثر من 400 فلسطيني من المسلمين والمسيحيين كانوا يحتمون في كنيسة الروم الأرثوذوكس ثم قصفتها القوات الإسرائيلية، وتعد كنيسة القديس بروفيريوس ثالث أقدم كنيسة في العالم، ويعود تاريخ البناء الأصلي إلى عام 425 م، وتم تجديد الكنيسة عام 1856، وكذلك فى يوم الخميس أيضا، 16 نوفمبر، قصفت قوات الاحتلال مأذنة المسجد العمري الكبير، والتي يعود تاريخها إلى 1400 سنة، حيث يعد المسجد العمري أقدم وأعرق مسجد في مدينة غزة، كما وسمي بالجامع العمري نسبة إلى الخليفة عمر رضي الله عنه، وبالكبير لأنه أكبر جامع في غزة.
وزارة الثقافة الفلسطينية تكشف عدد المراكز الثقافية المستهدفة من قبل الاحتلال
هذا نموذج فقط من بحر وقائع لاستهداف الاحتلال لمناطق تراثية فلسطينية خلال العدوان الأخيرة على قطاع غزة الذي بدأ في 7 أكتوبر الماضي، وبحسب تقرير أصدرته وزارة الثقافة الفلسطينية في 10 نوفمبر، أكدت فيه أن العديد من المراكز الثقافية دمرت، وعُرف منها خمس مكتبات ودور نشر في القطاع وستة مراكز ثقافية، بجانب تصدع وتأثر العديد من المؤسسات الثقافية والفنية بضرر كلي أو جزئي، كما تعرضت معظم أجزاء البلدة القديمة لمدينة غزة وفيها 146 بيتًا قديمًا إلى أضرار عديدة إضافة إلى مساجد وكنائس مثل كنيسة القديس برفيريوس العريقة وأسواق ومدارس قديمة وتاريخية، وميناء غزة القديم، كما تحولت العديد من المؤسسات الثقافية لمراكز إيواء للنازحين مثل مركز رشاد الشوا، وجمعية نوى.
المركز الثقافى الاجتماعى الأرثوذوكسى
وفى 6 ديسمبر، أصدرت وزارة الثقافة الفلسطينية، التقرير الشهري الثاني الذي يرصد ما تعرّض له القطاع الثقافي الفلسطيني في المحافظات الجنوبية في قطاع غزة على مدى شهرين، حيث فقد المشهد الثقافي العديد من المبدعين في مختلف المجالات عُرف منهم حتى اللحظة 28 استشهدوا من بينهم 4 أطفال، ودمرت تسعة دورِ نشر ومكتبات، بالإضافة إلى تضرر عدد من المراكز الثقافية بشكل كلي أو جزئي عرف منها 21 مركزاً، كما تعرضت معظم أجزاء البلدة القديمة لمدينة غزة للتدمير بما فيها 20 من المباني التاريخية، من كنائس، مساجد، متاحف ومواقع أثرية، وتدمير وتضرر 3 استوديوهات وشركات إنتاج إعلامي وفني، ثم أصدرت الوزارة أيضا بيانا في 11 ديسمبر، أعلنت فيه قصف مسجد الخلفاء الراشدين بشمال قطاع غزة، من قبل طائرات الاحتلال الإسرائيلى.
وأمس السبت، أعلنت وزارة الثقافة الفلسطينية أن الاحتلال الاسرائيلي دمر مبنى "سيباط "العلمي في غزة، والذي تم إنشاؤه عام 1806، ويتكون من ثلاث غرف وإيوانان ومطبخ ودرجان يؤديان إلى الدور الثاني وغرفة السيباط وتم ترميمه عام 2009 وتحويله إلى مركز رياض العلمي للتراث والثقافة. وقالت الوزارة، إن الحمام كان يعتبر مزارا سياحيا وعلاجيًا في الوقت ذاته، فهو أول من قام بالعمل به هم السامريون ومن هنا بدأ يطلق عليه اسم حمام السمرة.
الاحتلال يدمر 200 موقع آثري فلسطيني في القطاع
وفي أخر بيان صادر عن المكتب الإعلامى الحكومى في غزة والصادر الجمعة، 29 ديسمبر، أكد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي دمّر واستهدف أكثر من 200 موقع تراثيٍ وأثريٍ في قطاع غزة من أصل 325 موقعا في قطاع غزة، ما بين مساجد أثرية وكنائس ومدارس ومتاحف ومنازل أثرية قديمة ومواقع تراثية مختلفة، في محاولة فاشلة لطمس الوجود الثقافي والتراثي الفلسطيني ومحاولة لدثر الشواهد التاريخية والعمق التاريخي الفلسطيني في قطاع غزة.
الفنانة-هبة-ابو-ندى
ويضيف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، خلال بيانه، والذي حصل "اليوم السابع" على نسخة منه، أن أبرز المواقع التي دمّرها جيش الاحتلال كنيسة جباليا البيزنطية، والمسجد العمري في جباليا، ومسجد الشيخ شعبان، ومسجد الظفر دمري في الشجاعية، ومقام الخضر في دير البلح، وموقع البلاخية "ميناء الأنثيدون" شمال غرب مدينة غزة القديمة، ومسجد خليل الرحمن في منطقة عبسان في خان يونس "جنوب قطاع غزة"، ومركز المخطوطات والوثائق القديمة في مدينة غزة، وغيرها من المواقع الأثرية والتراثية المهمة، كما واستهدف الاحتلال كنيسة القديس برفيريوس في حي الزيتون بمدينة غزة، وبيت السقا الأثري في الشجاعية، وتل المنطار في مدينة غزة، وتل السَّكن في الزهراء، وتبة 86 في القرارة، ومسجد السيد هاشم في مدينة غزة.
عبد-الله-العقاد
ويوضح أن المواقع التراثية والأثرية التي دمرها يعود أصول بعضها إلى العصر الفينيقي، وبعضها يعود أصوله إلى العصر الروماني، وبعضها يعود تاريخ بنائه إلى 800 عام قبل الميلاد، وبعضها يعود تاريخ بنائها إلى 1400 عام، وبعضها إلى 400 عام، في إشارة واضحة إلى رسوخ الحق الفلسطيني في الأرض الفلسطينية التي يحاول الاحتلال تغيير معالمها بالقصف والاستهداف المباشر، موضحا أن استهداف وتدمير الاحتلال للمواقع التراثية والأثرية في قطاع غزة تعتبر جريمة دولية واضحة وفقاً للقوانين الدولية، وخاصة للقانون الدولي الإنساني، ولاتفاقية لاهاي لعام 1954 بشأن حماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح والبروتوكول الثاني للاتفاقية لعام 1999م الذي يحظر الاستهداف المتعمد في الظروف كافةً للمواقع الثقافية والدينية.
منظمة اليونسكو تعلن عن قلقها من استهداف مواقع تراثية وتاريخية في غزة
منظمة اليونسكو كشفت عن أبرز المناطق الآثرية التي تخشى من تدميرها خلال العدوان الإسرائيلي وطالبت بضرورة حماية تلك المواقع الآثرية، وبحسب ما نشرت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، فإن قطاع غزة يضم العديد من المواقع الآثرية الهامة على رأسها تل أم عامر "دير القديس هيلاريون"، حيث تأسست المباني الأولى في الموقع عام 400 ميلادي، وكان أحد أكبر الأديرة المسيحية في الشرق الأوسط، ويحتوى على خمس كنائس متتالية وحمامات ومجمعات مقدسة وفسيفساء هندسية معقدة وسرداب واسع، بجانب كنيسة القديس برفيريوس والتي أقدم كنيسة مسيحية في غزة، وتوجد في حي الزيتون بالمدينة منذ خمسينيات القرن الثاني عشر، وكذلك قلعة برقوق عبارة عن حصن يعود تاريخه إلى القرن الرابع عشر، وقد تم تشييده في عهد السلطان المملوكي برقوق.
مسجد-الخلفاء-الراشدين
ومن بين المواقع الآثرية المهمة في القطاع، قصر الباشا الذي يعود تاريخه إلى القرن الثالث عشر، وهو باسم قصر الباشا أو قلعة الرضوان أو قلعة نابليون، وكان بمثابة مقر السلطة للجميع من العثمانيين إلى البريطانيين، تم بناؤه من قبل السلطان ظاهر بيبرس، وكان في البداية بمثابة دفاع ضد الصليبيين والجيوش المغولية الغازية، بالإضافة إلى المسجد العمري تم بناء المسجد الكبير في غزة، أقدم وأكبر مسجد في المدينة، في منطقة جباليا منذ أكثر من 700 عام، وبيت الغصين، والذي تم بناؤه من قبل عائلة الغصين الثرية في القرن الثامن عشر، وهو واحد من العديد من المباني التاريخية في غزة التي أصبحت في حالة سيئة وتدهور بسبب الأزمة المستمرة.
وتضم المواقع الآثرية أيضًا حمام السمرة، حيث يعود تاريخ الحمامات التي بناها السامريون، إلى عام 1320 وتعرض الموقع للتدمير والإصلاح على مدار الـ 700 عام الماضية، ولكن تم ترميمه حاليا وهو الآن الحمام التقليدي النشط الوحيد في غزة، وكذلك موقع تل رفح الأثري، حيث كشفت الحفريات في تل رفح عن عملات معدنية وزجاج يعود تاريخه إلى عام 1400 قبل الميلاد.كما اكتشف الباحثون العاملون في المنطقة العملات المعدنية والهياكل التي تعود إلى العصر الروماني.
هذه المواقع الآثرية التي ذكرتها منظمة اليونسكو، تم استهدافها جميعا خلال العدوان الإسرائيلي الأخير، الذي محى الكثير من تراث الفلسطينيين المهم في قطاع غزة، حيث أصدرت مراكز حقوقية فلسطينية بيانا السبت 25 نوفمبر، قالت فيه :"تتابع مؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية، مجريات الواقع في قطاع غزة مع دخول الهدنة الإنسانية، ما أسهم في تكشف جزئي عن حجب الدمار الهائل الذي خلفته الآلة الحربية الإسرائيلية في المنازل والأعيان المدنية والبنى التحتية، في وقت تستمر التداعيات الإنسانية الكارثية للعدوان والحصار المشدد المفروض منذ 50 يومًا".
وزير الثقافة الفلسطيني الأسبق: الاحتلال يحاول طمس تاريخ غزة بهدف تفتيت الهوية الوطنية
الدكتور إيهاب بيسو، وزير الثقافة الفلسطينية الأسبق، يؤكد أن القصف الإسرائيلي استهدف العديد من الأماكن الثقافية والتاريخية، منها مركز رشاد الشوا الثقافي والذي يعد من أهم المعالم والمراكز الثقافية في المدينة، كما طال القصف العديد من المكتبات العامة ومتاجر بيع الكتب، وكذلك تم تدمير منطقة الجندي المجهول في حي الرمال والتي تعد من أهم المناطق الحيوية في غزة، كما تم تدمير مبنى المجلس التشريعي في المدينة.
إيهاب بسيسو وزير الثقافة الفلسطينى الأسبق
وفي تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من فلسطين، يقول وزير الثقافة الفلسطيني الأسبق، إن الاحتلال قصف أيضا كنيسة القديس بريفيريوس وهي تعد من أقدم كنائس العالم، ما أسفر عن مجزرة بحق المدنيين الذين لجأوا إلى الكنيسة للحماية، وكذلك تم استهداف العديد من المساجد الأثرية في المدينة كذلك الأسواق التاريخية في غزة القديمة.
وبشأن هدف الاحتلال من استهداف المواقع الأثرية، يوضح الدكتور إيهاب بيسو، أن الهدف من هذا التدمير الممنهج هو محاولة طمس تاريخ غزة بهدف تفتيت الهوية الوطنية والتاريخية للمكان، فالتدمير في هذه الحالة يصبح جزءاً أساسياً من خطة الإبادة الشاملة والتي راح ضحيتها حتى الآن الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين.
مؤسسات حقوقية فلسطينية تكشف عمليات تدمير ممنهج للمعالم التاريخية بغزة
وأكدت أيضًا المؤسسات الفلسطينية الثلاثة "المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ومركز الميزان، ومؤسسة الحق"، أن المشاهد الأولية للأماكن التي تمكنت طواقمنا من زيارتها للأحياء المستهدفة في جنوب وادي غزة، إلى جانب ما أمكن الاطلاع عليه من صور ومقاطع فيديو لجانب من التدمير في محافظة غزة وشمالها، يعكس مستوى غير مسبوق في عمليات التدمير الممنهج التي طالت أيضًا العديد من المعالم التاريخية والتراثية في غزة إلى جانب المؤسسات التعليمية.
المسجد العمرى الكبير غزة
وفي ذات السياق أكد تقرير وزارة الثقافة الفلسطينية، أن المشهد الثقافي فقد العديد من المبدعين في مختلف المجالات عُرف منهم حتى اللحظة 15 شهيدا، حيث إن الاحتلال استهدف البشر والشجر والحجر ودمر البنية التحتية الثقافية في القطاع، ولا زال يواصل اعتداءاته على كل مقدّرات شعبنا.
الأمانة العامة لاتحاد المؤرخين والأثاريين الفلسطيني تكشف عدد المواقع التاريخية المستهدفة من الاحتلال
في هذا السياق تقول الدكتورة منى أبو حمدية الأكاديمية الفلسطينية، والباحثة في التراث والأثار، وعضو الأمانة العامة لاتحاد المؤرخين والأثاريين الفلسطيني، أن هدنة الحرب على غزة لمدة أربعة أيام كشفت عن حجم الدمار الهائل للمنشآت والمواقع الاثرية في غزة، حيث استهدفت آلة الحرب الإسرائيلية خلال العدوان الأخير على غزة البشر والحجر والشجر وأراقت دماء اكثر من خمسة عشر الف شهيد من المدنيين العزل اغلبهم من الاطفال والنساء والشيوخ والذين لم تكن بيوتهم مكان أمن وأمان لهم ، بسبب بطش و دموية الاحتلال الصهيوني .
الدكتورة منى أبو حمدية
وتضيف الدكتورة منى أبو حمدية في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، من فلسطين، أن وحشية الاحتلال لم تقتصر على اغتيال البشر فحسب بل امتدت بشكل عنيف لتدمير الحجر، وطالت مواقع أثرية وتراثية في قطاع غزة بنية الإبادة الكاملة لكل ما هو فلسطيني ومسحه عن الوجود بأعتى وابشع وسيلة، وتدمير العشرات من المواقع الآثرية والتراثية من متاحف ومساجد وكنائس و منشآت أثرية بالإضافة إلى استشهاد عددٍ من العاملين بقطاع التراث والآثار، وهو الأمر الذي أدى إلى عدم متابعة الاخرين لعملهم وحراسة المواقع وخدمتها بسبب شدة وقسوة الحرب.
وتؤكد عضو الأمانة العامة لاتحاد المؤرخين والأثاريين الفلسطيني، أن الاحتلال الغازي لساكني اقليم جغرافي معين يعمل على مسح تاريخه و إبادته تماما حتى يستفرد بالمنطقة ويمارس سيادته بوحشية فوق دماء شعبه، وهذا ما يجري تمامًا في غزة في ظل استمرار حرب "الابادة الجماعية" لشعب اعزل يُباد ليلا نهارا بلا توقف ليمسح كل اثر له عن الوجود، واستهداف الاحتلال لتلك المنشآت الآثرية هي أقوى دليل على أن هذا الاحتلال يسعى جاهدًا لطمس هوية وتاريخ شعب بأكمله ولعل هذا العدد الكبير من تدمير المواقع الآثرية في غزة يؤكد نوايا الاحتلال الوحشية بالإبادة والتطهير العرقي.
وتشير إلى أن العديد من المتاحف والمنشآت الاثرية والتي تعود إلى الفترة الكنعانية والرومانية واليونانية والإسلامية، تعرضت للتدمير والقصف وأضرار متفاوتة ومنها متحف القرارة والذي شيد عام ١٩٥٨ والذي تعرض للقصف فتصدعت جدرانه وتهشمت منه أجزاء كثيرة، بجانب متحف خان يونس والذي تكبد أضرار بالغة وكبيرة إثر قصف همجي، حيث يضم قطعًا آثرية تعود للحقبة البيزنطية والرومانية، بالإضافة لنقود اسلامية تعود للعهد الاموي والعباسي والعثماني، كما أنه من محتويات هذا المتحف قسم للتراث يضم العديد من الآلات الخشبية كاليرغول والشبابة والربابة الى جانب ادوات زراعية قديمة واواني تعود لأكثر من مئة عام ، بالإضافة للأزياء التراثية والتي تعود لفترة ما قبل النكبة .
وتؤكد الدكتورة منى أبو حمدية، أن من بين المواقع التي شهدت تدمير أيضا متحف العقاد والذي يضم الأف القطع الآثرية والتي تعود لفترة ما قبل التاريخ، بجانب بيت السقا الآثري في حي الشجاعية والذي تم تدميره بشكل لا يمكن ترميمه، والمركز الثقافي الارذوكسي في منطقة تل الهوا، وكنيسة القديس برفيريوس وتقع الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية في حي الزيتون، والتي تدمرت بشكل جزئي ولعل أهميتها تنبع من مكانتها الدينية العالمية وكونها في طريقها للترشح على لائحة التراث العالمي، وكذلك قصر الباشا أو قصر الرضوان والذي شيد في العصر المملوكي، وقلعة برقوق في خانيونس والتي اسست في القرن الرابع عشر الميلادي كحصن للتجار المتنقلين ما بين القاهرة ودمشق .
حمام السمارة
وتشير إلى أن الاحتلال استهدف أيضا خلال عدوانه الأخير مبنى بلدية غزة الأثري، وحمام السمرة العثماني، وسبيل السلطان عبد الحميد وهو منشأة معمارية تقدم المياه للمارة وعابري السبيلـ بجانب العديد من المساجد الاثرية ومنها مسجد السيد هاشم وبه مدفون جد الرسول الكريم هاشم بن عبد مناف، وجامع الشيخ زكريا في حي الدرج والذي تأسس في القرن الخامس الهجري، وجامع الشمعة في حي البخارين، وجامع الشيخ عبد الله في حي التفاح وبه مدفون عبد الله الايبكي وهو من مماليك السلطان المملوكي، ومسجد بن عثمان والذي شيد في القرن الثامن الهجري .
وتوضح عضو الأمانة العامة لاتحاد المؤرخين والأثاريين الفلسطيني أنه بعد أن تمت الهدنة الانسانية تم اكتشاف العديدة من المواقع الأثرية والتاريخية التي طالتها ألة الحرب الاسرائيلية وصواريخها الوحشية فدمرتها ومسحتها بالأرض ومنها متحف رفح الذي تم تدميره من قبل الك البطش الاستعمارية خلال عدوانها على قطاع غزة، حيث إن هذا المتحف الذي يحتوي مئات الأدوات التراثية التقليدية من أزياء وأدوات قديمة تجسد ثقافة الفلسطيني الفلاحي القديم ، بجانب الأزياء التقليدية التراثية الفلسطينية، وتم تدمير سوق الزاوية والذي يعد سوق أثري تاريخي في غزة والذي يعود عمره لعقود من الزمن مضت فأصبح عبارة عن ركام ودمار .
مرصد حقوقى: القانون الدولي الإنساني يحظر في كافة الظروف الاستهداف المتعمد للمواقع الثقافية والدينية
وكذلك المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أصدر يوم الإثنين 20 نوفمبر تقريرا كشف فيه عن أبرز المناطق والمواقع الآثرية التي استهدفها الاحتلال خلال عدوانه الأخير، مؤكدا أن إسرائيل تتعمد تدمير المعالم الأثرية الفلسطينية في قطاع غزة في إطار حربها المستمرة منذ السابع من الشهر الماضي في استهداف صريح للإرث الحضاري الإنساني، وتأكيده بأن القانون الدولي الإنساني يحظر في كافة الظروف الاستهداف المتعمد للمواقع الثقافية والدينية التي لا تشكل أهدافا عسكرية مشروعة ولا ضرورة عسكرية حتمية.
وأكد المرصد، أنه وثق هجمات جوية ومدفعية شنها الجيش الإسرائيلي على مواقع تاريخية عديدة تشكل الجزء الأبرز في التراث الثقافي في قطاع غزة، بما في ذلك مواقع أثرية ومبان تاريخية ودور العبادة والمتاحف ما أدى إلى دمار وأضرار كبيرة فيها، ومنها مسجد العمري الكبير التاريخي وسط مدينة غزة، وتدمير مئذنته التي يعود تاريخ بنائها إلى 1400 عام، واستهداف ثلاث كنائس تاريخية في قطاع غزة، لا سيما كنيسة القديس برفيريوس العريقة، وتعد أقدم كنسية في غزة ويعود تاريخ البناء الأصلي للكنيسة إلى عام 407 ميلادية فوق معبد وثني خشبي يعود لحقبة سابقة، كما تعرضت معظم أجزاء البلدة القديمة لمدينة غزة وفيها 146 بيتا قديما إضافة إلى مساجد وكنائس وأسواق ومدارس قديمة وتاريخية، لتدمير شبه كلي في هجمات جوية ومدفعية إسرائيلية.
بيت الغصين في غزة
وذكر أن الاحتلال دمر موقع البلاخية الأثري وميناء غزة القديم "ميناء الأنثيدون الأثري" في شمال غرب مدينة غزة، والذي يعود بناؤه إلى 800 عام قبل الميلاد، ويعتبر من أهم المعالم الأثرية في غزة ومدرج على اللائحة التمهيدية للتراث العالمي ولائحة التراث الإسلامي، وتدمير "بيت السقا" الأثري في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، والذي يعود تاريخ بنائه إلى 400 عام على مساحة كانت تبلغ 700 متر.
استهداف 192 مسجدًا بينهم مساجد تاريخية
وصل عدد المساجد التي استهدفها الاحتلال الإسرائيلي على غزة إلى 117 مسجداً بشكل كلي، و208 مساجدا هدمها الاحتلال بشكل جزئي، بينهم مساجد تاريخية، وهو ما يؤكد عليه الدكتور عبد الهادي سعيد الأغا وكيل وزارة الأوقاف في غزة ، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، من قطاع غزة، والذي أكد أن الاحتلال لم يبق شيء في قطاع غزة إلا واستهدفه ، حيث استهدف المساجد والكنائس والمستشفيات كما شاهد العالم في مجمع الشفاء الطبي والمستشفى الأندونيسى ومستشفى الرنتيسى، كما استهدف بعض الكنائس في غزة وركز على استهداف التراث والتاريخ، كم استهدف المواقع والمصالح الاقتصادية.
عبد الهادب الأغا وكيل وزارة الأوقاف بغزة
ويضيف وكيل وزارة الأوقاف في غزة، أنه فيما يتعلق بالمساجد التاريخية، استهدف الاحتلال أقدم مسجد في غزة بشكل جزئى وهو المسجد العمري والذي تم بنائه في غزة في عهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه عندما زار فلسطين، وكان من قبل كنيسة تقام فيها الصلوات، وعندما اسلم أهل غزة تحولت الكنيسة إلى مسجد.
ولحق بمواقع مثل دير القديس هيلاريون الذي يعود بناؤه إلى أكثر من 1600 عام، وبيت الغصين وهو مبنى تاريخي يعود إلى أواخر الفترة العثمانية، وحمام السمارة الذي يعود تاريخه إلى عام 1320 على الأقل، أضرار جسيمة، وتدمير مقار جمعية أبناؤنا للتنمية، ومركز غزة للثقافة والفنون، وجمعية ميلاد والمركز الثقافي الاجتماعي العربي، وجمعية حكاوي للمسرح وغيرها من المؤسسات ذات العلاقة في إطار حملة تطهير ثقافي مروعة، موضحا أن تدمير واستهداف المواقع التاريخية والأثرية يرتقي إلى جريمة حرب بموجب ميثاق روما المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية، وانتهاكا صريحا لمعاهدة لاهاي المتعلقة بحماية الإرث الثقافي أثناء الصراعات المسلحة، كما أن المواقع التراثية والتاريخية في غزة هي في الواقع ملك للإنسانية ولكل من يهتم بتاريخ الإنسانية وليس فقط للبلد، الذي توجد فيه تلك المعالم ما يستدعى إطلاق تحقيق دولي محايد في انتهاكات إسرائيل لمحاسبتها والضغط الفعلي عليها لوقف حربها المدمرة.
كنيسة القديس برفيريوس
الاحتلال يتعمد قطع أشجار الزيتون التاريخية
لم ينته الأمر عند هذا الحد، بل أيضا عمل الاحتلال منذ 7 أكتوبر الماضي، على قطع أشجار الزيتون، والتي تحمل أهمية تاريخية واقتصادية يصعب إنكارها أو وضع نهاية لها، وبحسب ما نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" في 6 نوفمبر، فإن جرافات الاحتلال اقتلعت نحو 70 شجرة زيتون معمرة تعود ملكيتها لورثة فواز داود، تتراوح أعمارها ما بين 100 إلى 120 عاما في منطقة الصفرة المحاذية لمستعمرة رفافا، خاصة أن قطع الأشجار الزيتون يؤدي إلى تدمير الحقول الزراعية وإلحاق الأذى بالمزارعين الفلسطينيين وتجريف الأراضي الزراعية التي تعود لعائلات فلسطينية منذ أجيال.
مجلس الآثاريين العرب: رغم محاولات القمع والتشريد وطمس الهوية فإن الفلسطينيون متمسكون بهويتهم
من جانبه أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير المكتب الإعلامى للمجلس العربى للاتحاد العام للآثاريين العرب، وعضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، أنه رغم الدمار الشامل فى غزة وكل المحاولات لتشريد الشعب الفلسطينى ونزعه من أرضه وطمس هويته وتصفية قضيته إلا أن هذا الشعب هو شعب الجبارين حقًا، فقد وصفهم القرآن الكريم بهذه الصفة حين رفض بنو إسرائيل الاستجابة لنبى الله موسى وهم فى سيناء على أعتاب فلسطين، فبعثوا رسلًا منهم لمعرفة الشعب الموجود فى هذه الأرض وهم اليبوسيين العرب أصحاب الأرض منذ آلاف السنين، فخشى بنو إسرائيل من قوة هؤلاء القوم ورفضوا دخول الأرض المقدسة فعاقبهم المولى عز وجل بالتيه فى سيناء لمدة أربعون عامًا .
وأضاف الدكتور ريحان، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن سلطة الاحتلال حاولت بشتى الطرق طمس الهوية الفلسطينية بتسجيلها مواقع أثرية فلسطينية تراث عالمى إسرائيلى باليونسكو، حتى الزى الفلسطينى والأكلات الشهيرة نسبها الاحتلال لنفسه باعتراف دولى ، ولكن شعب الجبارين يحتفظ بكل مفردات هويته وشخصيته الفلسطينية وسط الدمار، ويتمسك بأرضه، أرض اجداده منذ آلاف السنين، يتمسك بعاداته وتقاليده راسخة، يتمسك بزيه الوطنى وأكلاته الشهيرة، يعانق أشجار الزيتون التى تزين أرضه ويعتبرها الفلسطينى جزءًا من ذاكرته الوطنية فالشجرة من عادات العرب نوع من السيادة على الأرض وتعبير عن الهوية ولذلك قام العدو الصهيونى باقتلاعها لأنها ترمز إلى السلام والاحتلال أعداء السلام، وقد قامت جرافات الاحتلال باقتلاع نحو 70 شجرة زيتون معمرة تعود ملكيتها لورثة فواز داود، تتراوح أعمارها ما بين 100 إلى 120 عاما في منطقة الصفرة المحاذية لمستعمرة رفافا.
الدكتور عبد الرحيم ريحان
وأوضح أن غزة تضم العديد من الآثار الكنعانية والرومانية والمسيحية والإسلامية والذى يعبث بها المحتل كجزء من طمس الهوية، فهى غزة الذى أسسها العرب الكنعانيون فى الألف الثالثة قبل الميلاد وسموها غزة، وأطلق عليها العرب غزة هاشم نسبة إلى هاشم بن عبد مناف جد رسول الله محمد "صلى الله عليه وسلم" الذي توفي بها أثناء رحلته التجارية، كما تأسست بها أسقفية مسيحية تحت حكم القديس بورفيريوس بين عام 396 – 420 م، وبنيت كنيسة القديس برفيريوس عام 425م فوق معبد وثني خشبي، وتتنوع الآثار الإسلامية بغزة منها الدينية والمدنية والتجارية والحربية والخيرية.
وأشار مدير المكتب الإعلامى للمجلس العربى للاتحاد العام للآثاريين العرب، إلى أن هذه الجرائم تعد مخالفة صريحة لسلطة الاحتلال فى فلسطين لاتفاقية لاهاى 1954 لحماية الممتلكات الثقافية في حالة نزاع مسلح وتتجسّد فى المادة 5 من اتفاقية لاهاى تحت عنوان "الاحتلال" ونصها أن على الأطراف السامية المتعاقدة التي تحتل كلًا أو جزءًا من أراضي أحد الأطراف السامية المتعاقدة الأخرى تعضيد جهود السلطات الوطنية المختصة في المناطق الواقعة تحت الاحتلال بقدر استطاعتها في سبيل وقاية ممتلكاتها الثقافية والمحافظة عليها، وإذا اقتضت الظروف اتخاذ تدابير عاجلة للمحافظة على ممتلكات ثقافية موجودة على أراض محتلة منيت بأضرار نتيجة لعمليات حربية وتعذر على السلطات الوطنية المختصة اتخاذ مثل هذه التدابير، فعلى الدولة المحتلة أن تتخذ بقدر استطاعتها الإجراءات الوقائية الملحة، وذلك بالتعاون الوثيق مع هذه السلطات، كما ويجوز وفقًا لأحكام المادة " 6 " وضع شعار مميز على الممتلكات الثقافية لتسهيل التعرف عليها، وخالفت سلطة الاحتلال المادة 4 من الاتفاقية تحت عنوان "احترام الممتلكات الثقافية" ونصها، وتتعهد الأطراف السامية المتعاقدة بتحريم أي سرقة أو نهب أو تبديد للممتلكات الثقافية ووقايتها من هذه الأعمال ووقفها عند اللزوم مهما كانت أساليبها، وبالمثل تحريم أي عمل تخريبي موجه ضد هذه الممتلكات، كما تتعهد بعدم الاستيلاء على ممتلكات ثقافية منقولة كائنة في أراضي أي طرف سام متعاقد آخر.
متحف القرارة في غزة
وأوضح أن الأطراف السامية المتعاقدة تتعهد بالامتناع عن أية تدابير انتقامية تمس الممتلكات الثقافية، وما حدث من قصف للمواقع الأثرية والكنائس والمساجد وحرق المخطوطات وتدمير المكتبات يشهد بتحدى سلطة الاحتلال لكل الاتفاقيات الدولية ومخالفة بنودها، حيث يتم كل هذا فى غياب المنظمات المعنية بالتراث، "اليونسكو" منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، "الألكسو" المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، "الإيسيسكو" منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، والمنوط بها التدخل للاضلاع بمسئوليتها عن حماية التراث الحضارى.
الأمين العام لاتحاد المؤرخين الفلسطيني: يجب عقد مؤتمر دولي خاص بالتراث الثقافي في غزة
من جانبه يؤكد الدكتور عبد الرحمن مغربى الأمين العام لاتحاد المؤرخين والآثاريين الفلسطيني، أن مجموعة الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، شكلت الإطار الرئيس لحماية التراث الثقافي لكل أمة من الأمم، وفي هذا المجال، نجد "اتفاقية جنيف الرابعة" الخاصة بالنزاع المسلح، ومعاملة المدنيين وقت الحرب الموقعة عام 1949م، واتفاقية لاهاي الخاصة بحماية التراث الثقافي العالمي في حالة النزاع المسلح والصادرة عام1954م، والاتفاقية الدولية المتعلقة بحظر ومنع استيراد وتصدير ونقل الممتلكات الثقافية لسنة1970م، والاتفاقية الدولية لحماية التراث الثقافي والطبيعي العالمي الموقعة في (باريس) عام1972م، أرست مجتمعة بعض الأسس لحماية التراث الثقافي تحت الاحتلال، ولكن على أرض الواقع فإن هذا الاحتلال تحداها جميعاً.
تدمير المسرح ومكتبة ومطابع
ويضيف الأمين العام لاتحاد المؤرخين والآثاريين الفلسطيني، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من فلسطين، أن هذه الاتفاقيات نصت أن واجب دولة الاحتلال اتخاذ كافة التدابير التي تضمن عدم المساس بمباني العبادة والفنون والعلوم والأعمال الخيرية والآثار التاريخية، ومن واجبها أيضاً حماية الآثار التاريخية، وألزمتها تقديم العون لحكومة الطرف الذي احتلت أرضه لحماية ممتلكاته الثقافية، كما يحظر القانون الدولي إجراء تنقيبات في الأراضي المحتلة، ويعالج القانون الدولي أعمال التدمير المتعمد للتراث الثقافي، ويحاسب عليها كجريمة حرب.
ولفت عبد الرحمن مغربى، أن هناك العديد من القرارات عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" تدين إسرائيل وتطالبها بالتوقف عن تدمير الممتلكات الثقافية فيها، وتدعوها لحماية التراث الثقافي، والتي لم تُـــعِــــر دولة الاحتلال لها أي اهتمام، موضحا أنّ ما يجري من تدمير ما هو سيطرة من قبل دولة محتلة، تفرض نفسها بالقوة على المشهد ، فهي الدولة الوحيدة في هذا العالم التي تتحدى القانون الدولي، وتعمل وفق قوانين عنصرية صنعتها بنفسها، ولا تلتقي أبداً مع قرارات الشرعية الدولية.
ويشير الأمين العام لاتحاد المؤرخين والآثاريين الفلسطيني، إلى أن ما يجري هو تدمير منظم لتراث إنساني عالمي، وسرقة للتاريخ بكل ما للكلمة من معنى أمام أنظار العالم أجمع ومؤسساته المعنية، وتحد سافر للقانون الدولي وقراراته، في وقت تعتبر فيه غزة حالة خاصة تنطبق عليها كل الآليات الخاصة بالمواقع التراثية العالمية، ويتطلب مطالبة الهيئات الدولية، وخصوصاً اليونسكو" بضرورة الحفاظ على مواقع التراث العالمي المهدد بالتدمير .
ويؤكد ضرورة بدء العمل على مؤسسة التراث الثقافي ، وتوسيع آفاقه وتطويره من خلال تشكيل " المجلــــــس الأعلى للتراث الثقافي فــي غزة"، ومنحه صلاحيات المحافظة على هذا التراث وتطويره، بجانب مطالبة الجهات الدولية المختصة، وكافة الهيئات عربياً وإسلامياً وعالمياً، بتفعيل نشاطاتها للمحافظة على التراث الثقافي الذي يتعرض لمخاطر وتدمير ممنهج، وعقد مؤتمر دولي خاص بالتراث الثقافي في غزة تدعو له منظمة المؤتمر الإسلامي، للوقوف على أوضاع غزة أثاريا وسياسياً واقتصادياً وثقافياً، والعمل على توحيد الجهود للوقوف في وجه تهويدها.
كما يؤكد الأمين العام لاتحاد المؤرخين والآثاريين الفلسطيني، ضرورة قيام الدولة الراعية للأوقاف الإسلامية في فلسطين بتقديم شكوى للجهات الدولية المختصة حول الممارسات الإسرائيلية في غزة ، خصوصاً وإدراج المدينة على قائمة التراث الثقافي الإنساني المهدد بالخطر، بالإضافة إلى قيام المؤسسات المعنية عربياً وإسلامياً على المستوى الرسمي والشعبي، بعمل مشترك لدعم الجهود المبذولة من أجل غزة وفضح ممارسات الاحتلال فيها.