ربما كان عام 2023 الأكثر قسوة بكل ما حمله من كوارث وأحداث ساخنة وحروب، كانت "حرب غزة" الأكثر دموية بين أحداثه ، فرغم أن عدد الشهداء تجاوز 21 ألف شهيد إلا أن العدوان الأسرائيلى يصر على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الأبرياء ، حيث تتواصل الحرب بين إسرائيل وحماس منذ السابع من أكتوبر الماضي حتى الآن دون هداوة.
فيما ينتفض العالم أجمع رافضا لتلك الحرب الدموية، فقد شهدت عدة مدن حول العالم مسيرات تدعو لإنهاء الحرب ووقف قتل المدنيين والافراج عن الرهائن.
زلزال المغرب
فوجئ العالم في التاسع من سبتمبر 2023، بزلزال مدمر يضرب المغرب ، بقوة بلغت 6.8 درجات على مقياس ريختر وكان مركزه إقليم الحوز وامتد إلى مناطق أخرى، إلى مقتل نحو ثلاثة آلاف شخص، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من المصابين، كما دمر عشرات المدن والقرى.
وطالت أضرار الزلزال المناطق التاريخية والأثرية في مدينة مراكش المدرجة ضمن قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، بما في ذلك سور المدينة الذي يعود تاريخه للعصور الوسطى.
وقد خصص الديوان الملكي المغربى 120 مليار درهم، أو نحو 12 مليار دولار، تنفق خلال السنوات الخمس المقبلة، ضمن برنامج لإعادة إعمار أقاليم ومناطق الحوز ومراكش وورزازات وأزيلال وشيشاوة وتارودانت.
إعصار دانيال في ليبيا
بعد أيام قليلة من الزلزال الذي ضرب المغرب، عصف إعصار دانيال بالسواحل الشرقية لليبيا في 11 سبتمبر الماضي، وهو ما أدى لإغراق أحياء كاملة ومقتل وفقدان الآلاف.
تسبب الإعصار، الذي ضرب درنة وبنغازي والبيضاء وسوسة والمرج وشحات، بفيضانات مدمرة، قسمت مدينة درنة التي كان يقطنها قرابة مئتي ألف نسمة إلى قسمين شرقي وغربي، جارفة كل ما في طريقها، كما انهار سدّان بنيا في درنة في سبعينيات القرن الماضي لحماية المدينة من الفيضانات.
حيث إن 4.333 شخصا لقوا حتفهم بسبب الإعصار وما تبعه من فيضانات وسيول، ناهيك عن فقدان أثر 8500 شخص، كما نزح نحو 43 ألفاً، وفق وكالة الأمم المتحدة للهجرة. وفق الأمم المتحدة.
وقال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إن العاصفة دانيال التي ضربت ليبيا "هي تذكير قاس آخر بالتأثير الكارثي الذي يمكن أن يحدثه تغير المناخ في عالمنا".
زلزال تركيا وسوريا
وفى السياق نفسه، ضرب زلزال مدمر في 6 فبراير 2023، أجزاءً من الأراضي التركية والسورية في المنطقة الواقعة قرب الحدود بين البلدين بقوة 7.8 درجة على مقياس ريختر، أعقبه زلزال مدمر آخر يعادل القوة نفسها تقريباً. تقول الأمم المتحدة إن الزلزالين تسببا بواحدة من أكبر الكوارث التي عصفت بالمنطقة مؤخراً.
وتسبب الزلزالان، أو ما يعرف بـ "زلزال قهرمان مرعش"، بمقتل نحو 55,000 وإصابة أكثر من 100,000.
وبحسب أرقام نشرها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، دمر الزلزالان نحو 273 ألف مبنى في تركيا، وأكثر من 9 آلاف مبنى في سوريا. وفي تركيا وحدها نزح أكثر من 3.3 مليون شخص، بينما أصبح أكثر من مليوني شخص بلا مأوى، وأعلنت بعدها الحكومة التركية عن خطط لبناء 650 ألف وحدة سكنية جديدة لتعويض المتضررين.
أما في سوريا، التي تعاني أيضاً من آثار الحرب الدائرة فيها منذ عام 2011، تسبب الزلزال بنزوح 392 ألف عائلة نتيجة دمار المباني.
وتعادل مساحة الدمار نحو 14 ألف ملعب كرة قدم، مغطاة بالحطام المتراكم.
حرب السودان
لم يكن السودان بعيدا عن دائرة الأحداث ، حيث اندلعت الاشتباكات بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان الذي يترأس البلاد، وقوات الدعم السريع التابعة لمحمد حمدان دجلو والمعروف باسم حميدتي، في صراع على السلطة التي كان من المفترض أن تسلم للمدنيين.
تصاعدت أعمال العنف بين الطرفين وأدت إلى مقتل ما لا يقل عن 12 ألفاً وإصابة أكثر من 33 ألفاً، في الحرب التي ما زالت مستمرة، وفق ما نقلت الأمم المتحدة عن وزارة الصحة السودانية.
تقول الأمم المتحدة أيضاً إن هذا القتال تسبب بكارثة، إذ نزح ما يزيد عن 5.6 مليون شخص من منازلهم، وأصبح نحو 25 مليون شخص بحاجة للمعونة، وأكثر من 4.2 مليون امرأة وفتاة معرضة "لخطر العنف القائم على نوع الجنس". كما أن واحداً من كل ثلاثة أطفال لا تتاح له فرصة الذهاب إلى المدرسة.
انفجار بركانى فى أيسلندا
تسبب بركان ثارا، خلال الساعات الماضية، في تهجير العديد من سكان المناطق المجاورة، تأهبًا لأي أضرار ربما تعرض حياتهم للخطر، إذ انطلق البركان بإطلاق الحمم والدخان بكثافة.
نشرت الشرطة الوطنية بأيسلندا لقطات جوية لثوران البركان في شبه جزيرة أيسلندية تدعى ريكيانيس، على صفحتهم الرسمية بفيسبوك، وخلال اللقطات يظهر تدفق الحمم البركانية التي تخرج من الشقوق، بالإضافة إلى عمود هائل من الدخان، كما أضاء الانفجار السماء مع انتشار الحمم البركانية في الأراضي المحيطة.
ويقدر طول الشق بأربعة كيلو مترات، أو حوالي 2.5 ميل، وفقًا لمكتب الأرصاد الجوية في أيسلندا، تقع الحافة الجنوبية للشق على بعد أقل من ميلين من بلدة غريندافيك القريبة.
ونتيجة لذلك، تم إغلاق إحدى مناطق الجذب السياحي الأكثر شعبية في أيسلندا، وهى بلو لاجون، القريب من منطقة الثوران، وأعيد فتحه للتو، استعدادًا لعيد الميلاد بعد أسابيع من الإغلاق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة