“سيناء.. أرض الفيروز” الأرض صاحبة أكبر سجل عسكري في التاريخ، والتي شهدت تضحيات أبناء مصر ورويت بدماء الشهداء الأبرار عبر التاريخ، تحظى بمكانة خاصة داخل جنبات قلب كل مصري، إلا إنها عانت لسنوات من الإهمال، بل حاولت أيادي الشر جرها لتكون مرتعا للإرهاب، بعد أن كانت ملتقى الديانات السماوية الثلاث.
وأكد تقرير للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أن عقول وقلوب المصريين وعلى رأسها القيادة السياسية، أبت أن تدنس أرض سيناء المباركة، وانطلقت خطة الدولة لتنمية وتطوير شبه جزيرة سيناء تنمية حقيقية ومستدامة، مؤكدا أن السبيل لدحر الإرهاب واستعادة مكانة سيناء المجتمعية والحضارية والتنموية، كان بإطلاق معاول التنمية بكافة ربوع سيناء. وكانت الخطة بعمل مشروع قومي متكامل لحماية وتنمية سيناء على كافة الأصعدة، أمنيًا وعسكريًا واقتصاديًا، وتنفيذ شبكة بنية تحتية كبرى.
وذكر أن افتتاح مشروع قومي عملاق جديد، والمتمثل في محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر الأضخم من نوعها على مستوى العالم، لتحجز مكانها بموسوعة جينيس العالمية، باعتبارها أكبر محطة معالجة لمياه الصرف عالميا بطاقة إنتاجية يومية تبلغ نحو 5.6 مليون متر مكعب من المياه، من إعادة تدوير مياه الصرف الصحي، بتكلفة 16 مليار جنيه، وتم تنفيذها بأيدي 21 ألف مهندس وفني وعامل، تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالتعاون مع تحالف “أوراسكوم- المقاولون العرب”، على مدار 26 شهرًا.
وأشار التقرير إلى مكاسب المحطة، لتؤكد أنه يتم الاستفادة منها في استصلاح وزراعة حوالي 330 ألف فدان شرق قناة السويس، بالإضافة إلى 70 ألف فدان يتم زراعتها حاليًا بمنطقتي سهل الطينة والقنطرة شرق ليصل إجمالي الأراضي المزروعة إلى 400 ألف فدان، هذا إلى جانب إنشاء عدد من مشروعات تنمية زراعية متكاملة منها الإنتاج الزراعي والحيواني والصناعي وبالتالي تسهم في زيادة الصادرات وتقليل الواردات، كما تعمل على خلق فرص عمل تصل إلى 40.2 ألف فرصة في مختلف المجالات،
بالإضافة إلى تقليل المياه المهدرة من الصرف الزراعي من خلال إدارة منظومة نقل ومعالجة المياه وتطهير الترع والمجاري المائية وأعمال البناء. في واحدة من مشروعات مواجهة التحديات المائية للدولة بإيجاد مصادر مياه بديلة، لتقليل الفجوة الموجودة بين المتاح من الموارد المائية المحدودة، والاستهلاك المتنامي، لعنصر الحياة والتنمية (المياه).
وذكر أنها تعود بالإيجاب على إنقاذ مياه بحيرة المنزلة من التلوث وإعادة الحياة البحرية إليها. فيبلغ طول مصرف بحر البقر، حوالي 190 كيلو مترًا، ويعتبر من أخطر منابع التلوث البيئي في مصر، وهو الوحيد الذي يمتد من جنوب القاهرة مرورًا بعدد 5 محافظات هي بورسعيد والإسماعيلية والشرقية والدقهلية والقليوبية، وينتهي بصرف ما بداخله في بحيرة المنزلة.
حيث تسهم محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر بشرق بورسعيد في تحويل مسار مصرف بحر البقر، ومعالجته (ثلاثيًا) يوميًا إلى شمال سيناء من خلال سحارة السلام جنوب بورسعيد، لتساهم في استصلاح 400 ألف فدان في سهل الطينة وجنوب القنطرة شرق و30 يونيو، وبئر العبد والسر والقوارير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة