لم يعد هاتفك المحمول التالف يمثل مشكلة بيئية، ولم تعد النفايات الإلكترونية عقبة أمام الابتكارات التقنية والأفكار المبدعة، فورميلا وان حلت المعادلة، بسيارة جديدة من أجزاء الموبايل التالفة سواء البطارية أو لوحة الذاكرة ( البوردة) لأجهزة الكمبيوتر المحمولة أو أجهزة الكومبيوتر .
قمة المناخ COP28 التي تقام حاليا في دبي جعلت "الهاتف المهمل"، وقودا لقفزة مناخية، ففي المنطقة الزرقاء وأمام غرف الاجتماعات التي تشهد يوميا عشرات الجلسات ما بين مفاوضات على مستقبل البشرية ومحاولات لإنقاذ الكوكب، تقدم " فورميلا وان" أحد الحلول التي تحافظ على سلامة الكوكب المهدد بحوالي 54 مليون طن متري سنويا من هذه النفايات، ويتوقع زيادتها إلى 70 طن متري سنويا بحلول 2030، وحوالي 120 مليون طن سنويا بحلول 2050.
هيكل السيارة ما هو إلا "لوحات إلكترونية"، تعرف بـ"Motherboard" وواجهات أجهزة كمبيوتر، ومقدمة السيارة ما هي إلا مجموعة من الهواتف المحمولة القديمة والمحطمة،وترسم اللوحات الإلكترونية الجسم الخارجي السيارة، فيما يظهر مقعد السائق في منتصف اللوحات تماما ليكون هو العنصر الوحيد في هذه الصورة القادم من السيارات القديمة سابقة الاستخدام.
فمن الآن لا تلقي تليفونك القديم أو جهاز اللابتوب وأجزاء الكمبيوتر الداخلية في القمامة، فقد أصبح لها فائدة في واحدة من أسرع وسائل الحركة والتنافس على السباقات العالمية ، في مثال حي على "الاقتصاد الدائري" الصديق للبيئة، وإعادة التدوير، وتعزيز لقيمة معالجة النفايات الإلكترونية والاستفادة منها بالشكل الأمثل لبناء اقتصاد دائري مستدام.
بوليانا رايت، المسؤولة عن جناح عرض السيارة قالت لـ "اليوم السابع": سيصل الحجم السنوي للنفايات الإلكترونية 75 مليون طن بحلول عام 2030"، لذلك تعكس السيارة أهمية الاقتصاد الدائري ومعالجة النفايات الإلكترونية، لاسيما تلك التي تصنفها منظمة الصحة العالمية بالتهديد المتزايد للبيئة".
وتابعت: "السيارة صُممت بالكامل من نفايات إلكترونية، ممثلة في الهواتف المحمولة واللوحات الإلكترونية وتعمل السيارة بالطاقة الكهربائية وتسير على الطرق بشكل طبيعي".
جاستن شيلوفا، عضو فريق التفاوض من زامبيا، عقب خروجه من جلسة مفاوضات عن الصحة والتغيرات المناخية يقترب أكثر من السيارة وتلفت انتباهه ، وكأنها لمست "آلم خاص" في داخله، قائلا "نحن نحتاج مثل هذه السيارات في بلادنا، لتقليل التلوث، والاستفادة بأكبر قدر ممكن من النفايات".
السيارة من تصميم شركة «إن فيجن ريسينج» التي تضع في صدر مبادرتها، 4 نصائح رئيسية لم يملك جهاز إلكتروني تآلف؛ الأولى محاولة إصلاحه، الثانية: التبرع به، الثالثة: بيعه، والرابعة: إعادة تدويره.
وبجانب السيارة مباشرة، توجد محاكاة حية لقيادة هذه السيارة الاستثنائية، يجلس السائق على مقعد السائق، يحرك ذراعا إلكترونية، لتتحرك السيارة في شاشة تلفزيون أمام المقعد، في تجربة فريدة قد تكون بداية لمواجهة أزمات متعددة في خطوة واحدة، فهي تحل أزمة نفايات إلكترونية متنامية خاصة في ظل غرق العالم في التكنولوجيا والأجهزة التي تجرى كثير من المهام نيابة عن الإنسان، وكذا تحل أزمة الصراع على الموارد الطبيعية للأتربة والمعادن النادرة اللأزمة لإنتاج بطاريات السيارات وتساهم كذلك في خفض تكاليف الإنتاج للسيارات الكهربائية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة