كيف يواجه "COP28" التحديات المناخية وتهديدات التنوع البيولوجى؟.. العالم يشهد معدلات انقراض متسارعة للكائنات الحية.. فقدان التنوع البيئى يخفض إنتاجية المحاصيل وينقص مخزون الأسماك ويسبب تدهور المناظر الطبيعية

الإثنين، 04 ديسمبر 2023 01:00 ص
كيف يواجه "COP28" التحديات المناخية وتهديدات التنوع البيولوجى؟.. العالم يشهد معدلات انقراض متسارعة للكائنات الحية.. فقدان التنوع البيئى يخفض إنتاجية المحاصيل وينقص مخزون الأسماك ويسبب تدهور المناظر الطبيعية مؤتمر المناخ بالامارا
كتبت آية دعبس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بدأت فعاليات مؤتمر المناخ (COP28) بدولة الأمارات العربية المتحدة، ومن المقرر أن يستمر حتى 12 ديسمبر الجارى، ويعتبر العلماء العلاقة بين التنوع البيولوجى والتغير المناخى من أهم التحديات التى تواجهها البشرية فى القرن الحادى والعشرين، فعلى مدى العقود الماضية شهد الكوكب تدهورا مستمرا فى التنوع البيولوجى وتغيرات مناخية غير مسبوقة، ما يؤثر بشكل كبير على النظم البيئية والحياة على وجه الأرض. 

 

وتشير التقارير العلمية إلى أننا نشهد حاليًا معدلات انقراض متسارعة للكائنات الحية وفقدانًا كبيرًا للتنوع البيولوجى، هذا التدهور يعززه التغير المناخى، الذى يؤدى إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية، والتغيرات فى نسق الأمطار، وارتفاع مستوى سطح البحر، وغيرها من الظواهر البيئية المترابطة، ومن هنا تأتى أهمية المؤتمرات الأطراف للأمم المتحدة حول التغير المناخى، والتى تجمع المجتمع الدولى لاتخاذ إجراءات حاسمة للتصدى لهذه التحديات، ومن المتوقع أن يكون مؤتمر COP28 مناسبة لاستعراض التقدم المحقق وتبنى خطط طموحة للحفاظ على النظم البيئية والتنوع البيولوجى.

 

يقول الدكتور عاطف محمد كامل، وكيل كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس، خبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية باليونسكو، أن الحفاظ على النظم البيئية والتنوع البيولوجى يمثل أهمية بالغة فى مواجهة التغير المناخى وتحقيق الاستدامة البيئية، ولذا سنجد أن جميع المؤتمرات المنعقدة لمواجهة تأثيرات المناخ على الكوكب تهتم بهذه المشكلة، حيث أن النظم البيئية الصحية والتنوع البيولوجى الغنى يلعبان دورًا حاسمًا فى مقاومة التأثيرات السلبية للتغير المناخى، فالتنوع البيولوجى يوفر مجموعة واسعة من الكائنات الحية المتكيفة التى تساعد على تعزيز المرونة البيئية وتحسين تكيف النظم البيئية مع التغيرات المناخية، كذلك فإن النظم البيئية الصحية مثل الغابات والمراعى والمستنقعات تلعب دورًا مهمًا فى تخزين الكربون وتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى، فعندما يتم إتلاف النظم البيئية، يتم إطلاق الكربون المخزن فيها، ما يزيد من تركيز غازات الاحتباس الحرارى فى الجو ويسهم فى زيادة الاحتباس الحرارى وتغير المناخ.

 

وأشار إلى أن للنظم البيئية الصحية فوائد ليس لها حصر، وهى توفر لنا مجموعة متنوعة من الموارد الطبيعية مثل المياه العذبة والأغذية والألياف الطبيعية والمواد الطبية، وبالحفاظ على هذه الموارد واستدامتها يمكننا تلبية احتياجاتنا الحالية دون المساس بقدرات الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها، أيضًا لا يمكن أن يكون هناك توازن بيئى دون وجود التنوع البيولوجى، فكل كائن حى يلعب دورًا مهمًا فى السلسلة الغذائية ونظام البقاء على قيد الحياة فى الطبيعة، وإذا تم تدهور التنوع البيولوجى، فقد ينتج عن ذلك انهيار سلسلة الغذاء وتعرض النظم البيئية للانهيار، ما يؤثر سلبًا على البشر والكائنات الحية الأخرى، لذا نجد أن كثيرا من الدول تسعى جاهدة إلى الحفاظ على بعض الكائنات من الانقراض، ولهذا أهداف اقتصادية أيضًا؛ النظم البيئية الصحية توفر فرصًا اقتصادية مهمة عبر القطاعات المختلفة مثل الزراعة والصيد والسياحة البيئية، والحفاظ على النظم البيئية يعزز الاستدامة الاقتصادية عن طريق توفير فرص عمل وتحسين دخل السكان المحليين.

 

ولفت إلى أن خطورة الاختلال البيولوجى وفقدان التنوع يمكن أن يؤدى إلى تأثيرات كبيرة على الاقتصادات العربية والعالمية والصحة البشرية على عدة أصعدة، منها إنتاجية الزراعة والصيد، حيث يترتب عليه تراجع فى محاصيل الغذاء وتنوع الأصناف المزروعة، وتناقص مخزون الأسماك، وهذا يؤثر سلبًا على الأمن الغذائى والاقتصاد المستدام، مؤكدا أن فقدان التنوع البيولوجى يؤدى إلى والنباتات النادرة، ما يقلل من جاذبية الوجهات السياحية ويؤثر على الدخل المتعلق بالسياحة.

 

وتابع: كما أن التنوع البيولوجى يشكل مصدرًا مهمًا للمواد الطبية والمركبات الحيوية التى تستخدم فى الصناعات الدوائية والبيوتكنولوجيا، وفقدان هذا التنوع يقلل من فرص اكتشاف وتطوير علاجات جديدة ومبتكرة، ويؤثر على الابتكار والاقتصاد، وعندما يتم انقراض أنواع الحيوانات المضيفة أو النباتات المستضيفة، قد يتم تحويل الأمراض إلى البشر بشكل أسرع وأكثر فتكا، وتتأثر سلبا بالطبع وبكثرة إمكانية توفير الغذاء الآمن والمتنوع، وكذلك تراجع تنوع المحاصيل يعنى تقليل خيارات الغذاء وزيادة احتمالات نقص التغذية ونقص المغذيات الأساسية للجسم. ولمواجهة هذه التحديات هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات لحماية واستعادة التنوع البيولوجى والحفاظ على النظم البيئية، يمكن أن تشمل هذه الإجراءات وضع سياسات حماية البيئة، وتقديم حوافز اقتصادية للحفاظ على النظم البيئية وتعزيز الاستدامة. 

 

واستطرد: يمكن أن يكون لمؤتمر المناخ بدولة الإمارات  COP28 دور أيضًا فى تعزيز الالتزام بحماية واستعادة النظم البيئية المهمة للتنوع البيولوجى، ومناقشة استراتيجيات عدة وطرق للمحافظة على المناطق الحيوية الحساسة وترميم النظم البيئية المعرضة للتدهور، ما يسهم فى الحد من فقدان التنوع البيولوجى والتأثيرات السلبية لتغير المناخ، بالإضافة إلى التوسع فى إنشاء المناطق المحمية وإدارتها بشكل فعال للحفاظ على واستدامة التنوع البيولوجى والنظم البيئية الحساسة، مع زيادة التوعية بأهمية الحفاظ على التنوع البيولوجى وتأثيراته الاقتصادية والصحية، مع ضرورة أن تكون التوعية جزءاً من المناهج التربوية والتعليمية فى المدارس والجامعات والمجتمعات المحلية، لما يشكله فقدان التنوع البيولوجى من تحديًا كبيرًا للاقتصادات العربية والعالمية والصحة البشرية.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة